وقد ورد أنّ عبیدالله بن زیاد أمر عمر بن سعد أن یوطىء جسد الحسین بالخیل بعد استشهاده(علیه السلام)، ومن أجل التقرب أکثر لابن زیاد والحصول على حکومة الری لم یمتنع عمر بن سعد عن ارتکاب أیة جریمة، فنادى فی أصحابه: «مَنْ یَنْتَدِبُ لِلْحُسَیْن(علیه السلام)فَیُوطِئ الْخَیْلَ صَدْرَهُ وَظَهْرَهُ»(1) فتقدم شمر بن ذی الجوشن الذی کان قاسی القلب إلى انجاز هذا الأمر وأمر عشرة أشخاص آخرین بأن یتبعونه لرض صدر الحسین وجسده بالخیول، وهم:
1. إسحاق بن حُویّة. 2. هانی بن ثُبیت الحضرمی. 3. واعظ بن ناعم. 4. اُسید ابن مالک. 5. حکیم بن طفیل الطائی. 6. أخنس بن مَرثَد. 7. عمرو بن صُبیح. 8. رجاء بن مُنقِذ العبدی. 9. صالح بن وهب. 10. سالم بن خیثمة.
وبقیت الخیل تجول على جسد الحسین(علیه السلام) وبدنه وکسرت عظامه وضلوعه، ولم یمتنع هؤلاء القساة من هذا العمل الشنیع بل إنّهم کانوا یفتخرون بذلک وطلبوا جائزة على هذا العمل، بحیث إنّ اُسید بن مالک، وهو أحدهم وقف أمام ابن زیاد وقال:
نَحْنُ رَضَضْنا الصَّدْرَ بَعْدَ الظَّهْرِ *** بِکُلِّ یَعْبُوب شَدیدِ الاَْسْرِ
ولکن على خلاف توقعاتهم فإنّ ابن زیاد لم یعطهم جائزة على هذ العمل. وعندما استولى المختار على الکوفة بعد ذلک اعتقل هؤلاء الأشخاص وضرب أرجلهم بالمسامیر على الأرض وأمر الخیّالة أن یسحقوهم بأرجل الخیل حتى هلکوا(2).
هذه هی الحالة الوحشیة والقساوة التی کانت فی عصر الجاهلیة لدى حکّام بنی اُمیة الذین کانوا بقایا حکّام الجاهلیة، وقد عادت هذه الحالة والظاهرة الشنیعة إلى أجواء المجتمع الإسلامی وقلّما حدثت مثلها فی التاریخ، فلیت هؤلاء الجناة المجرمین کانوا موجودین الیوم لیروا المرقد النورانی لذلک الإمام الهمام ویروا زوّاره وما یعکس المرقد الشریف من عزّة وشرف بحیث إنّ ملایین المسلمین فی العالم یطمعون فی زیارته والتبرک به.