63 . لن نتخلى عنک أبداً!

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
عاشوراء جذورها، أهدافها، حوادثها، معطیاتها
62 . خطبة الإمام(علیه السلام) لیلة عاشوراء64 . أحلى من العسل

جاء فی کتاب «الدمعة الساکبة» نقلاً عن کتاب «نور العین» أنّ سکینة بنت الإمام الحسین(علیه السلام) خرجت من الخیمة فرأت أباها الحسین وقد التف حوله أصحابه، کما أشارت إلى ذلک فی قولها: کنت جالسة فی خیمتی فی لیلة مقمرة فجاءة سمعت صوت البکاء والنحیب فخرجت من الخیمة وأنا أخشى أن یرانی إحدى النساء حتى اقتربت من خیمة أبی ورأیته قد جمع أصحابه حوله وهو یقول لهم:

«إِعْلَمُوا، أَنَّکُمْ خَرَجْتُمْ مَعی لِعِلْمِکُمْ أَنِّی أَقْدِمُ عَلى قَوْم بایَعُونی بِأَلْسِنَتِهِمْ وَقُلُوبِهِمْ، وَقَدِ انْعَکَسَ الاَْمْرُ، لاَِنَّهُمُ اسْتَحْوَذَ عَلَیْهِمُ الشَّیْطانُ فَأَنْساهُمْ ذِکْرَ اللهِ. وَاَلانَ لَیْسَ یَکُنْ لَهُمْ مَقْصَدٌ إِلاّ قَتْلی وَقَتْلَ مَنْ یُجاهِدُ بَیْنَ یَدَیَّ، وَسَبْیَ حَریمی بَعْدَ سَلْبِهِمْ، وَأَخْشى أَنَّکُمْ ما تَعْلَمُونَ أَوْ تَعْلَمُونَ وَتَسْتَحْیُونَ. وَالْخَدْعُ عِنْدَنا أَهْلَ الْبَیْتِ مُحّرَّمٌ، فَمَنْ کَرِهَ مِنْکُمْ ذلِکَ فَلْیَنْصَرِفْ، فَاللَّیْلُ سَتیرٌ وَالسَّبیلُ غَیْرُ خَطیر وَالْوَقْتُ لَیْسَ بِهَجیر، وَمَنْ واسانا بِنَفْسِهِ کانَ مَعَنا غَداً فِی الْجِنانِ نَجِیّاً مِنْ غَضَبِ الرَّحْمنِ، وَقَدْ قالَ جَدِّی رَسُولُ اللهِ(صلى الله علیه وآله): وَلَدی حُسَیْنٌ یُقْتَلُ بِطَفِّ کَرْبَلاَءِ غَریباً وَحیداً عَطْشاناً فَریداً، فَمَنْ نَصَرَهُ فَقَدْ نَصَرَنی وَنَصَرَ وَلَدَهُ الْقائِمَ، وَلَوْ نَصَرَنا بِلِسانِهِ فَهُوَ فِی حِزْبِنا یَوْمَ الْقِیامَةِ».

فنظرت إلى أبی فبکیت فرفعت رأسی إلى السماء وقلت: «اللهم أنّ هؤلاء القوم قعدوا عن نصرتنا اللهم فلا تجب دعاءهم وسلط علیهم الظلمة ولا ترزقهم شفاعة جدّی یوم القیامة».

فلما رجعت إلى الخیمة رأتنی عمتی أم کلثوم فرویت لها ما سمعت فصاحت واجداه واعلیّاه واحسناه واحسیناه، ثم قالت عمتی: «أخی ردنا إلى حرم جدّنا رسول الله».

فقال(علیه السلام): «یـا أُختـاهُ لَیسَ إِلى ذَلِکَ مِنْ سَبِیل».

قالت أم کلثوم: «ذکرهم بمنزلة جدّک وأبیک وأمّک وأخیک». فقال(علیه السلام):

«ذَکَّرْتُهُمْ فَلَمْ یُذَکَّرُوا، وَوَعَظْتُهُمْ فَلَمْ یَتَّعِظُوا وَلَمْ یَسْمَعُوا قَوْلی، فَما لَهُمْ غَیْرُ قَتْلی سَبیلا، وَلابُدَّ أَنْ تَرَوْنی عَلَى الثَّرى جَدیلا، لکِنْ أُوصیکُنَّ بِتَقْوَى اللهِ رَبِّ الْبَرِیَّةِ وَالصَّبْرِ عَلَى الْبَلِیَّةِ وَکَظْمِ نُزُولِ الرَّزِیَّةِ، وَبِهذا وَعَدَ جَدُّکُمْ، وَلا خُلْفَ لِما وَعَدَ، وَدَّعْتُکُمْ إِلَهِی الْفَرْدَ الصَّمَدَ».

فبکیت وکان(علیه السلام) یتلو هذه الآیة:

(وَمَا ظَلَمُونَا وَلَکِنْ کَانُوا أَنفُسَهُمْ یَظْلِمُونَ)(1).

قال الحسین(علیه السلام) لأصحابه: «ألا وإنّی قَد أذِنْتُ لَکُم فانطَلِقُوا جَمیعاً فِی حِلٍّ لَیس عَلیکُم حَرَجٌ مِنّی وَلا ذِمامٌ هذا اللّیلُ قَدْ غَشِیکُمْ فاتّخُذوهُ جَمَلاً».

فقال له إخوته وأبناؤه وبنو أخیه وابنا عبد الله بن جعفر: لم نفعل ذلک لنبقى بعدک لا أرانا الله ذلک أبداً بدأهم بهذا القول العباس بن علی وأتبعته الجماعة علیه فتکلموا بمثله ونحوه. فقال الحسین(علیه السلام):

 

«یا بَنی عَقیل! حَسْبُکُمْ مِنَ الْقَتْلِ بِمُسْلِم، اِذْهَبُوا قَدْ أَذِنْتُ لَکُمْ».

فقالوا: «سبحان الله ما یقول الناس؟ یقولون إنا ترکنا شیخنا وسیدنا وبنی عمومتنا خیر الأعمام ولم نرم معهم بسهم ولم نطعن معهم برمح ولم نضرب معهم بسیف ولا ندری ما صنعوا لا والله ما نفعل ذلک ولکن نفدیک بأنفسنا وأموالنا وأهلنا ونقاتل معک حتى نرد موردک فقبح الله العیش بعدک».

وقام إلیه مسلم بن عوسجة فقال: «أنخلّی عنک وبما نعتذر إلى الله فی أداء حقک لا والله حتى أطعن فی صدورهم برمحی وأضربهم بسیفی ما ثبت قائمه فی یدی ولو لم یکن معی سلاح أقاتلهم به لقذفتهم بالحجارة والله لا نخلیک حتى یعلم الله أنا قد حفظنا غیبة رسول الله فیک أما والله لو علمت أنی أقتل ثم أحیا ثم أحرق ثم أحیا ثم أذرى یفعل ذلک بی سبعین مرة ما فارقتک حتى ألقى حمامی دونک فکیف لا أفعل ذلک وإنما هی قتلة واحدة ثم هی الکرامة التی لا انقضاء لها أبداً».

وقام زهیر بن القین فقال: «والله لوددت أنی قتلت ثم نشرت ثم قتلت حتى أقتل هکذا ألف مرة وإن الله یدفع بذلک القتل عن نفسک وعن أنفس هؤلاء الفتیان من أهل بیتک».

وتکلم جماعة أصحابه بکلام یشبه بعضه بعضاً فی وجه واحد فجزاهم الحسین خیراً وانصرف إلى مضربه(2).

تصفح تاریخ العالم، فهل یسعک أن تجد واقعة کلیلة عاشوراء، لیلة أذن فیها زعیم القوم وقائد الجیش لجنوده بالإنسحاب والنجاة من الهلکة، فثبتوا بحزم وعلم ویقین بموتهم غداً وأعربوا عن سرورهم وفخرهم واستعدادهم للتضحیة بأنفسهم ألف مرّة صبیحة الغد! یا لها من ملحمة رائعة ومشهد عجیب وخالد، ویا لها من علاقة ورغبة جامحة فی الشهادة فی سبیل الله ومع زعیم ربانی.

حقّاً لو وزعت تلک الإرادة الفولاذیة والعزم الراسخ والوفاء الفرید لتلک الثلة على مسلمی العالم لنال کل مسلم حظه الوافر وأدخلوا الیأس فی قلوب الأعداء. فالسلام علیکم یا أحباء الله وأودّاءَه.


1 . سورة البقرة، الآیة 57.
2 . الدمعة الساکبة، ج 4، ص 271; ناسخ التواریخ، ج 2، ص 158-180 کما ورد بعض ذلک فی إرشاد الشیخ المفید، ص 442-443.

 

62 . خطبة الإمام(علیه السلام) لیلة عاشوراء64 . أحلى من العسل
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma