کانت آخر حلقة فی سلسلة الحوادث التی انتهت إلى مأساة کربلاء ولایة یزید بن معاویة للخلافة، الحوادث التی استهلت بالسقیفة وکانت فی کل عصر أعمق من سابقه فی تقویة الجبهة الأمویة وجبهة النفاق، والتی أدّت فی خاتمة المطاف إلى تفویض خلافة المسلمین لیزید الفاسق شارب الخمر وعابد الهوى. فقد أنبرى بغرور وکبر لأخذ البیعة وإضفاء الشرعیة على سلطته الغاشمة، فکان لا یتورع عن ارتکاب أبشع الجرائم لتحقیق أهدافه، حتى قال المؤرخ المعروف المسعودی: «وَسِیَرَهُ سْیرَة فِرْعَون، بَل کَانَ فِرعُونُ أَعدلَ مِنهُ فِی رَعیَتِهِ»(1). ونسلط الضوء على جانب من سیرته بغیة التعرف على أفکاره وممارساته.