حظى الشعراء الذین نظموا الشعر فی مصائب الإمام الحسین(علیه السلام) وأنشدوها فی المجالس والمحافل بأهتمام الأئمّة المعصومین(علیهم السلام) وفائق لطفهم وعنایتهم. وکان مشاهیر الشعراء مثل «کمیت الأسدی» و«دعبل الخزاعی» و«السید الحمیری» و... بصفتهم «شعراء أهل البیت» وبتشجیع الأئمّة(علیهم السلام) یتمتعون بمکانة اجتماعیة مرموقة لدى الناس. قال هارون المکفوف أحد أصحاب الإمام الصادق) دخلت على الإمام(علیه السلام)فقال: أنشدنی فأنشدته. فقال: «لا، کَما تَنْشِدُونَ وَکَما تَرْثِیِه عِنْدَ قَبْرِهِ». فأنشدته:
أُمْرُر عَلى جَدَثِ الْحُسَیْنِ *** فَقُلْ لاََعْظُمِهِ الزَّکِیَّة
فرأیته بکى فسکت. فقال: أنشد فأنشدت حتى بلغت هذا البیت:
یا مَرْیَمُ قُومی وَانْدُبِی مَوْلاکِ *** وَعَلَى الْحُسَیْنِ فَأسْعَدی بِبُکاکِ
فبکى الإمام(علیه السلام) وصرخت النسوة، فلما هدأ قال(علیه السلام): «یا أَبا هارُونَ مَنْ أَنْشَدَ فِی الْحُسَیْنِ فَأَبْکى عَشَرَةً فَلَهُ الْجَنَّةُ»(1).