73 . خطبة الإمام(علیه السلام) الحماسیة حین تأهب العدو لقتاله

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
عاشوراء جذورها، أهدافها، حوادثها، معطیاتها
72 . التزود فی صبیحة عاشوراء74 . خطبته(علیه السلام) الملحمیة إزاء عسکر الأعداء

ودعا الحسین(علیه السلام) براحلته فرکبها ونادى بأعلى صوته یا أهل العراق وجلّهم یسمعون فقال:

«أَیُّهَا النّاسُ! إِسْمَعُوا قَوْلی، وَلا تُعَجِّلُونی حَتّى أَعِظَکُمْ بِما لَحَقٌّ لَکُمْ عَلَیَّ، وَحَتّى أَعْتَذِرَ إِلَیْکُمْ مِنْ مَقْدَمی عَلَیْکُمْ، فَإِنْ قَبِلْتُمْ عُذْری وَصَدَّقْتُمْ قَوْلی، وَأَعْطَیْتُمُونی النَّصْفَ، کُنْتُمْ بِذلِکَ أَسْعَدُ، وَلَمْ یَکُنْ لَکُمْ عَلَیَّ سَبیلٌ، وَإِنْ لَمْ تَقْبَلُوا  مِنّی الْعُذْرَ، وَلَمْ تَعْطُوا النَّصْفَ مِنْ أَنْفُسِکُم».

ثم تلى هذه الآیات لإتمام الحجة على القوم:

(فَأَجْمِعُوا أَمْرَکُمْ وَشُرَکَاءَکُمْ ثُمَّ لا یَکُنْ أَمْرُکُمْ عَلَیْکُمْ غُمَّةً ثُمَّ اقْضُوا إِلَیَّ وَلا تُنْظِرُونِ)(1).

(إِنَّ وَلِیِّیَ اللهُ الَّذِی نَزَّلَ الْکِتابَ وَهُوَ یَتَوَلَّى الصَّالِحِینَ)(2).

فلما سمعت النسوة تعالت أصواتهن بالبکاء فبعث الإمام الحسین(علیه السلام) إلیهن أخاه العباس وولده علی الأکبر وقال:

«أَسْکِتاهُنَّ فَلَعَمْری لَیَکْثُرَنَّ بُکاؤُهُنَّ».

ثم حمد الله وأثنى علیه وذکر الله بما هو أهله وصلى على النبی وعلى ملائکته وعلى أنبیائه. فقال الراوی: فوالله لم أسمع متکلّم قط قبله ولا بعده أبلغ وأفصح منه، قال(علیه السلام):

«أَمّا بَعْدُ، فَانْسِبُونی فَانْظُرُوا مَنْ أَنَا؟! ثُمَّ ارْجِعُوا إِلى أَنْفُسِکُمْ وَعاتِبُوها، فَانْظُرُوا هَلْ یَحِلُّ لَکُمْ قَتْلی وَانْتِهاکُ حُرْمَتی؟! أَلَسْتُ ابْنَ بِنْتِ نَبِیِّکُمْ(صلى الله علیه وآله)، وَابْنَ وَصِیِّهِ وَابْنَ عَمِّهِ، وَأَوَّلَ الْمُؤْمِنینَ بِاللهِ وَالْمُصَدِّقَ لِرَسُولِهِ بِما جاءَ بِهِ مِنْ عِْندِ رَبِّهِ، أَوَ لَیْسَ حَمْزَةٌ سَیِّدُ الشُّهداءِ عَمَّ أَبی؟ أَوَ لَیْسَ جَعْفَرُ الشَّهیدُ الطَّیّارُ ذُو الْجَناحَیْنِ عَمّی؟!

أَوَ لَمْ یَبْلُغْکُمْ قَوْلٌ مُسْتَفیضٌ فیکُمْ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ(صلى الله علیه وآله) قالَ لی وَلاِخی: «هذانِ سَیِّدا شَبابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ؟!».

فَإِنْ صَدَّقْتُمُونی بِما أَقُولُ، وَهُوَ الْحَقُّ، فَوَاللهِ ما تَعَمَّدْتُ کَذِباً مُذْ عَلِمْتُ أَنَّ اللهَ یُمْقِتُ عَلَیْهِ أَهْلَهُ، وَیَضُرُّ بِهِ مَنِ اخْتَلَقَهُ.

وَإِنْ کَذَّبْتُمُونی فَإِنَّ فیکُمْ مَنْ إِنْ سَأَلُْتمُوهُ عَنْ ذلِکَ أَخْبَرَکُمْ، سَلُوا جابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ الاَْنْصاری، أَوْ أَبا سَعیدِ الْخِدْری، أَوْ سَهْلَ بْنَ سَعْدِ السّاعِدی، أَوْ زَیْدَ بْنَ أَرْقَم، أَوْ أَنَسَ بْنَ مالِک، یُخْبِرُوکُمْ أَنَّهُمْ سَمِعُوا هذِهِ الْمَقالَةَ مِنْ رَسُولِ اللهِ(صلى الله علیه وآله) لی وَلاَِخی، أَفَما فِی هذا حاجِزٌ لَکُمْ عَنْ سَفْکِ دَمی؟!».

فقال له شمر بن ذی الجوشن: هو یعبد الله على حرف إن کان یدری ما تقول. فقال له حبیب بن مظاهر: والله إنّی لأراک تعبد الله على سبعین حرفاً وأنا أشهد أنّک صادق ما تدری ما یقول قد طبع الله على قلبک.

ثم قال لهم الحسین(علیه السلام):

«فَإِنْ کُنْتُمْ فِی شَکٍّ مِنْ هذَا الْقَولِ، أَفَتَشُکُّونَ اَثَراً ما أَنِّی ابْنُ بِنْتِ نَبِیِّکُمْ؟ فَوَاللهِ ما بَیْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ ابْنُ بِنْتِ نَبِیّ غَیْری مِنْکُمْ وَلا مِنْ غَیْرِکُمْ، أَنَا ابْنُ بِنْتِ نَبِیِّکُمْ خاصّةً.

أَخْبِرُونی، أَتَطْلُبُونی بِقَتیل مِنْکُمْ قَتَلْتُهُ؟ أَوْ مال اسْتَهْلَکْتُهُ؟ أَوْ بِقِصاص مِنْ جَراحَة».

فأخذوا لا یکلّمونه فنادى:

«یا شَبَثَ بْنَ رَبَعی، یا حَجّارَ بْنَ أَبْجَر، وَیا قَیْسَ بْنَ الاَْشْعَثِ، وَیا یَزیدَ بْنَ الْحارِثِ، أَلَمْ تَکْتُبُوا إِلَیَّ: «أَنْ قَدْ أَیْنَعَتِ الِّثمَارُ وَاخْضَرَّ الْجَنابُ، وَطَمَّتِ الْجِمامُ وَإِنَّما تَقْدُمُ عَلى جُنْد لَکَ مُجَنَّدٌ، فَاَقْبِلْ؟!».

قالوا: لا.

فقال(علیه السلام): «سُبْحانَ اللهِ! بَلى وَاللهِ لَقَدْ فَعَلْتُمْ».

ثم قال:

«أَیُّهَا النّاسُ! إِذ کَرِهْتُمُونی فَدَعُونی اَنْصَرِفُ عَنْکُمْ إِلى مَأْمَنی مِنَ الاَْرْضِ!».

فقال له قیس بن الأشعث: أولا تنزل على حکم بنی عمک لن یروک إلاّ ما تحب ولن یصل إلیک منکروه. فقال لهم الحسین(علیه السلام):

«أَنْتَ أَخُو أَخیکَ محمدٌ بن الأشعث أَتُریدُ أَنْ یَطْلُبَکَ بَنُو هاشِم بِأَکْثَرَ مِنْ دَمِ مُسْلِمِ بْنِ عَقیل؟! لا وَاللهِ لا أُعْطیهِمْ بِیَدی إِعطاءَ الذَّلیلِ، وَلا أُقِرُّ إِقْرارَ الْعَبیدِ!».

ثم نادى یا عباد الله: (إِنِّی عُذْتُ بِرَبِّی وَرَبِّکُمْ أَنْ تَرْجُمُونِ)(3) (وَأعوذ بِرَبِّی وَرَبِّکُمْ مِنْ کُلِّ مُتَکَبِّر لا یُؤْمِنُ بِیَوْمِ الْحِسابِ)(4).

ثم إنّه أناخ راحلته وأمر عقبة بن سمعان بعقلها وأقبلوا (اعلان منه بأنّه لایبدأ بالحرب) ولکن القوم زحفوا نحوه(5).

—–

کانت هذه أبلغ وأفصح حجّة أتمّها الإمام(علیه السلام) یوم عاشوراء حیث لم یبق من خفی لیقلد التاریخ أمانة حفظها ویطلع علیها الجمیع. فقد کشف الإمام(علیه السلام) بهذه الخطبة الغراء النقاب عن خبث ومکر وخداع بنی أمیة ولفت انتباه المسلمین إلى جدیة خطورة حکومة هؤلاء الظلمة الجفاة الملاحدة.

وأثبت الإمام(علیه السلام) بهذه الخطبة أنّهم یقتلون عمداً من لیس على وجه الأرض ابن بنت نبی غیره، دون أن یبدر منه ما یوجب ذلک، وهکذا کشفوا عن همجیتهم واستهتارهم. ولم یستسلم الإمام(علیه السلام)للظلمة رغم الأمان الذی عرض علیه، ولم تنحن هامته للطواغیت. فقد آثر الشهادة على کل ما سواها ودفع ثمن هذه الحریة بعزّة لیکون أباً لأحرار العالم وأسوة للشعوب کافّة.


1 . سورة یونس، الآیة 71.
2 . سورة الأعراف، الآیة 196.
3 . سورة الدخان، الآیة 20.
4 . سورة غافر، الآیة 27.
5 . تاریخ الطبری، ج 4، ص 322-323; إرشاد المفید، ص 448-450; بحار الأنوار، ج 45، ص 6-7 (مع اختلاف یسیر).

 

72 . التزود فی صبیحة عاشوراء74 . خطبته(علیه السلام) الملحمیة إزاء عسکر الأعداء
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma