الذین یدخلون جهنم زمراً:

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 11
سورة الزّمر / الآیة 71 ـ 72 سورة الزّمر / الآیة 73 ـ 75

تواصل الآیات هنا بحث المعاد، وتستعرض بالتفصیل ثواب وجزاء المؤمنین والکافرین، الذی استعرض بصورة مختصرة فی الآیات السابقة. وتبدأ بأهل جهنم، إذ تقول: (وسیق الّذین کفروا إلى جهنّم زمراً ).

فمن الذی یسوقهم إلى جهنم؟

کما هو معروف فإنّ ملائکة العذاب هی التی تسوقهم حتى أبواب جهنم، ونظیر هذه العبارة ورد فی الآیة 21 من سورة (ق)، إذ تقول: (وجاءت کلّ نفس معها سائق وشهید ).

عبارة «زمر» تعنی الجماعة الصغیرة من الناس، وتوضّح أنّ الکافرین یساقون إلى جهنم على شکل مجموعات صغیرة ومتفرقة.

و«سیق» من مادة (سوق) وتعنی (الحث على السیر).

ثم تضیف ( حتّى إذا جاءوها فتحت أبوابها وقال لهم خزنتها ألم یأتکم رسل منکم یتلون علیکم آیات ربّکم وینذرونکم لقاء یومکم هذا ) (1) .

یتّضح بصورة جیّدة من خلال هذه العبارة، أنّ أبواب جهنم کانت مغلقة قبل سوق اُولئک الکفرة، وهی کأبواب السجون المغلقة التی تفتح أمام المتهمین الذین یراد سجنهم، وهذا الحدث المفاجیء یوجد رعباً ووحشة کبیرة فی قلوب الکافرین، وقبل دخولهم یتلقاهم خزنة جهنم باللوم والتوبیخ، الذین یقولون استهجاناً وتوبیخاً لهم: لم کفرتم وقد هیأت لکم کافة أسباب الهدایة، ألم یرسل إلیکم أنبیاء منکم یتلون آیات الله علیکم باستمرار، ومعهم معجزات من خالقکم، وإنذار وإعلام بالأخطار التی ستصیبکم إن کفرتم بالله (2) ؟ فکیف وصل بکم الحال إلى هذه الدرجة رغم إرسال الأنبیاء إلیکم؟

حقّاً إنّ کلام خزنة جهنم یعدّ من أشدّ أنواع العذاب على الکافرین الذین یواجهون بمثل هذا اللوم فور دخولهم جهنم.

على أیّة حال، فإنّ الکافرین یجیبون خزنة جهنم بعبارة قصیرة ملؤها الحسرات، قائلین: (قالوا بلى ولکن حقّت کلمة العذاب على الکافرین ).

مجموعة من المفسّرین الکبار اعتبروا (کلمة العذاب ) إشارة إلى قوله تعالى حین هبط آدم على الأرض، أو حینما قرر الشیطان إغواء بنی آدم، کما ورد فی الآیة 39 من سورة البقرة (والّذین کفروا وکذّبوا بآیاتنا أولئک أصحاب النّار هم فیها خالدون ).

وحینما قال الشیطان: لأغوینهم جمیعاً إلاّ عبادک المخلصین، فأجابه الباریء عزّوجلّ (لأملأنّ جهنّم من الجنّة والنّاس أجمعین ) (3) .

وبهذا الشکل اعترفوا بأنّهم کذّبوا الأنبیاء وانکروا آیات الله، وبالطبع فإنّ مصیرهم لن یکون أفضل من هذا.

کما یوجد احتمال فی أنّ المراد من (حقّت کلمة العذاب ) هو ما تعنیه الآیة السابعة فی سورة (یس) (لقد حقّ القول على أکثرهم فهم لا یؤمنون ).

وهو إشارة إلى أنّ الإنسان یصل أحیاناً ـ بسبب کثرة ذنوبه وعدائه ولجاجته وتعصّبه أمام الحق ـ إلى درجة یختم معها على قلبه ولا یبقى أمامه أیّ طریق للعودة، وفی هذه الحالة یصبح مستحقاً تماماً للعذاب.

وعلى أیّة حال، فإنّ مصدر کلّ هذه الاُمور هو عمل الإنسان ذاته، ولیس من الصحیح الاستدلال بهذه الآیة على مقولة الجبر وفقدان حریة الإرادة.

هذا النقاش القصیر ینتهی مع اقترابهم من عتبة جهنم (قیل ادخلوا أبواب جهنّم خالدین فیها فبئس مثوى المتکبّرین ).

فأبواب جهنم ـ کما أشرنا إلیها من قبل ـ یمکن أن تکون قد نظّمت حسب أعمال الإنسان، وإنّ کلّ مجموعة کافرة تدخل جهنم من الباب الذی یتناسب مع أعمالها، وذلک مثل أبواب الجنّة التی یطلق على أحد أبوابها اسم «باب المجاهدین» وقد جاء فی کلام لأمیرالمؤمنین (علیه السلام) «إنّ الجهاد باب من أبواب الجنّة» (4) .

والذی یلفت النظر هو أنّ ملائکة العذاب تؤکّد على مسألة التکبّر من بین بقیة الصفات الرذیلة التی تؤدّی بالإنسان إلى السقوط فی نار جهنم، وذلک إشارة إلى أنّ التکبّر والغرور وعدم الإنصیاع والاستسلام أمام الحق هو المصدر الرئیسی للکفر والإنحراف وإرتکاب الذنب.

نعم، فالتکبّر ستار سمیک یغطّی عینی الإنسان ویحول دون رؤیته للحقائق الساطعة المضیئة، ولهذا نقرأ فی روایة عن الإمامین المعصومین الباقر والصادق علیهما السلام «لا یدخل الجنّة من فی قلبه مثقال ذرة من کبر» (5) .


1. «خزنة» جمع «خازن» من مادة «خزن» على وزن (جزم) وتعنی حافظ الشیء، و(خازن) تطلق على المحافظ والحارس.
2. «یتلون» و«ینذرون» کلیهما فعل مضارع ودلیل على الإستمراریة.
3. السجدة، 13.
4. نهج البلاغة، الخطبة 27.
5. أصول الکافی، ج 2، باب الکبر، ح 6.
سورة الزّمر / الآیة 71 ـ 72 سورة الزّمر / الآیة 73 ـ 75
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma