لقد کان لحادثة کربلاء تأثیراً عجیباً بین المسلمین، فمن جهة عکست هذه الحادثة ذروة مظلومیة الإمام الحسین(علیه السلام) وأصحابه وکیفیة شهادته وأسر أهل بیته الطاهرین(علیهم السلام)ممّا أدى إلى تنفر والمسلمین من جهاز الخلافة الأمویة، وقد تعرضت خلافة یزید التی قامت على أساس أسلوب معاویة فی التهدید والتطمیع لاهتزاز الشدید بهذه الحادثة.

ولا شک أنّ الإمام الحسین(علیه السلام) لو کان یقتل بشکل خفی کما قتل أخوه الإمام الحسن المجتبى(علیه السلام) بالسم، أو تمّ إبعاده أو سجنه لما حصلت کل هذه النتائج الإیجابیة والمعطیات الکثیرة للمجتمع الإسلامی فی إذکاء الکراهیة لجهاز السلطة بین المسلمین، ولکن کیفیة استشهاد الإمام الحسین(علیه السلام) وأصحابه العلنیة وفی مقابل أنظار آلاف المسلمین قد وأحدث هزّة عنیفة فی قلب العالم الإسلامی بحیث لم یکن هناک أی مبرر لهذه الحادثة الألیمة.

ومن جهة أخرى فإنّ شخصیة الإمام الحسین(علیه السلام) المعنویة وعظمة اُسرته بین المسلمین کانت إلى درجة من ذلک الأهمیة بحیث لم یکن قتله أمر سهلاً، بمعنى أنّه لو کان القتیل غیر الإمام الحسین(علیه السلام) لم له التأثیر الحاسم فی وعی المسلمین.

ومن جهة ثالثة فإنّ ثورة الإمام الحسین(علیه السلام) وأصحابه القلائل ونداءه «هیهات منّا الذلة» وعد رضوخه للجیش الأموی قد ومنح المسلمین الجرأة والشجاعة فی التصدی لقوى الظلم والجور وأضحى الموت والشهادة فی هذا السبیل أمراً میسوراً بل ممّا یفتخر به، فکانت ثورة أهالی المدینة (التی سبقت الإشارة إلیها) وکذلک ثورة التوابین،وحتى أشکال التصدی الفردی للسلطة الأمویة تحکی عن هذه الحقیقة الحاسمة.

ومن اثبات هذه الحقیقة نستعرض بعض هذه الانحاء من الثورات التی حدثت بعد واقعة کربلاء.