عوامل (شرح الصدر) و(قسوة القلب):

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 11
على مرکب من نور!!سورة الزّمر / الآیة 23 ـ 26

الناس لیسوا على وتبرة واحدة من حیث قبول الحق وإدراک الاُمور، فالبعض یتمکّن من إدراک الحقیقة بمجرّد إشارة واحدة أو جملة قصیرة، وهذا یعنی أنّ تذکیراً واحداً یکفی لإیقاظهم فوراً، وموعظة واحدة قادرة على إحداث صیحات فی أرواحهم، فی حین أنّ البعض الآخر لا یتأثّر بأبلغ الکلمات وأوضح الأدلّة وأقوى العبارات، وهذه المسألة لیست بالأمر السهل أو الهیّن.

وکم هی جمیلة التعابیر القرآنیة فی هذا المجال، وذلک عندما تصف البعض بأنّهم ذوو صدور منشرحة وأرواح واسعة، وتصف البعض الآخر بأنّهم ذوو صدور ضیّقة، کما ورد فی الآیة 125 من سورة الأنعام: (فمن یرد الله أن یهدیه یشرح صدره للإسلام ومن یرد أن یضلّه یجعل صدره ضیّقاً حرجاً کأنّما یصّعّد فی السّماء ).

هذا الموضوع یتّضح بصورة کاملة فی حالة دراسة أوضاع وأحوال الأشخاص، فالبعض لهم صدور منشرحة رحبة تتسع لإستیعاب أیّ مقدار من الحقائق، فی حین أنّ البعض الآخر على العکس، إذ إنّ صدورهم ضیّقة وأفکارهم محدودة لا یمکنها أحیاناً استیعاب أیّ حقیقة، وکأنّ عقولهم محاطة بجدران فولاذیة لا یمکن اختراقها. وبالطبع لکلّ واحد منهما أسبابه.

فالدراسة الدائمة والمستمرة والإتصال بالعلماء والحکماء الصالحین، وبناء الذات وتهذیب النفس، واجتناب الذنوب وخاصة أکل الطعام الحرام، وذکر الله دائماً، کلها أسباب وعوامل لإنشراح الصدر، وعلى العکس فإنّ الجهل والذنب والعناد والجدل والریاء، ومجالسة أصحاب السوء والفجّار والمجرمین وعبید الدنیا والشهوات، کلّها تؤدّی إلى ضیق الصدر وقساوة القلب.

فعندما یقول القرآن الکریم: (فمن یرد الله أن یهدیه یشرح صدره للإسلام ومن یرد أن یضلّه یجعل صدره ضیّقاً حرجاً ). فهذه الإرادة وعدم الإرادة لیست اعتباطیة وبدون دلیل، بل هی نابعة من اعماقنا وذواتنا فی البدایة.

وقد ورد حدیث عن الإمام الصادق (علیه السلام) جاء فیه: «أوحى الله عزّوجلّ إلى موسى: یا موسى لا تفرح بکثرة المال، ولا تدع ذکری على کلّ حال، فإن کثرة المال تنسی الذنوب، وإن ترک ذکری یقسی القلوب » (1) .

وفی حدیث آخر عن أمیر المؤمنین (علیه السلام)، جاء فیه: «ما جفت الدموع إلاّ لقسوة القلوب، وما قست القلوب إلا لکثرة الذنوب» (2) .

کما ورد فی حدیث ثالث أنّ من جملة کلام الله سبحانه وتعالى مع موسى (علیه السلام) «یا موسى لا تطوّل فی الدنیا أملک، فیقسو قلبک، والقاسی القلب منّی بعید» (3) .

وأخیراً، ورد حدیث آخر عن أمیر المؤمنین (علیه السلام) جاء فیه: «لمتان: لمة من الشیطان ولمة من الملک، فلمّة الملک الرقة والفهم، ولمّة الشیطان السهو والقسوة» (4) .

على أیة حال، فإنّ من یرید انشراح صدره وإزالة القساوة من قلبه، علیه أن یتوجه نحو الباریء عزّوجلّ کی یبعث الأنوار الإلهیّة فی قلبه کما وعد بذلک الرّسول الأکرم (صلى الله علیه وآله).

وعلیه أن یصقل مرآة قلبه من صدأ الذنوب، ویطهّر روحه من أوساخ هوى النفس والوساوس الشیطانیة، إستعداداً لإستقبال المعشوق، وأن یسکب الدموع خوفاً من الله وحبّاً له، فإنّ فی ذلک تأثیراً عجیباً لا نظیر له على رقّة ولین القلب ورحابة الروح، وفی المقابل فإنّ جمود العین هو إحدى علامات القلب المتحجر.


1. بحار الانوار، ج 70، ص 55، ح 23.
2. المصدر السابق ح 24.
3. أصول الکافی، ج 2، باب القسوة، ح 1.
4. المصدر السابق، ح 3.
على مرکب من نور!!سورة الزّمر / الآیة 23 ـ 26
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma