54 . عبید الله بن الحر الجعفی وفوات الفرصة

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
عاشوراء جذورها، أهدافها، حوادثها، معطیاتها
53 . خطبة الإمام الأخرى فی أصحاب الحر55 . هوان الدنیا

ثم مضى الحسین علیه السلام حتى انتهى إلى (قصر بنی مقاتل)(1) فنزل به وإذا هو بفسطاط مضروب فقال: لمن هذا. فقیل: لعبید الله بن الحر الجعفی. قال: ادعوه إلی فلما أتاه الرسول قال له هذا الحسین بن علی(علیه السلام) یدعوک.

فقال عبید الله: (إِنَّا للهِ وَإِنَّا إِلَیْهِ راجِعُونَ)والله ما خرجت من الکوفة إلاّ کراهیة أن یدخلها الحسین وأنا فیها والله ما أرید أن أراه ولا یرانی. فأتاه الرسول فأخبره فقام إلیه الحسین فجاء حتى دخل علیه وسلم وجلس ثم دعاه إلى الخروج معه فأعاد علیه عبید الله بن الحر تلک المقالة واستقاله ممّا دعاه إلیه فقال له الحسین(علیه السلام):

«أَمّا بَعْدُ، یَا ابْنَ الْحُرِّ! فَإِنَّ مِصْرَکُمْ هذِهِ کَتَبُوا ِلی وَخَبَّرُونی أَنَّهُمْ مُجْتَمِعُونَ عَلى نُصْرَتی، وَأَنْ یَقُومُوا دُونِی وَیُقاتِلُوا عَدُوِّی، وَأَنَّهُمْ سَأَلُونِی الْقُدُومَ عَلَیْهِمْ، فَقَدِمْتُ، وَلَسْتُ أَدْرِی الْقَوْمَ عَلى ما زَعَمُوا، لاَِنَّهُمْ قَدْ أَعانُوا عَلى قَتْلِ ابْنِ عَمِّی مُسْلِمِ بْنِ عَقیلِ (رَحِمَهُ اللهُ) وَشیعَتِهِ. وَأَجْمَعُوا عَلَى ابْنِ مَرْجانَةَ عُبَیْدِ اللهِ بْنِ زِیاد یُبایِعُنِی لِیَزیدَ بْنِ مُعاوِیَةَ، وَأَنْتَ یَا ابْنِ الْحُرِّ فَاعْلَمْ أَنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ مُؤاخِذُک بِما کَسَبْتَ وَأَسْلَفْتَ مِنَ الذُّنوبِ فِی الاَْیّامِ الْخالِیَةِ، وَأَنَا أَدْعُوک فِی وَقتِی هذا إِلى تَوْبَة تُغْسَلُ بِها ما عَلَیْکَ مِنَ الذُّنُوبِ، وَأَدْعُوک إِلى نُصْرَتِنا أَهْلَ الْبَیْتِ، فَإِنْ أُعْطِینا حَقَّنا حَمِدْنَا اللهَ عَلى ذلِکَ وَقَبِلْناهُ، وَإِنْ مُنِعْنا حَقَّنا وَرُکِبْنا بِالظُّلْمِ کُنْتَ مِنْ أَعْوانی عَلى طَلَبِ الْحَقِّ».

فقال عبیدالله بن الحر: والله یا بن رسول الله لو کان لک بالکوفة أعوان یقاتلون  معک لکنت أنا أشدهم على عدوک، ولکنّی رأیت شیعتک بالکوفة وقد لزموا منازلهم خوفاً من بنی أمیة ومن سیوفهم فأشدک بالله أن تطلب منّی هذه المنزلة وأنا أواسیک بکل ما أقدر علیه وهذه فرسی ملجمة، والله ما طلبت علیها شیئاً إلاّ أذقته حیاض الموت، ولا طلبت وأنا علیها فلحقت، وخذ سیفی هذا فوالله ما ضربت به إلاّ قطعت.

فقال الإمام(علیه السلام):

«یَا ابْنِ الْحُرِّ! ما جِئْناک لِفَرَسِکَ وَسَیْفِکَ، إِنَّما أَتَیْناک لِنَسْأَلَکَ النُّصْرَةَ، فَإِنْ کُنْتَ قَدْ بَخِلْتَ عَلَیْنا بِنَفْسِکَ فَلا حاجَةَ لَنا فِی شَیْء مِنْ مالِکَ، ... قَدْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ(صلى الله علیه وآله)وَهُوَ یَقُولُ: (مَنْ سَمِعَ داعِیَةَ أَهْلِ بَیْتی، وَلَمْ یَنْصُرْهُمْ عَلى حَقِّهِمْ إِلاَّ أَکَبَّهُ اللهُ عَلى وَجْهِهِ فِی النّارِ)»(2).

ثم نهض الإمام الحسین(علیه السلام) راجعاً إلى أصحابه.

وجاء فی هذا الخبر أن الإمام الحسین(علیه السلام) قال فی الختام لعبید الله بن الحر:

«فَإِلاّ تَنْصُرْنا فَاتَّقِ اللهَ أَنْ لا تَکُونَ مِمَّنْ یُقاتِلُنا، فَوَاللهِ لا یَسْمَعُ واعِیَتَنا أَحَدٌ ثُمَّ لِمْ یَنْصُرْنا إِلاّ هَلَکَ» .

فقال له: أما هذا فلا یکون أبداً إن شاء الله(3).

دل الإمام(علیه السلام) مرة أخرى بهذه الکلمات العمیقة المعنى أنّه ورغم یأسه من أهل الکوفة وعلمه أنّهم أعظم غدراً من الوفاء بعهدهم ودعوتهم ونصرتهم له، لکنه سیواصل مسیرته، فهنالک رسالة أخرى وخطة أخرى ینشدها الإمام(علیه السلام)وکان(علیه السلام)یتمّ الحجّة على کل من یراه فیصطحب ذوی النفوس الشامخة والسعیدة والمؤمنین الأشداء، لیرتشفوا فی الغاضریة شهد الشهادة ویرووا شجرة الإسلام بدمائهم الطاهرة ویکشفوا حقیقة النفاق والدجل.


1 . قصر بنی مقاتل: موضع بین عین تمر والقطقطانیة (قرب الکوفة) کان ینسب لمقاتل بن حسان.
2 . فتوح ابن الأعثم، ج 5، ص 130-132.
3 . تاریخ الطبری، ج 4، ص 307-308; بحار الأنوار، ج 44، ص 379.
53 . خطبة الإمام الأخرى فی أصحاب الحر55 . هوان الدنیا
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma