إنّ الله کاف!

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 11
سبب النّزول1ـ الهدایة والإضلال من الله

تتمة لتهدیدات الباریء عزّو جلّ التی وردت فی الآیات السابقة للمشرکین، والوعد لأنبیائه، تتطرق الآیة الاُولى فی بحثنا لتهدید الکفّار (ألیس الله بکاف عبده ویخوّفونک بالّذین من دونه ).

إنّ قدرة الباریء عزّوجلّ أقوى وأعظم من کلّ القدرات الاُخرى، وهو الذی یعلم بکلّ احتیاجات ومشکلات عباده، والذی هو رحیم بهم غایة الرحمة واللطف، کیف یترک عباده المؤمنین لوحدهم أمام أعاصیر الحوادث وعدوان بعض الأعداء؟

ومع أنّ سبب نزول هذه الآیة ـ طبقاً لما جاء فی الرّوایات التی ذکرناهاـ هو للرد على التخویف والتهدید بغضب الأصنام، لکن معنى الآیة أوسع، ویتّسع لکلّ تهدید یهدد به الإنسان بما هو دون الله.

على أیّة حال، فإنّ فی هذه الآیة بشرى لکلّ السائرین فی طریق الحقّ والمؤمنین الحقیقیین، خاصّة أولئک الذین یعیشون أقلیة فی بعض المجتمعات، والمحاطین بمختلف أشکال التهدید من کلّ جانب.

الآیة تعطیهم الأمل والثبات، وتملأ أرواحهم بالنشاط وتجعل خطواتهم ثابتة، وتمحو الآثار النفسیة لصدمات تهدیدات الأعداء، نعم فعندما یکون الله معنا فلا نخاف غیره، وإن انفصلنا وابتعدنا عنه فسیکون کلّ شیء بالنسبة لنا رهیباً ومخیفاً.

وکتتمة للآیة السابقة تشیر الآیة التالیة إلى مسألة (الهدایة) و(الضلالة) وتقسّم الناس إلى قسمین: (ضالین) و(مهتدین) وکل هذا من الله سبحانه وتعالى، کی تبیّن أنّ جمیع العباد محتاجون لرحمته، ومن دون إرادته لا یحدث شیء فی هذا العالم، قال تعالى: (ومن یظلل الله فما له من هاد ).

(ومن یهد الله فما له من مضل ).

ومن البدیهی أنّ الضلالة لا تأتی من دون سبب، وکذلک الهدایة بل إنّ کلّ حالة منهما هی استمرار لإرادة الإنسان وجهوده، فالذی یضع قدمه فی طریق الضلال، ویبذل أقصى جهوده من أجل إطفاء نور الحقّ، ولایترک أدنى فرصة تتاح له، لخداع الآخرین وإضلالهم، فمن البدیهی أنّ الله سیضله، ولا یکتفی بعدم توفیقه وحسب، وإنّما یعطّل قوى الإدراک والتشخیص التی لدیه عن العمل، ویوصد قلبه الأقفال ویغطّی عینیه بالحجب، وهذه هی نتیجة الأعمال التی ارتکبها.

أمّا الذین یعزمون على السیر إلى الله سبحانه وتعالى بنوایا خالصة، ویخطون الخطوات الاُولى فی هذا المسیر، فإنّ نور الهدایة الإلهیّة یشعّ لینیر لهم الطریق، وتهبّ ملائکة الرحمن لمساعدتهم ولتطهیر قلوبهم من وساوس الشیاطین، فتکون إرادتهم قویة، وخطواتهم

ثابتة، واللطف الإلهی ینقذهم من الزلاّت.

وقد وردت آیات کثیرة فی القرآن المجید کشاهد على تلک القضایا، وما أشدّ جهل الذین فصلوا بین مثل هذه الآیات وبقیة آیات القرآن واعتبروها شاهداً على ما ورد فی المذهب الجبری، وکأنّهم لا یعلمون أنّ آیات القرآن تفسّر إحداها الاُخرى، بل إنّ القرآن الکریم یقول فی نهایة هذه الآیة: (ألیس الله بعزیز ذی انتقام ) وهو خیر شاهد على هذا المعنى.

وکما هو معروف فإنّ الإنتقام الإلهی هو بمعنى الجزاء على الأعمال المنکرة التی اقترفها الإنسان، (1) وهذا یشیر إلى أنّ إضلاله سبحانه وتعالى للإنسان هو بحدّ ذاته نوع من أنواع الجزاء وردّ فعل لأعمال الإنسان نفسه، وبالطبع فإنّ هدایته سبحانه وتعالى للإنسان هی بحدّ ذاتها نوع من أنواع الثواب، وهی ردّ فعل للأعمال الصالحة والخالصة التی یقوم بها الإنسان.


1. یقول الراغب فی مفرداته: کلمة (نقمة) تعنی العقوبة والجزاء. 
سبب النّزول1ـ الهدایة والإضلال من الله
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma