واُمّه «اُم البنین»، وکان أصغر من أخیه أبی الفضل العباس(علیه السلام) بثمان سنوات، وکان عمره عند استشهاد أمیرالمؤمنین(علیه السلام) 6 سنوات، وکان له من العمر فی یوم عاشوراء 25 سنة.

وبعد استشهاد جماعة من بنی هاشم توجه أبوالفضل(علیه السلام) إلى إخوته عبدالله، وعثمان و جعفر، وقال لهم: «تَقَدَّمُوا حَتّى أَرَاکُمْ قَدْ نَصَحْتُمْ لِلّهِ وَلِرَسولِهِ»(1).

فتقدم عبدالله الذی کان أکبر من إخوته وهو یرتجز ویقول:

أَنَا بْنُ ذِی النَّجْدَةِ وَالاَْفْضالِ *** ذَاکَ عَلِیٌّ الْخَیْرِ فِی الاَْفْعالِ

سَیْفُ رَسُولِ اللهِ ذُو النَّکالِ *** فِی کُلِّ یَوْم ظاهِرُ الاَْهْوالِ(2)

وتقدم إلى المیدان وأخذ یقاتل الأعداء بشجاعة إلى أن هجم علیه «هانی بن ثبیت» وضربه بالسیف على رأسه، وسقط عبدالله على الأرض وهو یسبح بدمه واستشهد(رحمه الله)(3).

1 . وهنا یرتکب الطبری وابن الأثیر اشتباهاً کبیراً ویذکران هذا الکلام بهذه العبارة: «تَقَدَّمُوا حَتَّى أَرِثَکُمْ». (تاریخ الطبری، ج 4، ص 342 ; الکامل لابن الأثیر، ج 4، ص 76) ولکن هذه العبارة مضافاً إلى أنّها لا تنسجم مع شخصیة کبیرة مثل قمر بنی هاشم بما یملکه من معرفة وإیثار وتضحیة فهی لا معنى لها فی هذا المورد، لأنّ اُمّهم اُم النبین کانت على قید الحیاة، ومادامت الاُمّ على قید الحیاة فلا یرث الأخ أخاه فالعبارة الصحیحة التی خاطب العباس بها إخوته هی: «تَقَدَّمُوا حَتّى أَرَاکُمْ قَدْ نَصَحْتُمْ لِلّهِ وَلِرَسولِهِ». (أعیان الشیعة، ج 1، ص 608). ویحتمل أن النسخة الأصلیة ورد فیها: «حَتّى أَثْأَرَکُمْ»، أی أنتقم لکم من الأعداء، ولکن الطبری وابن الأثیر ذکروا هذه العبارة سهواً «حتّى أَرِثَکُمْ».
2 . الفتوح ابن الأعثم، ج5، ص113; مقاتل الطالبیین، ص54; أعیان الشیعة، ج1،ص608; إبصارالعین،ص 34.
3 . بحار الأنوار، ج 45، ص 38 .