لم تقتصر جذور الاختلاف والهوة بین بنی هاشم وبنی أمیة على هذه المسائل الظاهریة والخارجیة، بل إن تمتع بنی هاشم بهذه المعنویات الواضحة جعلهم فی موضع یحسدون علیه من جانب منافسیهم ومبغضیهم من بنی أمیة; حتى بلغ الشرف والفضل بهم مرتبة بحیث غرست فیهم شجرة «النبوة» و«الإمامة» فکانت بیوتهم مختلف الملائکة ومعادن العلم والحکمة. قال علی(علیه السلام) بهذا الشأن:
«أَیْنَ الَّذِینَ زَعَمُوا أَنَّهُمُ الرّاسِخُونَ فِی الْعِلْمِ دُونَنا کَذِباً وَبَغْیاً عَلَیْنا، أَنْ رَفَعَنَا اللهُ وَوَضَعَهُمْ وَأَعْطانا وَحَرَمَهُمْ، بِنا یُسْتَعْطَى الْهُدى وَیُسْتَجْلَى الْعَمى، إِنَّ الأَئِمَّةَ مِنْ قُرَیْش غُرِسُوا فِی هذَا الْبَطْنِ مِنْ هاشِم، لا تَصْلُحُ عَلى سِواهُمْ وَلا تَصْلُحُ الْوُلاةُ مِنْ غَیْرِهِمْ»(1).