هل إنّ آلهتکم قادرة على حل مشاکلکم؟

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 11
سورة الزّمر / الآیة 38 ـ 40 سورة الزّمر / الآیة 41 ـ 44

الآیات السابقة تحدّثت عن العقائد المنحرفة للمشرکین والعواقب الوخیمة التی حلّت بهم، أمّا آیات بحثنا هذا فإنّها تستعرض دلائل التوحید کی تکمل البحث السابق بالأدلة، کما تحدّثت الآیات السابقة عن دعم الباریء عزّوجلّ لعباده وکفایة هذا الدعم، والآیات أعلاه تتابع هذه المسألة مع ذکر الدلیل.

فی البدایة تقول الآیة: (ولئن سألتهم من خلق السّماوات والأرض لیقولنّ الله ).

العقل والوجدان لایقبلان أن یکون هذا العالم الکبیر الواسع بکل هذه العظمة مخلوق من قبل بعض الکائنات الأرضیة، فکیف یمکن للعقل أن یقبل أنّ الأصنام التی لا روح فیها ولا عقل ولا شعور هی التی خلقت هذا العالم، وبهذا الشکل فإنّ القرآن یحاکم اُولئک إلى عقولهم وشعورهم وفطرتهم، کی یثبّت أوّل أسس التوحید فی قلوبهم، وهی مسألة خلق السماوات والأرض.

وفی المرحلة التالیة تتحدّث الآیات عن مسألة الربح والخسارة، وعن مدى تأثیرها على نفع أو ضرر الإنسان، کی تثبت لهم أنّ الأصنام لا دور لها فی هذا المجال، وتضیف (قل

أفرأیتم ما تدعون من دون الله إن أرادنی الله بضرّ هل هنّ کاشفات ضرّه أو أرادنی برحمة هل هنّ ممسکات رحمته ) (1) .

والآن بعد أن اتّضح أنّ الأصنام لیس بإمکانها أن تخلق شیئاً ولا باستطاعتها أن تتدخل فی ربح الإنسان وخسارته، إذن فلم نعبدها ونترک الخالق الأصلی لهذا الکون، والذی له الید الطولى فی کلّ ربح وخسارة، ونمد أیدینا إلى هذه الموجودات الجامدة التی لا قیمة لها ولا شعور؟ وحتى إذا کانت الآلهة ممن تمتلک الشعور کالجن أو الملائکة التی تعبد من قبل بعض المشرکین، فإنّ مثل هذا الإله لیس بخالق ولایمکنه أن یتدخل فی ربح الإنسان وخسارته، وکنتیجة نهائیة وشاملة یقول الباریء عزّوجلّ (قل حسبی الله علیه یتوکّل المتوکّلون ).

آیات القرآن المجید أکّدت ـ ولعدّة مرات ـ على أنّ المشرکین یعتقدون بأنّ الله سبحانه وتعالى هو خالق السموات والأرض (2) . وهذا الأمر یبیّن أنّ الموضوع کان بالنسبة للمشرکین من المسلّمات، وهذا أفضل دلیل على بطلان الشرک، لأنّ توحید خالق الکون والاعتراف بمالکیته وربوبیته أفضل دلیل على (توحید المعبود) ومن کلّ هذا نخلص إلى أنّ التوکّل لا یکون إلاّ على الله فکیف بعبادة غیره؟!

وإذا أمعنا النظر فی المواجهة التی حدثت بین إبراهیم محطم الأصنام والطاغیة نمرود الذی ادّعى الربوبیة والقدرة على إحیاء الناس وإماتتهم، والذی دُهش وتحیر فی کیفیة تنفیذ طلب إبراهیم (علیه السلام) عندما طلب منه أن یجعل الشمس تشرق من المغرب إن کان صادقاً فی ادّعاءاته، مثل هذه الادّعاءات التی یندر وجودها حتى فی أوساط عبدة الأصنام، لا یمکن أن تصدر إلاّ من أفراد ذوی عقول ضعیفة ومغرورة وبلهاء کعقل نمرود.

والملفت للنظر أنّ الضمیر العائد على تلک الآلهة الکاذبة فی هذه الآیات، إنّما جاء بصیغة جمع المؤنث (هنّ، کاشفات، ممسکات) وذلک یعود لأسباب:

أوّلا: إنّ الأصنام المعروفة عند العرب کانت تسمى بأسماء مؤنثة (اللات ومناة والعزى).

ثانیاً: یرید الباریء عزّوجلّ بهذا الکلام تجسید ضعف هذه الآلهة أمامهم، وطبقاً لمعتقداتهم، لأنّهم کانوا یعتقدون بضعف وعجز الإناث.

ثالثاً: لأنّ هناک الکثیر من الآلهة لا روح فیها، وصیغة جمع المؤنث تستخدم عادة بالنسبة إلى تلک الموجودات الجامدة، لذا فقد استفید منها فی آیات بحثنا هذا.

کما یجب الإلتفات إلى أنّ عبارة (علیه یتوکّل المتوکّلون ) تعطی معنى الحصر بسبب تقدّم کلمة (علیه) وتعنی أنّ المتوکلین یتوکلون علیه فقط.

الآیة التالیة تخاطب اُولئک الذین لم یستسلموا لمنطق العقل والوجدان بتهدید إلهی مؤثر، إذ تقول: (قل یا قوم اعملوا على مکانتکم إنّی عامل فسوف تعلمون ) (3) .

ستعلمون بمن سیحل عذاب الدنیا المخزی والعذاب الخالد فی الآخرة (من یأتیه عذاب یخزیه ویحلّ علیه عذاب مقیم ).

وبهذا الشکل فإنّ آخر کلام یقال لاُولئک هو: إمّا أن تستسلموا لمنطق العقل و الشعور وتستجیبوا لنداء الوجدان، أو أن تنتظروا عذابین سیحلان بکم، أحدهمافی الدنیا وهو الذی سیخزیکم ویفضحکم، والثّانی فی الآخرة وهو عذاب دائمی خالد، وهذا العذاب أنتم اعددتموه لأنفسکم، وأشعلتم النیران فی الحطب الذی جمعتموه بأیدیکم.


1. المفسّرون واللغویون یفسّرون (أفرأیتم) بأنّها تعطی معنى (أخبرونی) فی الوقت الذی لا یوجد فیه أی مانع من تفسیرها بمعناها الأصلى وهو رؤیة العین أو القلب.
2. العنکبوت، 61 و63; ولقمان، 31; الزخرف، 9 و87.
3. ما هو أصل کلمة (مکانة)؟ وماذا تعنی؟ أغلب المفسّرین واللغویین قالوا: إنّها تعنی المکان والمنزلة، وهی من مادة (کون) ولأنّها تستخدم کثیراً بمعنى المکان لهذا یتصور أنّ المیم فیها أصلیة، ولذا أصبح جمع تکسیرها (أمکنة) أمّا صاحب (لسان العرب)، فقد ذکر أنّ أصلها (مکنة) و(تمکن) والتی تعنی القدرة والاستطاعة. وعلى أیة حال فإنّ مفهوم الآیة یکون فی الحالة الاولى: ابقوا على مواقفکم، وفی الحالة الثانیة: ابذلوا کلّ ما لدیکم من جهد وطاقة.
سورة الزّمر / الآیة 38 ـ 40 سورة الزّمر / الآیة 41 ـ 44
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma