2ـ هل أنّ الموتى واقعاً لا یدرکون؟

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 11
1ـ آثار الإیمان والکفر3ـ تنویع التعبیرات جزء من الفصاحة

من ملاحظة ما ورد فی الآیات أعلاه، یطرح هنا سؤالان:

الأوّل: کیف یقول تعالى فی القرآن الکریم مخاطباً الرّسول (صلى الله علیه وآله): (وما أنت بمسمع من فی القبور )؟ مع أنّه جاء فی الحدیث المعروف أنّ الرّسول الأکرم (صلى الله علیه وآله) أمر یوم بدر بأربعة وعشرین رجلا من صنادید قریش فقذفوا فی طویّ من أطواء بدر خبیث مخبّث، وکان إذا ظهر على قوم أقام بالعرصة ثلاث لیال فلمّا کان ببدر الیوم الثالث أمر براحلته، فشدّ علیها رحلها ثمّ مشى واتّبعه أصحابه وقالوا: ما نراه ینطلق إلاّ لبعض حاجته، حتى قام على شفة الرکی مجفل ینادیهم بأسمائهم وأسماء آبائهم: یافلان بن فلان ویافلان بن فلان أیسّرکم أنّکم أطعتم الله ورسوله؟ فإنّا قد وجدنا ما وعدنا ربّنا حقّاً فهل وجدتم ما وعد ربّکم حقّاً؟ قال: فقال عمر: یارسول الله ما تکلّم من أجساد لا أرواح لها؟ فقال رسول الله (صلى الله علیه وآله): «والذی نفس محمّد بیده ما أنتم بأسمع لما أقول منهم» (1) .

أو ما ورد فی آداب دفن الموتى من تلقینهم عقائد الحقّ.

فکیف یمکن التوفیق بین هذه الاُمور والآیات مورد البحث أعلاه؟

الجواب: یتّضح الجواب على هذا السؤال إذا أخذنا بنظر الاعتبار ما یلی: إنّ الحدیث فی الآیات کان حول عدم إدراک الموتى بالشکل الطبیعی والاعتیادی، أمّا الروایة التی ذکرناها أو تلقین المیّت فإنّما ترتبط بظروف خاصّة وغیر عادیّة، حیث إنّ الله سبحانه مکّن حدیث الرّسول (صلى الله علیه وآله) فی تلک الحالة من الوصول إلى أسماع الموتى.

وبتعبیر آخر فإنّ الإنسان فی عالم البرزخ ینقطع إرتباطه مع عالم الدنیا، إلاّ فی الموارد التی یأذن الله فیها أن یوصل هذا الإرتباط، ولذا فإنّنا لا نستطیع عادةً الإتّصال بالموتى فی الظروف العادیة.

الثانى: هو إذا کان حدیثنا غیر بالغ أسماع الموتى فما معنى لسلامنا على الرّسول الأکرم والأئمّة (علیهم السلام) والتوسّل بهم، وزیارة قبورهم، وطلب الشفاعة منهم عند الله؟

وقد استندت جماعة من الوهّابیین المعروفین بجمودهم الفکری على هذا التوهّم الباطل، وبالتمسّک بظواهر الآیات القرآنیة، دون الإهتمام بمحتواها العمیق، أو الإلتفات إلى الأحادیث الشریفة الکثیرة الواردة فی هذا المجال، وسعوا إلى نفی وردّ مفهوم «التوسّل» وإثبات بطلانه.

الجواب: الجواب على هذا السؤال أیضاً یتّضح ممّا ذکرناه کمقدّمة فی الإجابة على السؤال الأوّل، من أنّ التعامل مع الرّسول (صلى الله علیه وآله) وأولیاء الله یختلف عنه مع الآخرین، فهؤلاء کالشهداء (بل إنّهم یحتلون الصفّ الأوّل فی قافلة الشهداء) وهم أحیاء وخالدون، وهم مصداق لقوله: (أحیاءٌ عند ربّهم یرزقون )، (2) وبأمر من الله فإنّهم یحتفظون بإرتباطهم بهذا العالم، کما أنّهم یستطیعون وهم فی هذه الدنیا أن یتّصلوا بالموتى ـ کما فی حالة قتلى بدرـ .

استناداً إلى ذلک نقرأ فی روایات کثیرة وردت فی کتب الفریقین أنّ الرّسول (صلى الله علیه وآله)والأئمّة (علیهم السلام) یسمعون سلام من یسلّم علیهم سواء کان قریباً أم بعیداً، بل إنّ أعمال الاُمّة تعرض علیهم (3) .

الجدیر بالملاحظة أنّنا مأمورون بالسلام على الرّسول (صلى الله علیه وآله) فی التشهّد الأخیر للصلوات الیومیة، وهذا إعتقاد المسلمین عامّة، أعمّ من کونهم شیعة أو سنّة، فکیف یمکن مخاطبة من لا یمکنه السماع أصلا؟

کذلک وردت روایات متعدّدة فی صحیح مسلم عن أبی سعید الخدری وأبی هریرة، عن الرّسول (صلى الله علیه وآله) أنّه قال: «لقّنوا موتاکم لا إله إلاّ الله» (4) .

کذلک وردت الإشارة فی نهج البلاغة إلى مسألة الإرتباط مع أرواح الموتى، فعندما کان أمیر المؤمنین صلوات الله وسلامه علیه راجعاً من صفّین أشرف على القبور بظهر الکوفة: «یاأهل الدیار الموحشة... إلى أن قال: أما لو اُذن لهم فی الکلام لأخبروکم أنّ خیر الزاد التقوى» (5) .


1. تفسیر روح البیان، ذیل الآیات مورد البحث: وورد هذا الحدیث أیضاً فی صحیح البخاری بتفاوت یسیر (صحیح البخاری، ج 5، ص 97 باب قتل أبی جهل).
2. آل عمران، 169.
3. کشف الإرتیاب، ص109 ـ کذلک فقد أشرنا إلى روایات (عرض الأعمال) عند تفسیر الآیة 105 من سورة التوبة.
4. صحیح مسلم، ج 2، ص 631، ح 1 و2، (کتاب الجنائز).
5. نهج البلاغة، الکلمات القصار، جملة 130.
1ـ آثار الإیمان والکفر3ـ تنویع التعبیرات جزء من الفصاحة
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma