108 . أخی ألتمس لهؤلاء الأطفال ماءً

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
عاشوراء جذورها، أهدافها، حوادثها، معطیاتها
4. أبوبکر بن علی109 . هل من جرعة ماء للرضیع!

إنّ العباس لما رأى وحدته(علیه السلام) أتى أخاه وقال یا أخی هل من رخصة فبکى الحسین(علیه السلام)بکاء شدیداً. ثم قال: یا أخی أنت صاحب لوائی وإذا مضیت تفرق عسکری:

«یا أَخی کُنْتَ الْعَلامَةَ مِنْ عَسْکَری وَمُجْمِعَ عَدَدِنا، فَإِذا أَنْتَ غَدَوْتَ یَؤُولُ جَمْعُنا إِلَى الشِّتاتِ، وَعِمارَتُنا تَنْبَعِثُ إِلَى الْخَرابِ».

فقال العباس(علیه السلام):

«فِداک رُوحُ أَخیکَ یا سَیِّدی! قَدْ ضاقَ صَدْری مِنْ حَیاةِ الدُّنْیا، وَأُریدُ أَخْذَ الثَارِ مِنْ هؤُلاءِ الْمُنافِقِینَ».

فقال الحسین(علیه السلام):

«إِذا غَدَوْتَ إِلَى الْجِهادِ فَاطْلُبْ لِهؤُلاءِ الاَْطْفالِ قَلیلا مِنَ الْماءِ».

فذهب العباس ووعظهم وحذرهم فلم ینفعهم فرجع إلى أخیه فأخبره فسمع  الأطفال ینادون العطش العطش فرکب فرسه وأخذ رمحه والقربة وقصد نحو الفرات فأحاط به أربعة آلاف ممن کانوا موکلین بالفرات ورموه بالنبال فکشفهم وقتل منهم على ما روی ثمانین رجلا حتى دخل الماء.

فَلَمّا أَرادَ أَنْ یَشْرَبَ غُرْفَةً مِنَ الْماءِ ذَکَرَ عَطَشَ الْحُسَیْنِ وَأَهْلِ بَیْتِهِ فَرَمَى الْماءَ وَمَلاََ الْقِرْبَةَ»(1).

ثم إنّه حمل القربة على کتفه الأیمن وتوجه إلى الخیام:

یا نَفْسُ مِنْ بَعْدِ الْحُسَیْنِ هُونِی *** وَبَعْدَهُ لا کُنْتِ أَنْ تَکُونِی

هذا حُسَیْنٌ وارِدُ الْمَنُونِ *** وَتَشْرَبینَ بارِدَ الْمَعینِ(2)

هَیْهاتَ ما هذا فِعالُ دینِی *** وَلا فِعالُ صادِقِ الْیَقینِ(3)

فأحاط به الأعداء من کل جانب فأخذ العباس یقاتلهم قتالاً شدیداً وهو یرتجز ویقول:

لا أَرْهَبُ الْمَوْتَ إِذَا الْمَوْتُ رَقا *** حَتَّى أُوارى فِی الْمَصالیتِ لَقا

نَفْسِی لِسِبْطِ الْمُصْطَفى الطُّهْرِ وِقا *** إِنِّی اَنَا الْعَبّاسُ اَغْدُو بِالسَّقا

وَلا أَخافُ الشَّرَّ یَوْمَ الْمُلْتَقى(4)

ولما رأى الأعداء أنّهم لا یستطیعون مواجهة العباس فی شجاعته وبسالته، لذلک کمنوا له وراء نخلة، واستطاع «نوفل الأزرق» من ضرب قمر بنی هاشم على یده الیمنى بالسیف فقطعها، فأخذ العباس القربة بیده الیسرى وحمل الرایة والسیف بیده الیسرى أیضاً وهو یرتجز ویقول:

وَاللهِ إنْ قَطَعْتُمُ یَمینی *** إِنِّی أُحامِی أَبَداً عَنْ دینِی

وَ عَنْ إِمام صادِقِ الْیَقینِ *** نَجْلِ الْنَّبِیِّ الطّاهِرِ الاَْمینِ

ثم إنّ «نوفل الأزرق» و«حکیم بن طفیل» هجما علیه وقطعا یده الیسرى، فألصق العباس الرایة بصدره وقال:

یا نَفْسُ لا تَخْشَی مِنَ الْکُفّارِ *** وَأَبْشِرى بِرَحْمَةِ الْجَبّارِ

مَعَ النَّبِیِّ السَّیِّدِ الْمُخْتارِ *** قَدْ قَطَعُوا بِبَغْیِهِمْ یَسارِی

فَأَصْلِهِمْ یا رَبِّ حَرَّ النّارِ(5)

وروی أنّه أمسک القربة بأسنانه ولکن لم تمض مدّة حتى أصاب سهمٌ القربةَ وأراق ماءها وأصاب سهمٌ صدرَه المبارک، وذکروا أنّ سهماً أصاب عینه، وجاء رجل من قبیلة تمیم وضربه بعمود من حدید على رأسه فسقط العباس على الأرض «وَنادى بِأعْلى صَوْتِهِ: أَدْرِکْنى یا أَخِی»(6).

وعندما وصل الإمام الحسین(علیه السلام) إلى جسد أخیه العباس رآه قد فارق الحیاة، فبکى علیه.

وکذلک روی أنّ العباس عندما استشهد قال الإمام الحسین(علیه السلام):

«الآنَ إِنْکَسَرَ ظَهْری وَقَلَّتْ حِیلَتی».

ثم بکى وقرأ هذه الأشعار:

تَعَدَّیْتُمُ یا شَرَّ قَوْم بِبَغْیِکُمْ *** وَ خالَفْتُمُ دینَ النَّبِىِّ مُحَمَّد

أَما کانَ خَیْرُ الرُّسُلِ أوْصاکُمْ بِنا *** أَما نَحْنُ مِنْ نَجْلِ النَّبِیِّ المُسَدَّدِ

أما کانَتِ الزَّهْراءُ أُمِّیَ دُونَکُمْ *** أما کانَ مِنْ خَیْرِ الْبَرِیَّةِ أحْمَدِ

لُعِنْتُمْ وَ أُخْزیتُمْ بِما قَدْ جَنَیْتُمُ *** فَسَوْفَ تُلاقُوا حَرَّ نار تَوَقَّدُ(7)

هنالک درس فی کل خطوة، درس فی الفضیلة والتضحیة، درس فی الشجاعة والبسالة والفداء. ترى من کان حاضراً فی ذلک المیدان الفرید لیخبر عن وصول العباس لشرعة الماء وامتناعه عن الشرب وقتله عطشاناً؟! الإمام الحسین(علیه السلام)أم أهل بیته کانوا یشاهدون من بعید؟! أم الأئمة من بعده أخبروا بإلهاماتهم؟ أم أخبر بها الملائکة الذین کانوا یتأملون ذلک المشهد العظیم؟ أم بصیغة أخرى؟! مهما کان فقد خط على صفحات التاریخ وظلّ خالداً لسالکی سبیل الحق.


1. بحار الأنوار، ج 45، ص 41 .
2 . مقتل الحسین، أبی مخنف، ص 179 .
3. ینابیع المودّة، ج 3، ص 67.
4 . انظر: المناقب لابن شهر آشوب، ج 4، ص 117; بحارالأنوار، ج 45، ص40; أعیان الشیعة، ج 1، ص 608 .
5 . المناقب، لابن شهر آشوب، ج 4، ص 117; بحار الأنوار، ج 45، ص 40 .
6. إبصار العین، ص 30 .
7 . بحار الأنوار، ج 45، ص 41-42.

 

4. أبوبکر بن علی109 . هل من جرعة ماء للرضیع!
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma