( لا تزر وازرة وزر اُخرى ):

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 11
سورة فاطر / الآیة 15 ـ 18 شرح برهان الإمکان والوجوب «الفقر والغنى»:

بعد الدعوة المؤکّدة إلى التوحید ومحاربة أىّ شکل من أشکال الشرک وعبادة الأوثان، یحتمل أن یتوهّم البعض فیقول: ما هی حاجة الله لأن یُعبد بحیث یصرّ کلّ هذا الإصرار، ویؤکّد کلّ هذا التأکید على عبادته وحده؟ لذا فإنّ هذه الآیات توضّح هذه الحقیقة وهی أنّنا نحن المحتاجون لعبادته لا هو سبحانه وتعالى، فتقول الآیة الکریمة: (یاأیّها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغنی الحمید ).

فیا له من حدیث مهمّ وقیم ذلک الذی یوضّح موقعنا فی عالم الوجود من خالق الوجود، ویکشف الکثیر من الغموض، ویجیب على الکثیر من الأسئلة.

نعم، فالقائم بذاته غیر المحتاج لسواه، واحد أحد، وهو الله تعالى، وکلّ البشر بل کلّ الموجودات محتاجة إلیه فی جمیع شؤونها وفقیرة إلیه ومرتبطة بذلک الوجود المستقل بحیث لو قطع إرتباطها به لحظة واحدة لأصبحت عدم فی عدم، فکما أنّه غیر محتاج مطلقاً، فإنّ البشر یمثّلون الفقر المطلق، وکما أنّه قائم بذاته، فالمخلوقات کلّها قائمة به تعالى، لأنّه وجود لا متناهی من کلّ ناحیة، وواجب الوجود فی الذات والصفات.

ومع حال کهذه، ما حاجته تعالى لعبادتنا؟! فنحن المحتاجون والفقراء إلى الله ونسلک

سبیل تکاملنا عن طریق عبادته وطاعته، ونقترب بذلک من مصدر الفیض اللامتناهی، ونغترف من أنوار ذاته وصفاته.

وفی الحقیقة فإنّ هذه الآیة توضیح للآیات السابقة حیث یقول تعالى: (ذلکم الله ربّکم له الملک والذین تدعون من دونه ما یملکون من قطمیر ). (1)

وعلیه فإنّ البشر محتاجون له لا لسواه، لذا فیجب علیهم أن لا یطأطئوا رؤوسهم لغیره تعالى، وأن لا یطلبوا حاجاتهم إلاّ منه تبارک اسمه، لأنّ ما سوى الله محتاج إلى الله کحاجتهم إلیه، وحتى أنّ تعظیم أنبیاء الله وقادة الحقّ إنّما هو لأنّهم رسله تعالى وممثّلوه، لا لذواتهم بالاستقلال.

وعلیه فهو «غنی» کما أنّه «حمید» أی إنّه فی عین إستغنائه عن کلّ أحد، فهو رحیم وعطوف وأهل بکل حمد وشکر، وفی عین انّه أرحم الراحمین، فهو غیر محتاج لأحد مطلقاً.

الإلتفات إلى هذه الحقیقة له أثران إیجابیان على المؤمنین، فهی تستنزلهم من مرکب الغرور والأنانیة والطغیان من جانب، وتنبههم إلى أنّهم لا یملکون شیئاً من أنفسهم یستقلّون به، وأنّهم مؤتمنون على کلّ ما فی أیدیهم من جانب آخر، لکی لا یمدّوا ید الحاجة إلى غیره، ولا یضعوا طوق العبودیة لغیر الله فی أعناقهم، وأن یتحرّروا من کلّ تعلّق آخر، ویعتمدوا على همّتهم، وبهذه النظرة الشمولیة یرى المؤمنون أنّ کلّ موجود فی هذا العالم إنّما هو من أشعّة وجوده تعالى، وأن لا ینشغلوا عن (مسبّب الأسباب) بالأسباب ذاتها.

جمع من الفلاسفة عدّوا هذه الآیة إشارةً إلى البرهان المعروف «الإمکان والفقر» أو «الإمکان والوجوب» لإثبات واجب الوجود، مع أنّ الآیة لیست فی مقام بیان الاستدلال على إثبات وجود الله، بل إنّها شرح لصفاته تعالى، ولکن یمکن اعتبار البرهان المذکور من لوازم مفاد هذه الآیة.


1. فاطر، 13.
سورة فاطر / الآیة 15 ـ 18 شرح برهان الإمکان والوجوب «الفقر والغنى»:
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma