ذکر بعض المفسّرین من الآیات محلّ البحث عشر مواهب إلهیّة عظیمة کانت لداود (علیه السلام)تعکس مقام هذا النّبی ومنزلته العظیمة من جهة، وتعکس خصائص الإنسان الکامل من جهة اُخرى:
1ـ الله سبحانه وتعالى یأمر نبی الإسلام والرحمة محمّد (صلى الله علیه وآله) رغم مکانته العالیة بأن یتّخذ من داود اُسوة له فی تحمّل الصبر (اصبر على ما یقولون واذکر ).
2ـ القرآن وصف داود بالعبد، وفی الحقیقة أنّ أهمّ خصوصیة لداود هی عبودیته لله، قال
تعالى: (عبدنا داود ) ونقرأ شبیه هذا المعنى بشأن رسول الله (صلى الله علیه وآله) فی مسألة المعراج (سبحان الّذی أسرى بعبده... ). (1)
3ـ إمتلاکه للقدرة والقوّة (فی طاعة الباری عزّوجلّ والإحتراز عن إرتکاب المعاصی وحسن تدبیره لشؤون مملکته) (ذا الأید ) وجاءت أیضاً بشأن رسول الله (صلى الله علیه وآله) (هو الّذی أیّدک بنصره وبالمؤمنین ). (2)
4ـ وصفه بالأوّاب، وتعنی رجوعه المتکرّر والمستمر إلى الله سبحانه وتعالى، قال تعالى: (إنّه أوّاب ).
5ـ تسخیر الجبال معه لتسبّح فی الصباح والمساء، وهذا الأمر یعدّ من مفاخره، قال تعالى: (إنّا سخّرنا الجبال معه یسبّحن بالعشیّ والإشراق ).
6ـ مناجاة الطیور وتسبیحها الله مع داود، وهذه من النعم التی أنعمها الله على داود، قال تعالى: (والطّیر محشورة ).
7ـ إستمرار الجبال والطیور فی التسبیح مع داود، وکلّ مرّة یسبّح فیها تعود وتسبّح معه، قال تعالى: (کلّ له أوّاب ).
8ـ أعطاه الله الملک والحکومة التی اُحکمت اُسسها، إضافةً إلى وضع کلّ الوسائل المادیّة والمعنویة التی یحتاجها تحت تصرّفه (وشددنا ملکه ).
9ـ منحه ثروة مهمّة اُخرى، وهی العلم والمعرفة التی تفوق الحدّ الطبیعی، العلم والمعرفة التی هی منبع خیر کثیر ومصدر کلّ برکة وإحسان أینما کانت، قال تعالى: (وآتیناه الحکمة ).
10ـ وأخیراً فقد منّ الله علیه بمنطق قوی وحدیث مؤثّر ونافذ، وقدرة کبیرة على القضاء والتحکیم بصورة حازمة وعادلة، قال تعالى: (وفصل الخطاب ) (3) .
حقّاً إنّ اُسس أی حکومة لا یمکن أن تصبح محکمة بدون هذه الصفات، العلم والمنطق وتقوى الله، والقدرة على ضبط النفس، ونیل مقام العبودیة لله.