ثم ألتفت الإمام(علیه السلام) إلى الولید بن عتبة وقال:
«أَیُّهَا الاَْمیرُ! إِنّا أَهْلُ بَیْت النُّبُوَّةِ وَمَعْدِنُ الرِّسالَةِ وَمُخْتَلَفُ الْمَلائِکَةِ وَمَحَلُّ الرَّحْمَةِ وَبِنا فَتَحَ اللهُ وَبِنا خَتَمَ، وَیَزیدُ رَجُلٌ فاسِقٌ شارِبُ خَمْر قاتِلُ النَّفْسِ الُْمحَرَّمَةِ مُعْلِنٌ بِالْفِسْقِ، وَمِثْلی لا یُبایِعُ لِمِثْلِهِ، وَلکِنْ نُصْبِحُ وَتُصْبِحُونَ وَنَنْتَظِرُ وَتَنْتَظِرُونَ أَیُّنا أَحَقُّ بِالْخِلافَةِ وَالْبَیْعَةِ»(1).
وقال المرحوم الصدوق(رحمه الله): إنّ الإمام(علیه السلام) خاطب الولید قائلاً:
«یا عُتْبَةُ(2) قَدْ عَلِمْتَ أَنَا أَهْلُ بَیْتِ الْکَرامَةِ وَمَعْدِنُ الرِّسالَةِ، وَأَعْلامُ الْحَقِّ الَّذینَ أَوْدَعَهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ قُلُوبَنا، وَأَنْطَقَ بِهِ أَلْسِنَتَنا، فَنَطَقَتْ بِإِذْنِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَلَقَدْ سَمِعْتُ جَدّی رَسُولَ اللهِ(صلى الله علیه وآله) یَقُولُ: «إِنَّ الْخِلافَةُ مُحَرَّمَةٌ عَلى وُلْدِ أَبی سُفْیانَ» وَکَیْفَ أُبایِعُ أَهْلَ بَیْت قَدْ قالَ فیهِمْ رَسُولُ اللهِ(صلى الله علیه وآله) هذا»(3).
فقد أدان یزید بهذا الکلام الصریح وبالدلیل العقلی، ذلک أنّه لا یصلح للخلافة من تلوث بالفسق والفجور وقتل النفس البریئة، ومن جانب آخر بالدلیل النقلی; فقد صرح النبی(صلى الله علیه وآله)بأن الخلافة محرمة على ولد أبی سفیان. فهذا الکلام کان مطرقة نزلت على رأس الولید، فأدرک أنّه أمام شخص غایة فی السمو والرفعة لا یقع قط فی مصائده.