2ـ اصحاب الأحمال الثقیلة

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 11
1ـ باب التوبة مفتوح للجمیعسورة الزّمر / الآیة 56 ـ 59

بعض المفسّرین أوردوا أسباباً متعددة لنزول الآیات آنفة الذکر، ویحتمل أن تکون جمیعها من قبیل التطبیق ولیس من قبیل أسباب النّزول.

منها قصّة (وحشی) الذی إرتکب أفظع جریمة فی ساحة معرکة أحد، عندما قتل حمزة عمّ النّبی (صلى الله علیه وآله) غدراً، وقد کان حمزة قائداً شجاعاً کرّس کلّ حیاته فی سبیل الدفاع عن النّبی الکریم. وبعبارة اُخرى: إنّه کان درعاً للرسول (صلى الله علیه وآله). فبعد أن بلغ الإسلام أوج عظمته وانتصر المسلمون على أعدائهم، أراد وحشی أن یدخل الدین الإسلامی، ولکنّه کان خائفاً من عدم قبول إسلامه، ولمّا أسلم قال له النّبی (صلى الله علیه وآله): «أوحشی؟» قال: نعم، قال: «أخبرنی کیف قتلت عمی» فأخبره، فبکى (صلى الله علیه وآله)، وقال: «غیب وجهک عنّی فإنّی لا أستطیع النظر إلیک» فلحق بالشام فمات فی الخمر (1) ، (أرض الخمر) وهنا تساءل أحدهم: هل أنّ هذه الآیة تخصّ وحشیاً فقط أم تشمل کلّ المسلمین فأجاب رسول الله (صلى الله علیه وآله): إنّها تشمل الجمیع .

ومنها قصّة النبّاش، قال: دخل معاذ بن جبل على رسول الله باکیاً فسلّم فردّ علیه السلام ثمّ قال: «ما یبکیک، یا معاذ؟» فقال: یا رسول الله، إنّ بالباب شاباً طریّ الجسد نقی اللون حسن الصورة یبکی على شبابه بکاء الثکلى على ولدها یرید الدخول علیک.

فقال النّبی (صلى الله علیه وآله): «ادخل علیّ الشاب یا معاذ» فأدخله علیه فسلّم فردّ علیه السلام قال:

«ما یبکیک یا شاب؟».

قال: کیف لا أبکی وقد رکبت ذنوباً، إن أخذنی الله عزّوجلّ ببعضها أدخلنی نار جهنم؟ ولا أرانی إلاّ سیأخذنی بها ولا یغفر لی أبداً.

فقال رسول الله (صلى الله علیه وآله): «هل أشرکت بالله شیئاً؟».

قال: أعوذ بالله أن أشرک بربّی شیئاً.

قال: «أقتلت النفس التی حرّم الله؟».

قال: لا.

فقال النّبی (صلى الله علیه وآله): «یغفر الله لک ذنوبک، وإن کانت مثل الجبال الرواسی».

فقال الشاب: فإنّها أعظم من الجبال الرواسی.

فقال النّبی (صلى الله علیه وآله): «یغفر الله لک ذنوبک، وإن کانت مثل الأرضین السبع وبحارها ورمالها وأشجارها وما فیها من الخلق».

قال: فإنّها أعظم من الأرضین السبع وبحارها ورمالها وأشجارها وما فیه من الخلق.

فقال النّبی (صلى الله علیه وآله): «یغفر الله ذنوبک وإن کانت مثل السماوات ونجومها ومثل العرش والکرسی».

قال: فإنّها أعظم من ذلک.

قال: فنظر النّبی (صلى الله علیه وآله) إلیه کهیئة الغضبان ثمّ قال: «ویحک یا شاب ذنوبک أعظم أم ربّک؟».

فخّر الشاب لوجهه وهو یقول: سبحان ربّی ما شیء أعظم من ربّی، ربّی أعظم یا نبیّ الله من کلّ عظیم.

فقال النّبی (صلى الله علیه وآله): «فهل یغفر الذنب العظیم إلاّ الربّ العظیم».

قال الشاب: لا والله یا رسول الله، ثمّ سکت الشاب فقال له النّبی (صلى الله علیه وآله): «ویحک یا شاب ألا تخبرنی بذنب واحد من ذنوبک؟».

قال: بلى، أخبرک: إنّی کنت أنبش القبور سبع سنین، أخرج الأموات وأنزع الأکفان، فماتت جاریة من بعض بنات الأنصار فلمّا حملت إلى قبرها ودفنت وانصرف عنها أهلها وجنّ علیهم اللیل، أتیت قبرها فنبشتها ثمّ استخرجتها ونزعت ما کان علیها من أکفانها وترکتها متجرّدة على شفیر قبرها ومضیت منصرفاً، فأتانی الشیطان فأقبل یزیّنها لی... ولم أملک نفسی حتى جامعتها وترکتها مکانها، فاذا أنا بصوت من ورائی یقول: یا شاب ویل

لک من دیّان یوم الدین،... فما أظن أنّی أشم رائحة الجنّة أبداً فما ترى یا رسول الله.

فقال النّبی (صلى الله علیه وآله): تنحى عنّی یا فاسق; إنّی أخاف أن أحترق بنارک، فما أقربک من النّار!...

فذهب فأتى المدینة فتزوّد منها ثمّ أتى بعض جبالها متعبّداً فیها، ولبس مسحاً وغلّ یدیه إلى عنقه، ونادى: یا ربّ هذا عبدک (بهلول) بین یدیک مغلول... ثمّ قال: اللّهم ما فعلت فی حاجتی إن کنت استجبت دعائی وغفرت خطیئتی فأوح إلى نبیّک، وإن لم تستجب لی دعائی...، فأنزل الله تبارک وتعالى على نبیّه (صلى الله علیه وآله) (والّذین إذا فعلوا فاحشة... ) (2) .

الظاهر أنّ تلاوة جبرائیل لهذه الآیة هنا لم تکن لأوّل مرّة کی تعدّ من أسباب النّزول، وإنّما هی آیة مکررة ونزلت من قبل، وتکرارها إنّما هو للتأکید وجلب الإنتباه أکثر، وإعلان عن قبول توبة ذلک الرجل المذنب. ونکرر مرّة اُخرى: إنّ مثل اُولئک الأشخاص الذین یحملون على أکتافهم ذنوباً ثقیلة علیهم أداء واجبات کثیرة لمحو آثار الماضى.

وقد ذکر «الفخر الرازی» أسباباً اُخرى لنزول هذه الآیات إذ قال: إنّها نزلت فی أهل مکّة حیث قالوا: یزعم محمّد أنّ من عبد الأوثان وقتل النفس لم یغفر له، وقد عبدنا وقتلنا، فکیف نسلم؟! (3)


1. سفینة البحار، ج 2، ص 637، مادة (وحش) والتفسیر الکبیر، ج 27، ص 4، وتفسیر نور الثقلین، ج 4،ص 493.
2. بحار الأنوار، ج 6، ص 24 (طبع بیروت).
3. التّفسیر الکبیر، ج 27، ص 4 ذیل الآیات مورد البحث.
1ـ باب التوبة مفتوح للجمیعسورة الزّمر / الآیة 56 ـ 59
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma