إن أعظم أسلوب أعتمده الأئمّة الأطهار(علیهم السلام) لإحیاء النهضة الحسینیة البکاء على الإمام الحسین(علیه السلام). فقد عاش الإمام السجاد(علیه السلام) حالة الحداد طیلة حیاته على قضیة عاشوراء فبکى على هذه المصیبة بما جعله یلقب بـ (بکّائی العالم)(1). حیث قال(علیه السلام): «إِنِّی لَمْ اَذْکُرْ مَصْرَعَ بَنی فاطِمَةَ إِلاّ خَنَقَتْنِی الْعَبْرَةُ»(2).
وبکاء الإمام(علیه السلام) فی مختلف المناسبات أدى إلى صحوة عامة وحال دون نسیان ذکر شهداء الطف. ولم یکتف الأئمّة(علیهم السلام) بالبکاء على مصاب سید الشهداء فحسب، بل کانوا یحثون الآخرین ویرغبونهم بالبکاء علیه. فقد جاء فی روایة الإمام الرضا(علیه السلام):
«فَعَلى مِثْلِ الْحُسَیْنِ فَلْیَبْکِ الْباکُونَ،فَإِنَّ الْبُکاءَ یَحُطُّ الذُّنُوبَ الْعِظامَ»(3).
وبموازاة الثواب العظیم الذی ذکر فی الروایات على البکاء، هنالک المزید من الثواب أیضا على الإبکاء، بل حتى التباکی، ففی الخبر:
«... مَنْ بَکى وَأَبْکى واحِدَاً فَلَهُ الْجَنَّةُ، وَمَنْ تَباکى فَلَهُ الْجَنَّةُ»(4).