بعض المفسّرین ذهب إلى أنّ سبب نزول الآیات المذکورة أعلاه هو ما ورد فی سورة الکهف کمثال، (واضرب لهم مثلا رجلین جعلنا لأحدهما جنّتین من أعناب وحففناهما بنخل وجعلنا بینهما زرعاً... من دون اللّه و ما کان منتصرا... ). (1)
وقد جاء فی هذه الآیات أنّ أحد الشخصین کان متکبّراً ومغروراً جدّاً، إضافةً إلى أنّه کان ینکر المعاد، والآخر کان مؤمن یعتقد بالقیامة، وفیما بعد نزل العذاب الإلهی على الشخص المغرور الکافر وهو فی هذه الدنیا، إذ فقد ثروته وأحاط به البلاء من کلّ جانب (2) .
لکن سیاق آیات بحثنا هذا یختلف مع ما هی علیه آیات سورة الکهف، ویبیّن وجود فارق بین الحادثتین.
ویرى البعض الآخر: إنّها تخصّ شخصین شریکین أو صدیقین کانا یمتلکان ثروة کبیرة، أحدهما کان ینفق بسخاء فی سبیل الله، أمّا الثانی الذی کان لا یؤمن بشیء ـ فقد إمتنع عن الإنفاق، وبعد مدّة من الزمن اُصیب المنفق بفاقة مالیة، وتعرّض لإستهزاء صدیقه، والذی قال له بلغة السخریة، (ءإنّک لمن المصدّقین ) (3) .
فإن کانت أسباب النّزول تخصّ هذه الحادثة، إذاً علینا قراءة کلمة (مصدّقین) بتشدید (الصاد) والتی تعنی هنا دفع الصدقة والإنفاق.
فی حین أنّ المشهور بین القرّاء قراءة کلمة (مصدّقین) بدون تشدید (الصاد) وعلى هذا فإنّ سبب النّزول الآنف الذکر لا یتلاءم والقراءة المشهورة.