ما إن انتخب عثمان(1) للخلافة حتى اشتدت شوکة بنی أمیة الذین ظهرت عداوتهم منذ البدایة للإسلام ورسول الله(صلى الله علیه وآله) وتمهدت الظروف للإنتقام من آل رسول الله(صلى الله علیه وآله). فقد آلت السلطة إلى طائفة شارکت بصورة مباشرة أو غیر مباشرة فی جمیع المعارک ضد رسول الله(صلى الله علیه وآله) وتؤمن بأنّ قدرة وسلطة رسول الله(صلى الله علیه وآله) قضیة دنیویة على غرار ما علیه السلطات والحکومات العادیة، لا أنّها تستند إلى الرسالة والنبوة. وعلى هذا الأساس لما ولى عثمان الخلافة خاطب أبوسفیان عثمان یوماً فقال:
«صارَتْ إِلَیْکَ بَعْدَ تَیْم وَعَدِیّ فَأَدِرْها کَالْکُرَةِ، وَأجْعَلْ أَوْتادَها بَنِی أُمَیَّةَ، فَإِنَّما هُوَ الْمُلْکُ وَلاَ أَدْرِی ما جَنَّةٌ وَلا نارٌ».
فأنکر علیه عثمان ذلک(2). کما ورد فی بعض التواریخ أنّ أبا سفیان قصد قبر حمزة(علیه السلام)وقال:
«یا أبا عُمارة! إِنَّ الأَمرَ الذی اجتَلَدنا علیهِ بالسیفِ، أَمْسى فی یَدِ غِلمانِنَا الیَومَ یَتَلعَّبُونَ بِهِ»(3).
والمؤسف أنّ عثمان لم یبعد بنی أمیة عن مناصب الحکومة، بل سعى لتقویة جبهة بنی أمیة من خلال إغداق الأموال والمناصب علیهم. وأمّا الأفعال التی قام بها عثمان وأدّت إلى رص جبهة النفاق وإضعاف الإسلام والمؤمنین فکثیرة نقتصر هنا على ذکر جانب منها.