مصیر أئمّة الضلال وأتباعهم:

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 11
سورة الصافات / الآیة 33 ـ 40 بحث

الآیات السابقة بحثت موضوع التخاصم الذی یدور بین أئمّة الضلال وتابعیهم یوم القیامة قرب جهنّم، أمّا الآیات أعلاه فقد وضّحت ـ فی موضع واحد ـ مصیر المجموعتین، وشرحت أسباب تعاستهم بشکل یشخّص المرض ویصف الدواء الخاص لمعالجته.

ففی البدایة تقول: إنّ التابع والمتبوع والإمام والمأموم مشترکون فی ذلک الیوم بالعذاب الإلهی (فإنّهم یومئذ فی العذاب مشترکون ).

وبالطبع فإنّ إشتراکهم فی العذاب لا یمنع من وجود إختلاف فی المکان الذی سیلقون منه فی جهنّم، إضافةً إلى اختلاف نوع العذاب الإلهی. إذ من الطبیعی أنّ الذی یتسبّب فی انحراف الآلاف من البشر لا یتساوى عذابه مع فرد ضالّ عادی، وهذه الآیة تشبه الآیة 48 فی سورة غافر والتی یقول فیها المستکبرون لضعفاء الإیمان بعد محاججة ومخاصمة تجری فیما بینهم: إنّنا جمیعاً فی جهنّم، لأنّ الله قد حکم بالعدل بین العباد (قال الذین استکبروا إنّا کلّ فیها إنّ الله قد حکم بین العباد ).

وهذه الآیة لا تنافی الآیة 13 من سورة العنکبوت، والتی یقول فیها الباری عزّوجلّ (ولیحملنّ أثقالهم وأثقالا مع أثقالهم ) أی إنّهم یحملون یوم القیامة أحمالهم الثقیلة، وأحمالا

اُخرى اُضیفت إلى أحمالهم الثقیلة، وذلک أثر إغوائهم وإضلالهم للآخرین وتشجیعهم على إرتکاب الذنب.

وللتأکید أکثر على تحقّق العذاب تقول الآیة التی تلتها (إنّا کذلک نفعل بالمجرمین ) إنّ هذه هی سنّتنا، السنّة المستمدّة من قانون العدالة.

ثمّ توضّح السبب الرئیسی الکامن وراء تعاسة اُولئک، وتقول: (إنّهم کانوا إذا قیل لهم لا إله إلاّ الله یستکبرون ).

نعم، إنّ التکبّر والغرور، وعدم الإنصیاع للحقّ، والعمل بالعادات الخاطئة والتقالید الباطلة بإصرار ولجاجة، والنظر إلى کلّ شیء باستخفاف واستحقار، تؤدّی جمیعاً إلى إنحراف الإنسان.

فروح الإستکبار یقابلها الخضوع والاستسلام للحقّ والذی هو الإسلام الحقیقی، الاستکبار الذی هو أساس الظلم و الظلام، فیما أنّ الخضوع والإستسلام هو أساس السعادة والهناء.

والذی یثیر الإهتمام أنّ بعض آیات القرآن الکریم توضّح بصورة مباشرة العذاب الإلهی الذی سیعذّب به المستکبرون (فالیوم تجزون عذاب الهون بما کنتم تستکبرون فی الأرض بغیر الحقّ ). (1)

لکن هؤلاء برّروا إرتکابهم للذنوب الکبیرة بتبریرات أسوأ من ذنوبهم، کقولهم: هل نترک آلهتنا وأصنامنا من أجل شاعر مجنون (ویقولون أئنا لتارکوا آلهتنا لشاعر مجنون ).

لقد أطلقوا على النّبی الأکرم (صلى الله علیه وآله) کلمة (شاعر) لأنّ کلامه کان ینفذ إلى قلوبهم ویحرّک عواطفهم، فأحیاناً کان یتکلّم إلیهم بکلام یفوق أفضل الأشعار وزناً، فی الوقت الذی لم یکن حدیثه شعراً، وکانوا یعتبرونه (مجنوناً) لکونه لم یتلوّن بلون المحیط الذی یعیش فیه، ووقف موقفاً صلباً أمام العقائد الخرافیة التی یعتقد بها المجتمع المتعصّب حینذاک، الموقف الذی اعتبره المجتمع الضالّ فی ذاک الوقت نوع من الإنتحار الجنونی، فی الوقت الذی کان أکبر فخر لرسول الله (صلى الله علیه وآله)، هو عدم إستسلامه للوضع السائد حینذاک.

وهنا تدخل القرآن لردّ إدّعاءاتهم التافهة والدفاع عن مقام الوحی ورسالة النّبی (صلى الله علیه وآله)، عندما قال: (بل جاء بالحقّ وصدّق المرسلین ).

فمحتوى کتابه من جهة، وتوافق دعوته مع دعوات الأنبیاء السابقین من جهة اُخرى، هی خیر دلیل على صدق حدیثه.

وأمّا أنتم أیّها المستکبرون الضالّون، فإنّکم ستذوقون العذاب الإلهی الألیم (إنّکم لذائقوا العذاب الألیم ).

ولا تتصوّروا أنّ الله منتقم، وأنّه یرید الإنتقام لنبیّه منکم، کلاّ لیس کذلک (وما تجزون إلاّ ما کنتم تعملون ).

وحقیقة الأمر أنّ أعمالکم سوف تتجسّد أمامکم، لتبقى معکم لتؤذیکم وتعذّبکم، وجزاؤکم إنّما هو نتیجة أعمالکم وتکبّرکم وکفرکم وعدم إیمانکم بالله وزعمکم بأنّ آیات الله هی (شعر) ورسوله (مجنون) إضافةً إلى ظلمکم وإرتکابکم القبائح.

آخر آیة فی هذا البحث، والتی هی ـ فی الحقیقة ـ مقدّمة للبحث المقبل، تستثنی مجموعة من العذاب، وهی مجموعة عباد الله المخلصین (إلاّ عباد الله المخلصین ) (2) .

وکلمة (عباد الله ) یمکنها لوحدها أن تبیّن إرتباط هذه المجموعة بالله سبحانه وتعالى، وعندما تضاف إلیها کلمة (مخلصین) فإنّها تعطی لتلک الکلمة عمقاً وحیاةً، و«مخلَص» (بفتح اللام) جاءت بصیغة اسم مفعول، وتعنی الشخص الذی أخلصه الله سبحانه وتعالى لنفسه، أخلصه من کلّ أشکال الشرک والریاء ومن وساوس الشیاطین وهوى النفس.

نعم فهذه المجموعة لا تحاسب على أعمالها، وإنّما یعاملها الله سبحانه وتعالى بفضله وکرمه، ویمنحها من الثواب بغیر حساب.


1. الأحقاف، 20.
2. العبارة هذه (استثناء منقطع) من ضمیر (تجزون) أو (لذائقو).
سورة الصافات / الآیة 33 ـ 40 بحث
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma