أ) جذور تاریخیة

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
عاشوراء جذورها، أهدافها، حوادثها، معطیاتها
الفصل الأول1. التحلی بالعلم والفضل

کان لعبد مناف الجد الثالث للنبی(صلى الله علیه وآله) منزلة خاصة لدى الناس لبعض فضائله وخلقه لکنه لم یکن یضمر العداء لأخیه عبدالدار، وکانت وصیة أبیه قصی بالرئاسة لأخیه عبدالدار فنشب الخلاف بین أبنائهما بعد وفاتهما وکان ولدان لعبد مناف ولدا معاً هما هاشم وعبد شمس وکان إصبع هاشم ملتصق بجبهة أخیه عبد شمس فلما فصل عنه جرى منهما دم غزیر(1).

 

عرف بنو هاشم بالجود والکرم والبذل والعطاء وکان أمیة (أحد أولاد عبد شمس) ابن أخ هاشم یحسده على منزلته ونفوذ کلمته فی مختلف القبائل، وحین عجز عن مساواته فی فضله وکرمه عمد إلى ذمه والنیل منه. فحسدت أمیة على رئاسته وإطعامه فتکلف أن یصنع صنیع هاشم فعجر عنه فشمتت به ناس من قریش فغضب ونال من هاشم ودعاه إلى المنافرة فکره هاشم ذلک لسنه وقدره فلم تدعه قریش حتى نافره بشرطین; نحر مائة ناقة أیّام الحج والجلاء عن مکة عشر سنین فرضی أمیة. وجعلاً بینهما الکاهن الخزاعی ومنزله بعسفان فلم تکد تقع عینه على هاشم حتى امتدحه. فقضى لهاشم بالغلبة فغاب أمیة عن مکة بالشام عشر سنین(2).

وبغض النظر عن إیضاح هذه القضیة لجذور العداء بین الطائفتین، فإنّها تبین علل نفوذ الأمویین فی الشام وکیف مهدت علاقاتهم القدیمة بها لحکومتهم وتسلطهم.

وروى ابن أبی الحدید فی شرحه لنهج البلاغة قضایا أخرى من شأنها کشف عمق الاختلاف بینهما منذ عصر الجاهلیة، وهو الاختلاف الذی أفرزته عظمة وسمعة بنی هاشم من جانب وتحمل حقارة وسوء بنی أمیة من جانب آخر. وعلى ما رواه ابن أبی الحدید أن یزید بن معاویة فاخر عبد الله بن جعفر بین یدی معاویة. فقال له: «بأی آبائک تفاخرنی أبحرب أجرناه أم بأمیة الذی ملکناه أم بعبد شمس الذی کفلناه».

فقال معاویة: لیزید یا بنی إیّاک ومنازعة بنی هاشم. وحین اختلى بیزید أخبره بأنّ هاشم کان ینفق على عبد شمس عشر سنوات(3).

روى ابن أبی الحدید عن أستاذه (أبو عثمان) إن أشرف خصال قریش فی الجاهلیة اللواء والندوة والسقایة والرفادة وزمزم والحجابة وهذه الخصال مقسومة فی الجاهلیة لبنی هاشم وسائر طوائف قریش(4).

حقّاً کان لهذا الأمر تأثیره فی شخصیة بنی هاشم والذی أثار حسد أعدائهم.


1 .تاریخ الطبری، ج 2، ص 13; الکامل لابن الأثیر، ج 2، ص 16.
2 . کامل ابن الأثیر، ج 2، ص 17.
3 . شرح نهج البلاغة لابن أبی الحدید، ج 15، ص 229-230، ذیل الرسالة 28 (باختصار).
4 . المصدر السابق، ص 198 (باختصار) وانظر: الکامل لابن الأثیر، ج 2، ص 22-23.

 

 

الفصل الأول1. التحلی بالعلم والفضل
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma