المشهور بین علماء المسلمین أنّه یتمّ مرّتین فقط، وظاهر الآیة یوضّح هذا أیضاً، کما أنّ مراجعة آیات القرآن الاُخرى تبیّن أنّ هناک نفختین فقط، لکن البعض قال: إنّها ثلاث نفخات، والبعض الآخر قال: إنّها أربع.
وبهذا الشکل فالنفخة الاُولى یقال لها نفخة (الفزع)، وهذه العبارة وردت فی الآیة 87 من سورة النمل (ویوم ینفخ فی الصّور ففزع من فی السّماوات ومن فی الأرض ).
والنفختان الثانیة والثّالثة یعتبرونها للإماتة والإحیاء، والتی أشیر إلیها فی آیات بحثنا وفی آیات قرآنیة اُخرى، أولاهما یطلقون علیها نفخة (الصعق) (الصعق تعنی فقدان الإنسان حالة الشعور، أی یغشى علیه، وتعنی أیضاً الموت) والثانیة یطلق علیها نفخة (القیام).
أمّا الذین احتملوا أنّ النفخات أربع، فیبدو أنّهم استشفّوا ذلک من الآیة 53 من سورة یس والتی تقول بعد نفخة الإحیاء (إن کانت صیحة واحدة فإذا هم جمیع لدینا محضرون )وهذه النفخة هی (لجمعهم وإحضارهم).
والحقیقة أنّه لیس هناک أکثر من نفختین، ومسألة الفزع والرعب العام فی الواقع هی مقدمة لموت جمیع البشر والذی یتم بعد النفخة الاُولى أو الصیحة الاُولى، کما أنّ نفخة الجمع هی تتمة لنفخة الإحیاء والبعث، وبهذا الشکل فلا یوجد أکثر من نفختین (نفخة الموت) و(نفخة الإحیاء)، وهناک شاهد آخر على هذا القول وهو الآیتان 6 و7 من سورة النازعات، اللتان تقولان: (یوم ترجف الرّاجفة * تتبعها الرّادفة ).
