74 . خطبته(علیه السلام) الملحمیة إزاء عسکر الأعداء

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
عاشوراء جذورها، أهدافها، حوادثها، معطیاتها
73 . خطبة الإمام(علیه السلام) الحماسیة حین تأهب العدو لقتاله75 . إعترافات أهل الکوفة مقابل منطق الإمام(علیه السلام)

عبأ عمر بن سعد أصحابه لمحاربة الحسین بن علی(علیه السلام) ورتبهم مراتبهم وأقام الرایات فی مواضعها وعبأ الإمام الحسین(علیه السلام) أصحاب المیمنة والمیسرة وقال لأصحاب القلب اثبتوا.

وأحاطوا بالحسین من کل جانب حتى جعلوه فی مثل الحلقة فخرج(علیه السلام) حتى أتى الناس فاستنصتهم فأبوا أن ینصتوا حتى قال لهم:

«وَیْلَکُمْ ما عَلَیْکُمْ أَنْ تَنْصِتُوا إِلَیَّ فَتَسْمَعُوا قَوْلی، وَإِنَّما أَدْعُوکُمْ إِلى سَبیلِ الرَّشادِ، فَمَنْ أَطاعَنی کانَ مِنَ الْمُرْشَدینَ، وَمَنْ عَصانی کانَ مِنَ الْمُهْلَکینَ، وَکُلُّکُمْ عاص لاَِمْری غَیْرُ مُسْتَمِع لِقَوْلی، قَدِ انْخَزَلَتْ عَطِیّاتُکُمْ مِنَ الْحَرامِ وَمُلِئَتْ بُطُونُکُمْ مِنَ الْحَرامِ، فَطَبَعَ اللهُ عَلى قُلُوبِکُمْ، وَیْلَکُمْ أَلا تَُنصِتُونَ، أَلا تَسْمَعُونَ؟».

فتلاوم أصحاب عمر بن سعد بینهم وقالوا: أنصتوا له. فقام الحسین(علیه السلام) ثم قال:

«تَبّاً لَکُمْ أَیَّتُهَا الْجَماعَةُ وَتَرْحاً، أَفَحینَ اسْتَصْرَخْتُمُونا والِهینَ مُتَحَیِّرینَ فَأَصْرَخْناکُمْ مُؤَدّینَ مُسْتَعِدّینَ، سَلَلْتُمْ عَلَیْنا سَیْفاً فِی رِقابِنا، وَحَشَشْتُمْ عَلَیْنا نارَ الْفِتَنِ الَّتی جَناها عَدُوُّکُمْ وَعَدُوُّنا فَأَصْبَحْتُمْ إِلْباً عَلى أَوْلِیائِکُمْ، وَیَداً عَلَیْهِمْ لاَِعْدائِکُمْ، بِغَیْرِ عَدْل أَفْشَوهُ فیکُمْ، وَلا أَمَل أَصْبَحَ لَکُمْ فیهِمْ، إِلاّ الْحَرامَ مِنَ الدُّنْیا أَنالُوکُمْ، وَخَسیسَ عَیْش طَمَعْتُمْ فیهِ، مِنْ غَیْرِ حَدَث کانَ مِنّا وَلا رَأْی تَفَیَّلَ لَنا.

فَهَلاًّ لَکُمْ الْوَیْلاتُ إِذْ کَرِهْتُمُونا وَتَرَکْتُمُونا، تَجَهَّزْتُمُوها وَالسَّیْفُ لَمْ یُشْهَرْ وَالْجَأْشُ طامِنٌ، وَالرَّأْیُ لَمْ یُسْتَحْصَفْ، وَلکِنْ أَسْرَعْتُمْ عَلَیْنا کَطَیْرَةِ الدِّبا، وَتَداعَیْتُمْ کَتَداعی الْفَراشِ، فَقُبْحاً لَکُمْ، فَإِنَّما أَنْتُمْ مِنْ طَواغیتِ الاُْمَّةِ، وَشُذّاذِ الاَْحْزابِ، وَنَبَذَةِ الْکِتابِ، وَنَفَثَةِ الشَّیْطانِ، وَعَصَبَةِ الاْثامِ، وَمُحَرِّفَی الْکِتابِ، وَمُطْفِئِ السُّنَنِ، وَقَتَلَةِ أَوْلادِ الاَْنْبِیاءِ، وَمُبیری عِتْرَةِ الاَْوْصِیاءِ، وَمُلْحِقِی الْعِهارِ بِالنَّسَبِ، وَمُؤْذی الْمُؤْمِنینَ، وَصُراخِ أَئِمَّةِ الْمُسْتَهْزِئینَ، اَلَّذِینَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِینَ.

وَأَنْتُمْ ابْنُ حَرْب وَأَشْیاعُهُ تَعْتَمِدُونَ، وَإِیّانا تَخْذِلُونَ، أَجَلْ! وَاللهِ الْخَذْلُ فیکُمْ مَعْرُوفٌ، وَشَجَتْ عَلَیْهِ عُرُوقُکُمْ، وَتَوارَثَتْهُ أُصُولُکُمْ وَفُرُوعُکُمْ، وَنَبَتَتْ عَلَیْهِ قُلُوبُکُمْ وَغَشِیَتْ صُدُورُکُمْ، فَکُنْتُمْ أَخْبَثَ شَیْء سِنْخاً لِلنّاصِبِ وَأَکْلَةً لِلْغاصِبِ، أَلا لَعْنَةُ اللهِ عَلَى النّاکِثینَ الَّذینَ یَنْقُضُونَ الاَْیْمانَ بَعْدَ تَوْکِیدِها، وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللهَ عَلَیْکُمْ کَفِیلاً فَأَنْتُمْ وَاللهِ هُمْ.

أَلا إِنَّ الدَّعِیَّ ابْنَ الدَّعیّ قَدْ رَکَزَ بَیْنَ اثْنَتَیْنِ، بَیْنَ الْقَتْلَةِ وَالذِّلَّةِ وَهَیْهاتَ ما آخِذُ الدَّنِیَّةَ أَبَى اللهُ ذلِکَ وَرَسُولُهُ، وَجُدُودٌ طابَتْ، وَحُجُورٌ طَهُرَتْ، وَأُنُوفٌ حَمِیَّةٌ، وَنُفُوسٌ أَبِیَّةٌ، لا تُؤْثِرُ طاعَةَ اللِّئامِ عَلى مَصارِعِ الْکرِامِ، أَلا قَدْ أَعْذَرْتُ وَأَنْذَرْتُ، أَلا إِنِّی زاحِفٌ بِهذِهِ الاُْسْرَةِ عَلى فِلَّةِ الْعِتادِ، وَخَذَلَةِ الاَْصْحابِ».

ثم أنشأ یقول:

فَإِنْ نَهْزِمْ فَهَزّامُونَ قِدْماً *** وَإِنْ نُهْزَمْ فَغَیْرُ مُهَزَّمینا

وَما إِنْ طِبُّنا جُبْنٌ وَلکِنْ *** مَنایانا وَدَوْلَةُ آخِرینا

أَمـا إِنَّهُ لا تَلْبَثُونَ بَعْدَها إِلاّ کَرَیْثِ مـا یُرْکَبُ الْفَرَسُ، حَتّى تَدُورَ بِکُمْ دَوْرَ الرَّحى، عَهْدٌ عَهِدَهُ إِلَیَّ أَبِی عَنْ جَدّی، فَأَجْمِعُوا أَمْرَکُمْ وَشُرَکاءَکُمْ ثُمَّ کِیدُونِ جمیعاً فَلا تُنْظِرُونِ (إِنِّی تَوَکَّلْتُ عَلَى اللهِ رَبِّی وَرَبِّکُمْ ما مِنْ دَابَّة إِلاَّ هُوَ آخِذٌ بِناصِیَتِها إِنَّ رَبِّی عَلى صِراط مُسْتَقِیم)(1) اللّهُمَّ اَحْبِسْ عَنْهُمْ قَطْرَ السَّماءِ، وَابْعَثْ عَلَیْهِمْ سِنینَ کَسِنی یُوسُفَ، وَسَلِّطْ عَلَیْهِمْ غُلامَ ثَقیف یُسْقیهِمْ کَأْساً مُصْبَّرَةً، وَلا یَدَعُ فیهِمْ أَحَداً، قَتْلَةً بِقَتْلَة وَضَرْبَةً بِضَرْبَة، یَنْتَقِمُ لی وَلاَِوْلِیائی وَلاَِهْلِ بَیْتی وَأَشْیاعی مِنْهُمْ، فَإِنَّهُمْ غَرُّونا وَکَذَّبُونا وَخَذَلُونا، وَأَنْتَ رَبُّنا عَلَیْکَ تَوَکَّلْنا وَإِلَیْکَ أَنَبْنا وَإِلَیْکَ الْمَصِیرُ».

ثم قال:

«أَیْنَ عُمَرُ بْنُ سَعْد؟ اُدْعُوا لی عُمَرَ!».

فدعی له وکان کارها لا یحب أن یأتیه فقال:

«یا عُمَرُ أَنْتَ تَقْتُلُنِی؟ تَزْعُمُ أَنْ یُوَلِّیکَ الدَّعِیُّ ابْنُ الدَّعِیّ بِلادَ الرَّیِّ وَجُرْجانِ، وَاللهِ لا تَتَهَنَّأُ بِذلِکَ أَبَداً، عَهْداً مَعْهُوداً، فَاصْنَعْ ما أَنْتَ صانِع، فَإِنَّکَ لا تَفْرَحُ بَعْدی بِدُنْیا وَلا آخِرَةَ، وَلَکَأَنّی بِرَأْسِکَ عَلى قَصَبَة قَدْ نُصِبَ بِالْکُوفَةِ، یَتَراماهُ الصِّبْیانُ  وَیَتَّخِذُونَهُ غَرَضاً بَیْنَهُمْ»(2).

یعلم من یلم بنهج البلاغة أنّ سیرة الإمام(علیه السلام) ومشروعه على غرار أبیه علی(علیه السلام)کشف الحقائق وإیقاظ الرأی العام حیث کان یسلک مختلف الطرق لتحقیق هذا الهدف الربانی لتتم الحجة على من هناک أدنى أمل فی هدایته. عن طریق الترغیب والبشارة أحیاناً، وأخرى عن طریق العواطف الإنسانیة، وتارة بواسطة العقائد الدینیة وتارة أخرى بواسطة الإنذار والوعید. ولکن من المؤسف لم تکن لدى تلک الطغمة الظلمة أدنى رغبة فی هدى وقد انغمست فی مستنقع الدنیا بحیث کانت تحسب السراب ماءً. وتشیر القرائن والشواهد کافّة إلى علم الإمام(علیه السلام) وأصحابه بقتلهم دون أن یشعروا بأدنى وجل.

فقد آثر هؤلاء الموت بشرف تحت ضربات السیوف والسهام على الحیاة بذلة وهوان فی القصور الفارهة، فلا یشاهد أدنى تردید فی تلک الکلمات; ذلک لأنّهم کانوا یعلمون أنّ هذا الموت أساس الحیاة الأبدیة ومنبع حیاة المجتمع الإسلامی وإیقاظه وإنقاذ الإسلام من مخالب أحزاب النفاق والجاهلیة، فهنیئا لهم ثم هنیئاً لهم.


1 . سورة هود، الآیة 56.
2 . مقتل الحسین للخوارزمی، ج 2، ص 6-8; بحار الأنوار، ج 45، ص 8-10.

 

73 . خطبة الإمام(علیه السلام) الحماسیة حین تأهب العدو لقتاله75 . إعترافات أهل الکوفة مقابل منطق الإمام(علیه السلام)
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma