4. إشاعة الرعب فی أجواء الحکومة العلویة

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
عاشوراء جذورها، أهدافها، حوادثها، معطیاتها
3. معرکة صفین، مواجهة معاویة المباشرة للإمام(علیه السلام)الفصل السادس

تدارک معاویة خطة جدیدة تستهدف الإمام(علیه السلام) بعید عودته من صفین. فقد وجه جماعات من جیشه الهمجی المتعطش للدماء إلى بعض المناطق الخاضعة لحکومة الإمام(علیه السلام)لتنتشر أجواء الرعب بین صفوف المسلمین العزل فی الیمن والعراق والحجاز. وکانت جیوش معاویة لا تملک سوى الهروب حین تواجه جند الإمام(علیه السلام)فکانت تعمد إلى المناطق العزلاء وقد تلقت الأوامر بالقتل والنهب والسرقة وهدم المنازل وإحراقها! وکان یتقدم أولئک الجلاوزة من أمثال «بسر بن أرطاة» و«النعمان بن بشیر» و«سفیان بن عوف» و«عبد الله بن مسعدة» الذین أمروا من جانب معاویة
بسلب أمن المناطق الإسلامیة بهدف شعورهم بالیأس والإحباط من حکومة الإمام(علیه السلام). وفی هذه الأثناء کان الإمام(علیه السلام)یواصل دعوته لأهل العراق وخاصة الکوفة بالدفاع عن المسلمین والکیان الإسلامی ولکن لا جدوى. ولما بلغه هجوم سفیان بن عوف على الأنبار وإراقته لدماء العدید من الرجال الأبریاء والنساء، توجه بخطابه المعهود لجیشه الذی فقد إرادته بادیاً ردّ فعله العنیف إزاء تلک الممارسات الوحشیة فقال:

«أَلا وَإِنِّی دَعَوْتُکُمْ إِلى قِتالِ هؤُلاءِ الْقَوْمِ لَیْلا وَنَهاراً وَسِرّاً وَإِعْلاناً وَقُلْتُ لَکُمْ: أُغْزُوهُمْ قَبْلَ أَنْ یَغْزُوکُمْ ... فَتَواکَلْتُمْ وَتَخاذّلْتُمْ حَتّى شُنَّتْ عَلَیْکُمُ الْغاراتُ وَمُلِکَتْ عَلَیْکُمُ الاَْوْطانُ»(1).

وکان بسر بن أرطاة من أعتى مجرمی حکومة معاویة، حیث لم یکن یرعى  حرمة حتى المرأة والطفل.

وقد ذکر صاحب کتاب الأغانی أبو الفرج الأصفهانی أنّ معاویة وجه بسر بن أرطاة بعد التحکیم إلى الحجاز والمدینة ومکة وأمره أن لا ینزل على بلد أهله على طاعة علی(علیه السلام) إلا قتلهم ویسلبهم أموالهم وأن لا یدع حتى النساء والأطفال(2).

ولما سمع أمیر المؤمنین(علیه السلام)بجرائم بسر دعا(علیه السلام) قائلاً: «اللهم إنّه باع دینه، فلا تمته حتى تسلبه عقله» فلم یلبث بسر بعد ذلک إلا یسیراً حتى وسوس وذهب عقله(3). والتأمل فی ذلک الجانب من کلمات الإمام(علیه السلام)فی نهج البلاغة التی یتألم فیها من ضعف أهل الکوفة وخذلانهم له، والأفظع من ذلک طلبه الموت، یجعلنا ندرک أن تلک الکلمات إنما ترتبط بذلک العصر الذی شهد أعمال السلب والنهب والقتل فی المناطق الخاضعة لحکومة الإمام علی(علیه السلام)من جانب جلاوزة معاویة. والواقع أنّ جیش الإمام خلص إلى هذه النتیجة وهی إن استجاب لدعوة الإمام(علیه السلام)فلابدّ أن یلتزم بالمبادئ الأخلاقیة والإنسانیة کافّة التی حددها الإمام(علیه السلام). فإن ظهر الجیش فلا یحق له غنم أموال الأفراد الذین ینتحلون الإسلام ظاهریاً أو یأسر النساء والأطفال أو الإعتداء على الممتلکات.

وعلیه فالقتال إلى جانب علی (علیه السلام)لا یجلب سوى الموت دون أی نفع مادی، ومن هنا لم یجد الإمام(علیه السلام) سوى أولئک النزر النفر القلیلین من أصحاب المواقف وطالبی الحق. وبالمقابل کان أهل الشام یطیعون معاویة طاعة عمیاء، فقد کانوا أحراراً فی قتل من یشاؤون، ویأسرون الصبیة والنساء ویصادرون لصالحهم کل ما یجدونه من أموال. وبالطبع کانت هذه الحریة المطلقة تلبی طموحاتهم الحیوانیة ورغباتهم الغریزیة، ولذلک کانوا فی غایة الطاعة لمعاویة. ووقوع ثلاث معارک دمویة خلال أقل من أربع سنوات بالإضافة إلى إشاعة الرعب والفوضى فی أقصى مناطق البلاد الإسلامیة آنذاک جعل الأشراف الذین ساءتهم بساطة عیشه(علیه السلام)وبفضل ما هم علیه من فطنة یعتقدون بأنّ المستقبل سیکون لمعاویة فتأهبوا للتنسیق معه خفیة. فأخذوا یبعثون بتلک الرسائل الرخیصة لیحصلوا على تلک الأموال التی کان یهبها من لا یملک إلى من یستحقها، فأخذ معاویة وعلى ضوء تلک الرسائل یوحی للآخرین بأنّ أهل العراق یطالبونه بالتوجه إلیهم لتنظیم شؤونهم. حلت فترة غربة القرآن وإقصاء أهل بیت النبی(صلى الله علیه وآله)لتتمهد السبل کافّة أمام معاویة لممارسة حاکمیته دون منازع على البلاد الإسلامیة.فلم یکن أمامه سوى شخص أمیرالمؤمنین(علیه السلام)والذی تلقى صبیحة التاسع عشر من شهر رمضان عام أربعین للهجرة ضربة من أحد جلاوزة معاویة حتى أستشهد فی لیلة الحادی والعشرین ودفن سراً. والدفن الخفی والغریب لهذا الحاکم الإسلامی العظیم وبقاء قبره مجهولاً لعدّة سنوات إنّما یکشف عن عمق جنایات معاویة وبنی أمیة وغربة الإسلام الأصیل وأهل بیت النبی(صلى الله علیه وآله).


1 . نهج البلاغة، الخطبة 27.
2 . الأغانی، ج 15، ص 45; وراجع أسد الغابة، ج 3، ص 340.
3 . راجع نفحات الولایة، ج2، ص 87 ذیل الخطبة 25.

 

3. معرکة صفین، مواجهة معاویة المباشرة للإمام(علیه السلام)الفصل السادس
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma