طبقاً لما ورد فی کتب التاریخ أنّ عالم التکوین بعد شهادة الإمام الحسین(علیه السلام)أصابته العدید من المتغیرات التی تخبر عن وقوع حادثة عظیمة، وقد ورد فی الروایات من طرق الشیعة وأهل السنّة فیما یتصل بهذه المتغیرات فی عالم الطبیعة، ومنها:

ینقل السید ابن طاووس: «وارتفعت فی السماء فی ذلک الوقت غبرة شدیدة سوداء مظلمة فیها ریح حمراء لا یُرى فیها عین ولا أثر، حتى ظن القوم أنّ العذاب قد جاءهم، فلبثوا کذلک ساعة، ثم انجلت عنهم»(1).

وینقل العالم السنی المعروف «الذهبی»: «لمّا قتل الحسین، مکثنا أیّاماً سبعة إذا صلینا العصر، فنظرنا إلى الشمس على أطراف الحیطان کأنّها الملاحف المعصفرة...»

وقال أیضاً: «احمرّت آفاق السماء بعد قتل الحسین ستة أشهر نراها(2).

وروى «ابن عساکر» فی تاریخه: «لمّا قتل الحسین اسودّت السماء وظهرت الکواکب نهاراً، حتى رأیت الجوزاء عند العصر وسقط التراب الأحمر»(3).

—–

إنّ ظهور مثل هذه الحوادث الخارقة للطبیعة لا تعتبر من الحوادث المهمّة المثیرة للعجب، لأنّه ممن الممکن أنّ الله تعالى ولغرض بیان هذه الفاجعة الواقعة فی کربلاء أصدر مثل هذه الأوامر لعالم الطبیعة، کما أنّ تاریخ الأنبیاء الإلهیین یشهد بمثل هذه النماذج من الخوارق.

1. الملهوف (اللهوف)، ص 177. أبو فراس الحمدانی: یَوْمَ عَلَیْهِ تَغَیَّرتْ شَمْسُ الضُّحى *** وَبَکَتْ دَماً مِمّا رَأَتْهُ سَماؤهُ (أعیان الشیعة، ج 4، ص 343)
2. سیر أعلام النبلاء، ج 4، ص 424.
3. مختصر تاریخ دمشق، ج 7، ص 149; بحار الأنوار، ج 45، ص 201.