روى المرحوم الطبرسی فی الاحتجاج قال مروان بن الحکم یوماً للحسین بن علی(علیه السلام): لولا فخرکم بفاطمة بما کنتم تفتخرون علینا. فوثب الحسین(علیه السلام) وکان(علیه السلام)شدید القبضة فقبض على حلقه فعصره ولوى عمامته على عنقه حتى غشی علیه ثم ترکه وأقبل الحسین(علیه السلام) على جماعة من قریش فقال:

«أُنْشِدُکُمْ بِاللهِ إِلاَّ صَدَّقْتُمُونی إِنْ صَدَقْتُ، أَتَعْلَمُونَ أَنَّ فِی الاَْرْضِ حَبِیبَیْنِ کانا أَحَبَّ إِلى رَسُولِ اللهِ(صلى الله علیه وآله) مِنّی وَمِنْ أَخی؟ أَو عَلى ظَهْرِ الاَْرْضِ ابْنُ بِنْتِ نَبیّ غَیْری وَغَیْرُ أَخی؟

قالُوا: اَللّهُمَّ لا.

قالَ: وَإِنّی لا أَعْلَمُ أَنَّ فِی الاَْرْضِ مَلْعُونُ ابْنُ مَلْعُون غَیْرُ هذا وَأَبِیهِ طَریدَیْ رَسُولِ اللهِ، وَاللهِ ما بَیْنَ جابَرْس وَجابَلْق بِبابِ الْمَشْرِقِ وَالاْخَرِ بِبابِ الْمَغْرِبِ رَجُلانِ مِمَّنْ یَنْتَحِلُ الاِْسْلامَ أَعْدى للهِ وَلِرَسُولِهِ وَلاَِهْلِ بَیْتِهِ مِنْکَ وَمِنْ أَبِیکَ إِذْ کانَ. وَعَلامَةُ قَوْلی فیکَ أَنَّکَ: إِذا غَضِبْتَ سَقَطَ رِداؤُک عَنْ مَنْکَبِکَ»(1).

أصرّ بنی أمیة على إزالة مفاخر أهل البیت(علیهم السلام) فإن عجزوا قلّلوا من شأنها على الأقل حیث نشاهد نموذج ذلک فی الحدیث المذکور. إلاّ أنّ الإمام الحسین(علیه السلام) بمنطقه الرسالی ألقم هذا الأموی القذر والمعادی لأهل البیت(علیهم السلام) حجر، وأشار إلى أنّ مفاخرهم أوسع وأشمل بغض النظر عن فخرهم بفاطمة(علیها السلام).

1 . الاحتجاج، ج 2، ص 96، ح166; مناقب ابن شهر آشوب، ج 4، ص 58 (باختصار) وبحار الأنوار، ج44،