3ـ نظام النور والظلام فی حیاة البشر

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 11
2ـ تعبیر «تدرک» و«سابق»سورة یس / الآیة 41 ـ 44

تعرّضت الآیات أعلاه إلى موضوعین من أهمّ المواضیع المتعلّقة بحیاة البشر. على أنّهما آیتان من آیات الله وهما مسألة ظلمة اللیل ومسألة الشمس ونورها.

قلنا سابقاً أنّ النور من ألطف وأکثر موجودات العالم المادّی برکة. ولیس لإضاءتنا ومعیشتنا فقط فکلّ حرکة ونشاط مرتبط بنور الشمس، نزول قطرات المطر، نمو النباتات، تفتّح البراعم، نضوج الثمار والفواکه، خریر الجداول، تلوین مائدة الطعام بأنواع المواد الغذائیة، وحتى حرکة عجلة المصانع العظیمة، وتولید الطاقة الکهربائیة، وأنواع المنتجات الصناعیة، کلّها تعود فی أصلها إلى هذا المنبع العظیم للطاقة، أی نور الشمس.

وخلاصة القول فإنّ جمیع الطاقات على سطح الکرة الأرضیة ـ عدا الطاقة الناجمة عن تفجیر الذرّة ـ جمیعها تستمدّ وجودها من نور الشمس، ولولا الأخیر لخیّم الصمت والموت على کلّ مکان.

ظلمة اللیل مع أنّها تذکّر بالموت والفناء، فإنّها تعدّ من الاُمور الحیاتیة الهامّة فی حیاة البشر، لأنّها تعدّل نور الشمس وتؤثّر عمیقاً فی راحة جسم وروح الإنسان، والمنع من المخاطر الناجمة عن تسلّط أشعّة الشمس بشکل متواصل ومستمر، بحیث لو لم یکن اللیل عقیب النهار لإرتفعت درجة الحرارة على سطح الأرض إلى درجة أنّ الأشیاء جمیعاً تأخذ بالإشتعال والإحتراق، کذلک فی القمر حیث اللیالی والأیّام طویلة (کلّ لیلة هناک تعادل حوالی خمسة عشر یوماً بلیالیها على الأرض، کذلک الحال بالنسبة للنهار) فحرارة النهار قاتلة، وبرودة مجمّدة.

وعلیه فإنّ کلا من «النور والظلام» آیة إلهیّة عظیمة.

ناهیک عن أنّ النظام المتناهی الدقّة الذی یحکمهما، أدّى إلى تنظیم تاریخ حیاة البشر، ذلک التاریخ الذی لولا وجوده لتفتتت الروابط الاجتماعیة، وأصبحت الحیاة بالنسبة إلى البشر أشبه بالمستحیل، وبذا فإنّ کلا من «النور والظلام» آیتان إلهیتان من هذه الناحیة أیضاً.

والملفت للنظر هنا هو قول القرآن الکریم: (ولا اللیل سابق النهار ). وهذا التعبیر یدلّل على أنّ النهار خلق قبل اللیل، واللیل بعده تماماً، فلو أنّ أحداً نظر من خارج الکرة الأرضیة فسیرى موجودین أسود وأبیض یدوران بشکل مرتّب حول الأرض، وفی مثل هذه الحرکة الدائریة لا یمکن تصوّر القبل والبعد فیها. ولکن إذا أخذنا بنظر الاعتبار أنّ الأرض التی نعیش علیها کانت یوماً ما جزءاً من الشمس، وفی ذلک الوقت لم یکن سوى النهار، ولا وجود للیل، ثمّ بعد أن انفصلت الکرة الأرضیة عن الشمس وإبتعدت تکوّن لها ظلّ مخروطی الشکل من الجهة المخالفة للشمس فکأنّ اللیل أصبحت حرکته بعد النهار، نعم، لو توجّهنا لکلّ ذلک لاتّضحت دقّة ولطافة هذا التعبیر.

وکما قلنا سابقاً فلیس الشمس والقمر وحدهما یسبحان فی هذا الفضاء المترامی، بل إنّ اللیل والنهار أیضاً یسبحان حول الکرة الأرضیة، وکلّ منهما له مدار ومسیر دائری.

وقد ورد فی روایات متعدّدة عن أهل البیت (علیهم السلام) التصریح بأنّ الله سبحانه وتعالى خلق النهار قبل اللیل. فعن الإمام الصادق (علیه السلام) أنّه قال جواباً على سؤال فی حدیث طویل: «نعم خلق النهار قبل اللیل، والشمس والقمر والأرض قبل السماء» (1) .

وعن الإمام الرض (علیه السلام) أنّه قال: «فالنهار خلق قبل اللیل وفی قوله تعالى:  (لا الشمس ینبغی لها أن تدرک القمر ولا اللیل سابق النهار ) أی قد سبقه النهار» (2) .

وورد نفس المعنى عن الإمام الباقر (علیه السلام) حین قال: «إنّ الله عزّوجلّ خلق الشمس قبل القمر، وخلق النور قبل الظلمة» (3) .


1. تفسیر نورالثقلین، ج 4، ص 387، ح 55.
2. المصدر السابق، ح 53.
3. المصدر السابق، ح 54.
2ـ تعبیر «تدرک» و«سابق»سورة یس / الآیة 41 ـ 44
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma