سؤال مهمّ:

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 11
حزب الله هو المنتصر:سورة الصافات / الآیة 178 ـ 182

وهنا یطرح السؤال التالی، وهو: إن کانت مشیئة الباری عزّوجلّ وإرادته تقضی بتقدیم ید العون للأنبیاء ونصرة المؤمنین، فلِمَ نشاهد إستشهاد الأنبیاء على طول تأریخ الحوادث البشریة، وإنهزام المؤمنین فی بعض الأحیان؟ فإن کانت هذه سنّة إلهیّة لا تقبل الخطأ، فلِمَ هذه الإستثناءات؟

ونجیب على هذا السؤال بالقول:

أوّلا: إنّ الإنتصار له معان واسعة، ولا یعطی فی کلّ الأحیان معنى الإنتصار الظاهری والجسمانی على العدو، فأحیاناً یعنی إنتصار المبدأ، وهذا هو أهمّ إنتصار، فلو فرضنا أنّ رسول الله (صلى الله علیه وآله) کان قد استشهد فی إحدى الغزوات، وشریعته عمّت العالم کلّه، فهل یمکن أن نعبّر عن هذه الشهادة بالهزیمة.

وهناک مثال أوضح وهو الحسین (علیه السلام) وأصحابه الکرام حیث استشهدوا على أرض کربلاء، وکان هدفهم العمل على فضح بنی اُمیّة، الذین ادّعوا أنّهم خلفاء الرّسول، وکانوا فی

حقیقة الأمر یعملون ویسعون إلى إعادة المجتمع الإسلامی إلى عصر الجاهلیة، وقد تحقّق هذا الهدف الکبیر، وأدّى إستشهادهم إلى توعیة المسلمین إزاء خطر بنی اُمیّة وإنقاذ الإسلام من خطر السقوط والضیاع، فهل یمکن هنا القول بأنّ الحسین (علیه السلام)وأصحابه الکرام خسروا المعرکة فی کربلاء؟

المهمّ هنا أنّ الأنبیاء وجنود الله ـ أی المؤمنون ـ تمکّنوا من نشر أهدافهم فی الدنیا واتّبعهم اُناس کثیرون، وما زالوا یواصلون نشر مبادئهم وأفکارهم رغم الجهود المستمرّة والمنسّقة لأعداء الحقّ ضدّهم.

وهناک نوع آخر من الإنتصار، وهو الإنتصار المرحلی على العدو، والذی قد یتحقّق بعد قرون من بدء الصراع، فأحیاناً یدخل جیل معرکة ما ولا یحقّق فیها أی إنتصار، فتأتی الأجیال من بعده وتواصل القتال فتنتصر، کالإنتصار الذی حقّقه المسلمون فی النهایة على الصلیبیین فی المعارک التی دامت قرابة القرنین، وهذا النصر یحسب لجمیع المسلمین.

ثانیاً: یجب أن لا ننسى أنّ وعد الله سبحانه وتعالى بنصر المؤمنین وعد مشروط ولیس بمطلق، وأنّ الکثیر من الأخطاء مصدرها عدم التوجّه إلى هذه الحقیقة، وکلمات (عبادنا) و(جندنا) التی وردت فی آیات بحثنا، وغیرها من العبارات والکلمات المشابهة فی هذا المجال فی القرآن الکریم کعبارة (حزب الله ) (1) و (والّذین جاهدوا فینا ) (2) و (لینصرنّ الله من ینصره ) (3) وأمثالها، توضّح بسهولة شروط النصر.

نحن لا نرید أن نکون مؤمنین ولا مجاهدین ولا جنوداً مخلصین، ونرید أن ننتصر على أعداء الحقّ والعدالة ونحن على هذه الحالة!

نحن نرید أن نتقدّم إلى الإمام فی مسیرنا إلى الله ولکن بأفکار شیطانیة، ثمّ نعجب من إنتصار الأعداء علینا، فهل وفینا نحن بوعدنا حتى نطلب من الله سبحانه وتعالى الوفاء بوعوده.

فی معرکة اُحد وعد الرّسول الأکرم (صلى الله علیه وآله) المسلمین بالنصر، وقد إنتصروا فعلا فی المرحلة الاُولى من المعرکة، إلاّ أنّ مخالفة البعض لأوامر الرّسول وترکهم لمواقعهم لهثاً وراء الغنائم، وسعی البعض الآخر لبثّ الفُرقة والنفاق فی صفوف المقاتلین، أدّى بهم إلى الفشل فی الحفاظ على النصر الذی حقّقوه فی المرحلة الاُولى، وهذا ما أدّى إلى خسرانهم المعرکة فی نهایة الأمر.

وبعد إنتهاء المعرکة جاءت مجموعة إلى رسول الله (صلى الله علیه وآله)، وخاطبته بلهجة خاصّة: ماذا عن الوعد بالنصر والغلبة، فأجابهم القرآن الکریم بصورة لطیفة یمکنها أن تکون شاهداً لحدیثنا، وهی قوله تعالى فی سورة آل عمران الآیة 152: (ولقد صدقکم الله وعده إذ تحسّونهم بإذنه حتى إذا فشلتم وتنازعتم فی الأمر وعصیتم من بعد ما أراکم ما تحبّون منکم من یرید الدنیا ومنکم من یرید الآخرة ثمّ صرفکم عنهم لیبتلیکم ولقد عفا عنکم والله ذو فضل على المؤمنین ).

عبارات (فشلتم) و(تنازعتم) و(عصیتم) التی وردت فی الآیة المذکورة أعلاه، وضّحت بصورة جیّدة أنّ المسلمین فی یوم اُحد تخلّوا عن شروط النصر الإلهی، لذا فشلوا فی الوصول إلى أهدافهم.

نعم، فالباری عزّوجلّ لم یعد کلّ من یدّعی الإسلام وانّه من جند الله وحزب الله بأن ینصره دائماً على أعدائه. الوعد الإلهی مقطوع لمن یرجو من أعماق قلبه وروحه رضى الله سبحانه وتعالى، ویسیر فی النهج الذی وضعه الله، ویتحلّى بالتقوى والأمانة.

ولقد تقدّم نظیر لهذا السؤال فیما یخصّ (الدعاء) و(الوعد الإلهی بالإستجابة) وتطرّقنا للإجابة علیه فیما مضى (4) .

ولمواساة الرّسول الأکرم (صلى الله علیه وآله) والمؤمنین، وللتأکید على أنّ النصر النهائی سیکون حلیفهم، وفی نفس الوقت لتهدید المشرکین، جاءت الآیة التالیة لتقول: (فتولّ عنهم حتى حین ).

نعم، إنّه تهدید مفعم بالمعانی ورهیب فی نفس الوقت، ویمکن أن یکون مصدر إطمئنان للمؤمنین فی أنّ النصر النهائی سیکون حلیفهم، خاصّة أنّ عبارة (حتى حین ) جاءت بصورة غامضة.

فإلى أی مدّة تشیر هذه العبارة؟ إلى زمان الهجرة، أم إلى حین معرکة بدر، أم حتى فتح مکّة، أم أنّها تشیر إلى الزمان الذی تتوفّر فیه شروط الإنتفاضة النهائیة والواسعة للمسلمین ضدّ الطغاة والمتجبّرین؟

بالضبط لا أحد یدری...

وآیات اُخرى وردت فی القرآن الکریم تحمل نفس المعنى، کالآیة 81 من سورة النساء التی تقول: (فاعرض عنهم وتوکّل على الله )، والآیة 91 من سورة الأنعام، قوله تعالى: (قل الله ثمّ ذرهم فی خوضهم یلعبون ).

ویؤکّد القرآن الکریم التهدید الأوّل بتهدید آخر جاء فی الآیة التی تلتها، إذ تقول: انظر إلى لجاجتهم وکذبهم وإعتقادهم بالخرافات، إضافةً إلى حمقهم.

فإنّهم سیرون جزاء أعمالهم القبیحة عن قریب (وأبصرهم فسوف یبصرون ) وسوف ترى فی القریب العاجل إنتصارک وإنتصار المؤمنین وإنکسار وهزیمة المشرکین المذلّة فی الدنیا.

وعن تکرار اُولئک الحمقى لهذا السؤال على رسول الله (صلى الله علیه وآله) أین العذاب الإلهی الذی واعدتنا به؟ وإن کنت صادقاً، فلِمَ هذا التأخیر؟

یردّ القرآن الکریم علیهم بلهجة شدیدة مرافقة بالتهدید، قائلا: اُولئک الذین یستعجلون العذاب وأحیاناً یتساءلون (متى هذا الوعد) وأحیاناً اُخرى یقولون متسائلین (متى هذا الفتح) (أفبعذابنا یستعجلون

فعندما ینزل عذابنا علیهم، ونحیل صباحهم إلى ظلام حالک، فإنّهم فی ذلک الوقت سیفهمون کم کان صباح المنذرین سیّئاً وخطیراً (فإذا نزل بساحتهم فساء صباح المنذرین ) (5) .

استخدام عبارة (ساحة) والتی تعنی فناء البیت أو الفضاء الموجود فی وسط البیت، جاء لیجسّم لهم نزول العذاب فی وسط حیاتهم، وکیف أنّ حیاتهم الطبیعیّة ستتحوّل إلى حیاة موحشة ومضطربة.

عبارة (صباح المنذرین ) تشیر إلى أنّ العذاب الإلهی سینزل صباحاً على هؤلاء القوم اللجوجین والمتجبّرین، کما نزل صباحاً على الأقوام السابقة، أو أنّها تعطی هذا المعنى، وهو أنّ کلّ الناس ینتظرون أن یبدأ صباحهم بالخیر والإحسان، إلاّ أنّ هؤلاء ینتظرهم صباح حالک الظلمة. أو أنّها تعنی وقت الإستیقاظ فی الصباح، أی إنّهم یستیقظون فی وقت لم یبق لهم فیه أی طریق للنجاة من العذاب، وأنّ کلّ شیء قد إنتهى.


1. المجادلة، 22.
2. العنکبوت، 69.
3. الحج، 40.
4. راجع ذیل الآیة 186 من سورة البقرة.
5. فی الکلام حذف تقدیره (فساء الصباح صباح المنذرین).
حزب الله هو المنتصر:سورة الصافات / الآیة 178 ـ 182
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma