(النفخ فی الصور) وموت وإحیاء جمیع العباد:

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 11
سورة الزّمر / الآیة 68 1ـ هل أنّ النفخ فی الصور یتمّ مرتین، أو أکثر؟

الآیات الأخیرة فی البحث السابق تحدّثت عن یوم القیامة، وآیة بحثنا الحالی تواصل الحدیث عن ذلک الیوم مع ذکر إحدى المیزات المهمة له، إذ تبدأ الحدیث بنهایة الحیاة فی الدنیا، وتقول: (ونفخ فی الصّور فصعق من فی السّماوات ومن فی الأرض إلاّ من شاء الله ).

یتّضح بصورة جیّدة من هذه الآیة أنّ حادثتین تقعان مع نهایة العالم وعند البعث، فی الحادثة الاُولى یموت الأحیاء فوراً، وفی الحادثة الثانیة ـ التی تقع بعد فترة من وقوع الحادثة الاُولى ـ یعود کلّ الناس إلى الحیاة مرّة اُخرى،یقفون بانتظار الحساب.

القرآن المجید عبّر عن هاتین الحادثتین بـ «النفخ فی الصور»، وهذا التعبیر کنایة عن الحوادث المفاجئة والمتزامنة التی ستقع. و«الصور» بمعنى البوق الذی یتّخذ من قرن الثور ویکون مجوّفاً عادة حیث یستخدم مثل هذا البوق فی حرکة القوافل أو الجیش وتوقّفها، وطبعاً هناک تفاوت بین النفخة للحرکة والنفخة للتوقف.

کما یبیّن هذا التعبیر سهولة الأمر، ویوضّح کیف أنّ الباریء عزّوجلّ ـ من خلال أمر بسیط وهو النفخ فی الصور ـ یمیت کلّ من فی السماء والأرض، وکیف أنّه یبعثهم من جدید بنفخة صور اُخرى.

وقلنا سابقاً إنّ الألفاظ التی نستخدمها فی حیاتنا الیومیة عاجزة عن توضیح الحقائق المتعلّقة بعالم ما وراء الطبیعة أو نهایة العالم وبدء عالم آخر بدقّة، ولهذا السبب یجب الاستفادة من أوسع معانی الألفاظ الدارجة والمتداولة مع الإلتفات إلى القرائن الموجودة.

توضیح: لقد وردت تعبیرات مختلفة فی القرآن المجید عن نهایة الحیاة فی هذا العالم وبدء حیاة اُخرى فی عالم آخر، حیث ورد الحدیث عن (النفخ فی الصور) فی أکثر من عشر آیات (1) .

فی إحداها استخدمت عبارة النقر فی الناقور (فإذا نقر فی النّاقور * فذلک یومئذ یوم عسیر ) (2) .

وفی بعضها استخدمت عبارة (القارعة) کما فی الآیات 1 و2 و3 من سورة القارعة (القارعة * ما القارعة * وما أدراک ما القارعة ).

وأخیراً استخدمت فی بعضها عبارة «صیحة» والتی تعنی الصوت العظیم، کما ورد ذلک فی الآیة 49 من سورة یس (ماینظرون إلاّ صیحة واحدة تأخذهم وهم یخصّمون ) التی تتحدّث عن الصیحة التی تقع فی نهایة العالم وتفاجىء کل بنی آدم.

أمّا الآیة 53 من سورة یس (إن کانت إلاّ صیحة واحدة فإذا هم جمیع لدینا محضرون )فإنّها تتحدّث عن صیحة (الإحیاء) التی تبعث الناس من جدید وتحضرهم إلى محکمة العدل الإلهیّة.

من مجموع هذه الآیات یمکن أن یستشف بأنّ نهایة أهل السموات والأرض تتمّ بعد صیحة عظیمة وهی (صیحة الموت) وأنّهم یبعثون من جدید وهم قیام بصیحة عظیمة أیضاً، وهذه هی (صیحة بعث الحیاة).

وأمّا کیف تکون هاتان الصیحتان؟

وما هی آثار الصیحة الأولى وتأثیر الصیحة الثانیة؟ فلا علم لأحد بهما إلاّ الله سبحانه وتعالى، ولذا ورد فی بعض الرّوایات ـ التی تصف (الصور) الذی ینفخ فیه «إسرافیل» فی نهایة العالم ـ عن علی بن الحسین (علیه السلام): «وللصور رأس واحد وطرفان، وبین طرف رأس کلّ منهما إلى الآخر مثل ما بین السماء إلى الأرض، قال: فینفخ فیه نفخة فیخرج الصوت من الطرف الذی یلی الأرض فلا یبقى فی الأرض ذو روح إلاّ صعق ومات، ویخرج الصوت من الطرف الذی یلی السماوات فلا یبقى فی السماوات ذو روح إلاّ صعق ومات إلاّ إسرافیل، قال: فیقول الله لإسرافیل: یا إسرافیل، مت، فیموت إسرافیل...» (3) .

على أیّة حال، فإنّ أکثر المفسّرین اعتبروا (النفخ فی الصور) کنایة لطیفة عن کیفیة نهایة العالم وبدء البعث، ولکن مجموعة قلیلة من المفسّرین قالوا: إنّ (صور) هی جمع (صورة) وطبقاً لهذا القول، فقد اعتبروا النفخ فی الصور یعنی النفخ فی الوجه، مثل نفخ الروح فی بدن الإنسان، ووفق هذا التّفسیر ینفخ مرّة واحدة فی وجوه بنی آدم فیموتون جمیعاً، وینفخ مرة اُخرى فیبعثون جمیع (4) .

هذا التّفسیر إضافة إلى کونه لا یتطابق مع ما جاء فی الروایات، فإنّه  لا یتطابق أیضاً مع الآیة مورد بحثنا، لأنّ الضمیر فی عبارة (ثم نفخ فیه اُخرى ) مفرد مذکر یعود على الصور، فی حین لو کان یراد منه المعنى الثّانی لکان یجب استعمال ضمیر المفرد المؤنث فی العبارة لتصبح (نفخ فیها).

إنّ النفخ فی الوجه فی مجال إحیاء الأموات یعدّ أمراً مناسباً (کما فی معجزات عیسى (علیه السلام)) إلاّ أنّ هذا التعبیر لا یمکن استخدامه فی مجال قبض الأرواح.


1. الآیات التی ورد فیها ما یشیر إلى النفخ فی الصور هی: الکهف، 99; المؤمنون، 101; یس، 51; الزمر، 68; ق، 20; الحاقة، 13; الأنعام، 73; طه، 102; النمل، 87; النبأ، 18.
2. المدثر، 8 و9.
3. تفسیر على بن ابراهیم، نقلاً عن تفسیر نورالثقلین، ج 4، ص 502.
4. یرجى الإنتباه إلى أنّ (صور) هی على وزن (نور)، و(صُوَر) هی على وزن (زحل) هما جمع (الصورة).
سورة الزّمر / الآیة 68 1ـ هل أنّ النفخ فی الصور یتمّ مرتین، أو أکثر؟
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma