رغم أنّ المحققین ذکروا أنّ السید ابن طاووس هو أوّل من ذکر مجیء السبایا إلى کربلاء یوم الأربعین وقد طرح هذه المسألة فی القرن السابع، ولکن التحقیق التاریخی یشیر إلى أکثر من قائل لهذا الخبر قبل السید ابن طاووس أو معاصراً له. وهنا نشیر إلى بعض هذه الأقوال:
أ) أبوریحان البیرونی (المتوفى 440 ق) فی الآثار الباقیة یقول: «فی یوم 20 من شهر صفر وبعد خروج السبایا من الشام جاءوا برؤوس الشهداء إلى کربلاء ودفنوها مع الأبدان»(1) وطبعاً وسوف یأتی أنّ الرؤوس جاء بها الإمام زین العابدین(علیه السلام) إلى کربلاء.
ب) عماد الدین الطبری الآملی (المتوفى مطلع القرن السادس) یصرّح فی کتابه «بشارة المصطفى» بهذا القول، فبعد أن یورد فی کتابه خبر زیارة جابر وعطیة إلى کربلاء، یذکر أنّهما شاهدا جماعة تأتی إلیهم من جهة الشام فقال جابر لعطیة: إذهب وأتنی بخبرهم؟
فذهب عطیة وعاد وقال لجابر: یا جابر قم واستقبل حرم رسول الله(صلى الله علیه وآله)فهذا زین العابدین(علیه السلام) ومعه عمّاته وأخواته.
فأسرع جابر حافیاً لاستقبال الإمام زین العابدین(علیه السلام)، فقال له الإمام: «أَنَْتَ جابرٌ؟» قال: نعم، فقال الإمام: «یا جابِرُ هیهُنا وَاللهِ قُتِلَتْ رِجالُنا، وَذُبِحَتْ أَطْفالُنا، وَسُبِیَتْ نِساؤُنا، وَحُرِّقَتْ خِیامُنا»(2).
ج) وینقل «ابن نما» (المتوفى فی آواخر القرن السابع) فی کتابه «مثیر الأحزان» خبر ورود أهل البیت(علیهم السلام)إلى کربلاء وملاقاتهم مع جابر بن عبدالله الأنصاری، وعلى هذا الأساس فإنّ ورود أهل البیت إلى کربلاء فی الأربعین الأول لیس ببعید(3).