یونس فی بوتقة الإمتحان:

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 11
سورة الصافات / الآیة 139 ـ 148 1ـ عرض موجز لحیاة یونس (علیه السلام)

الحدیث هنا عن قصّة نبی الله «یونس» (علیه السلام) وقومه التائبین، والتی هی سادس وآخر قصّة تتناول قصص الأنبیاء والاُمم السابقة، والذی یلفت النظر أنّ القصص الخمس التی تحدّثت عن قوم (نوح) و(إبراهیم) و(موسى وهارون) و(الیاس)(لوط) أشارت إلى أنّ تلک الأقوام لم تصغ لنصائح الأنبیاء الذین بعثوا إلیها وبقیت غارقة فی نومها، فعمّها العذاب الإلهی، فیما أنقذ الله سبحانه وتعالى الأنبیاء العظام الذین أرسلهم إلى تلک الأقوام مع القلّة القلیلة ممّن اتّبعهم.

إلاّ أنّ قضیّة نبی الله یونس تنتهی أحداثها بشکل معاکس لما إنتهت إلیه تلک القصص، إذ إنّ قوم یونس صحوا من غفلتهم وتابوا إلى الله فور مشاهدتهم دلائل العذاب الإلهی الذی سیحلّ لهم إن لم یؤمنوا، وأنّ الله شملهم بلطفه وأنزل علیهم برکاته المادیّة والمعنویة، وفی المقابل فإنّ نبی الله یونس إبتلی ببعض الإبتلاءات والمشاکل لأنّه تعجّل فی ترک قومه وهجره إیّاهم، حتى أنّ القرآن المجید أطلق علیه کلمة (أبق) والتی تعنی هرب العبد من مولاه!

وهذه القصّة بمثابة خطاب موجّه لمشرکی قریش، وإلى کلّ البشر على طول التاریخ، جاء فیه: هل تریدون أن تکونوا کالأقوام الخمسة الماضیة، أم کقوم یونس؟ وهل ترغبون فی أن تکون عاقبتکم الشؤم والألم؟ أما ترغبون فی أن تنتهی عواقبکم بخیر وسعادة؟ اعلموا أنّ ذلک مرتبط بما تعزمون علیه.

على أیّة حال، فإنّ ذکر هذا النّبی العظیم وقصّته مع قومه، وردت فی سور متعدّدة من سور القرآن المجید (منها سورة الانبیاء، ویونس، والقلم، وفی هذه السورة أی الصافات) وعکست کلّ واحدة منها جوانب من أوضاعه وحیاته، وسورة «الصافات» هذه تسلّط الأضواء أکثر على قضیّة هرب یونس وإبتلاءه، ومن ثمّ نجاته من بطن الحوت.

فی البدایة، وکما تعوّدنا فی القصص السابقة، فإنّ الحدیث یکون عن مقام رسالته، إذ تقول الآیة: (وإنّ یونس لمن المرسلین ).

نبی الله «یونس» (علیه السلام) کسائر الأنبیاء العظام بدأ بالدعوة إلى توحید الله ومجاهدة عبدة الأصنام، ومن ثمّ محاربة الأوضاع الفاسدة التی کانت منتشرة فی مجتمعه آنذاک، إلاّ أنّ قومه المتعصّبین الذین کانوا یقلّدون أجدادهم الأوائل رفضوا الإستجابة لدعوته.

استمرّ یونس (علیه السلام) بوعظ قومه بقلب حزین لأجلهم، مریداً لهم الخیر وکأنّه أب رحیم لهم، فی حین کانوا یواجهون منطقه الحکیم بالسفسطة والمغالطة، عدا مجموعة قلیلة منهم، یحتمل أن لا تتعدّى الشخصین (أحدهما یسمّى بالعابد والثانی بالعالم) آمنت برسالته.

وبعد فترة طویلة من دعوته إیّاهم إلى عبادة الله وترک عبادة الأصنام، یئس یونس من هدایتهم، وکما جاء فی بعض الروایات، فإنّ یونس (علیه السلام) وطبقاً لإقتراح الرجل العابد، مع ملاحظة أوضاع وأحوال قومه الضالّین، قرّر الدعاء علیهم (1) .

وبالفعل فقد دعا علیهم، فنزل علیه الوحی وحدّد له وقت حلول العذاب الإلهی بهم، ومع حلول موعد نزول العذاب، رحل یونس ـ بمعیّة الرجل العابد ـ عن قومه وهو غاضب علیهم، ووصل إلى ساحل البحر، وشاهد سفینة عند الساحل غاصّة بالرکاب فطلب منهم السماح له بالصعود إلیها.

وهذا ما أشارت إلیه الآیة التالیة، حیث قالت: (إذ أبق إلى الفلک المشحون ).

کلمة «أبق» مشتقّة من (إباق) والتی تعنی فرار العبد من سیّده، إنّها لعبارة عجیبة، إذ تبیّن أنّ ترک العمل بالأولى من قبل الأنبیاء العظام ذوی المقام الرفیع عند الله، مهما کان بسیطاً فإنّه یؤدّی إلى أن یتّخذ الباری عزّوجلّ موقفاً معاتباً ومؤنّباً للأنبیاء، کإطلاق کلمة (الآبق) على نبیّه.

ومن دون أی شکّ فإنّ نبی الله یونس (علیه السلام)، معصوم عن الخطأ، ولکن کان الأجدر به أن یتحمّل آلاماً اُخرى من قومه، وأن یبقى معه حتى اللحظات الأخیرة قبل نزول العذاب، عسى أن یستیقظوا من غفلتهم ویتوبوا إلى الله سبحانه وتعالى.

حقّاً إنّه دعا قومه إلى توحید الله أربعین عاماً ـ وفق ما ورد فی بعض الروایات ـ ولکن کان من الأجدر به أن یضیف عدّة أیّام أو عدّة ساعات إلى ذلک الوقت ببقائه معهم، لذلک فعندما ترک قومه وهجرهم شبّهه القرآن بالعبد الآبق.

ووفق ما ورد فی الرّوایات، فقد صعد یونس (علیه السلام) إلى السفینة، ثمّ إنّ حوتاً ضخماً وقف أمام السفینة، فاتحاً فمه وکأنّه یطلب الطعام، فقال رکّاب السفینة أنّ هناک شخصاً مذنباً معنا یجب أن یکون طعام هذا الحوت، ولم یجدوا سبیلا سوى الإقتراع لتحدید الشخص الذی یرمى للحوت، وعندما إقترعوا خرج اسم یونس، وطبقاً للروایة فإنّهم اقترعوا ثلاث مرّات وفی کلّ مرّة کان یخرج اسم یونس (علیه السلام)، فأمسکوا بیونس وقذفوه فی فم الحوت العظیم، وقد أشار القرآن المجید فی آیة قصیرة إلى هذه الحادثة، قال تعالى: (فساهم فکان من المدحضین ).

«ساهم» من مادّة (سهم) وتعنی إشتراکه فی الإقتراع، فالإقتراع تمّ على ظهر السفینة بالشکل التالی، کتبوا اسم کلّ راکب على (سهم) ثمّ خلطوا الأسهم وسحبوا سهماً واحداً، فخرج السهم الذی یحمل اسم یونس (علیه السلام).

(مدحض) مشتقّة من (دَحْض) وتعنی إبطال مفعول الشیء أو إزالته أو التغلّب علیه، والمراد هنا أنّ إسمه ظهر فی عملیة الإقتراع من بین بقیّة الأسماء.

وورد بهذا الشأن تفسیر آخر یقول: إنّ إعصاراً هبّ فی البحر عرّض السفینة ومن فیها من الرکّاب للخطر بسبب ثقل حمولتها، ولم یکن لهم سبیل للنجاة سوى تخفیف وزن السفینة من خلال إلقاء بعض رکّابها فی وسط البحر، وعندما اقترعوا على من یرمونه فی الماء خرج اسم یونس، وبعد رمیه فی البحر إبتلعه حوت عظیم.

وقال القرآن الکریم: (فالتقمه الحوت وهو ملیم ) أی إنّ حوتاً عظیماً التقمه وهو مستحقّ للملامة.

«التقم» مشتقّة من (الإلتقام) وتعنی (البلع).

(ملیم) من مادّة (لوم) وتعنی التوبیخ والعتب (وعندما تأتی بصفة الفعل فإنّها تعطی معنى إستحقاق الملامة).

ومن المسلّم أنّ هذه الملامة لم تکن بسبب إرتکابه ذنباً کبیراً أو صغیراً وإنّما بسبب ترکه العمل بالأولى، وإستعجاله فی ترک قومه وهجرانهم.

وبعد أن ابتلعه الحوت أعطى الله سبحانه وتعالى أمراً تکوینیاً إلى الحوت أن لا تلحق الأذى بیونس، إذ إنّ علیه أن یقضی فترة فی السجن الذی لم یسبق له مثیل، کی یدرک ترکه العمل بالأولى، ویسعى لإصلاحه.

وورد فی إحدى الرّوایات أنّ «أوحى الله إلى الحوت: لا تکسر منه عظماً  ولا تقطع له وصلا» (2) .

یونس (علیه السلام) إنتبه بسرعة للحادث، وتوجّه على الفور إلى الله سبحانه وتعالى وتکامل وجوده مستغفراً الله على ترکه العمل بالأولى، وطالباً العفو منه.

ونقلت الآیة 87 فی سورة الأنبیاء صورة توجّه یونس (علیه السلام) بالدعاء الذی یسمّیه أهل العرفان بالیونسیة، قال تعالى: (فنادى فی الظلمات أن لا إله إلاّ أنت سبحانک إنّی کنت من الظالمین ).

أی إنّه نادى من بطن الحوت بأن لا معبود سواک، وأنّنی کنت من الظالمین، إذ ظلمت نفسی وإبتعدت عن باب رحمتک.

إعتراف یونس الخالص بالظلم، وتسبیحه الله المرافق للندم أدّى مفعوله، إذ إستجاب الله له وأنقذه من الغمّ، کما جاء فی الآیة 88 من سورة الأنبیاء، (فاستجبنا له ونجّیناه من الغمّ وکذلک ننجی المؤمنین ).

ونلاحظ الآن ماذا تقول الآیات بشأن یونس (علیه السلام)، قال تعالى: (فلولا أنّه کان من المسبّحین * للبث فی بطنه إلى یوم یبعثون ) أی لو لم یکن من المسبّحین لأبقیناه فی بطن الحوت حتى یوم القیامة، ویعنی تبدیل سجنه المؤقّت إلى سجن دائم، ومن ثمّ تبدیل سجنه الدائم إلى مقبرة له.

وبخصوص بقاء یونس فی بطن الحوت حتى یوم القیامة (على فرض أنّه ترک تسبیح الله والتوبة إلیه) فهل أنّه یعنی بقاءه حیّاً أم میّتاً، المفسّرون ذکروا بهذا الشأن احتمالات متعدّدة منها:

أوّلا: بقاء الإثنین ـ أی یونس والحوت ـ أحیاء، ویونس یبقى إلى یوم القیامة مسجوناً فی بطن الحوت.

ثانیاً: وفاة یونس، وبقاء الحوت حیّاً باعتباره قبراً متحرکاً لجثّة یونس.

ثالثاً: وفاة الإثنین، وهنا یکون بطن الحوت قبراً لیونس، والأرض قبراً للحوت، حیث یدفن فی قلب الحوت، والحوت یدفن فی باطن الأرض إلى یوم القیامة.

الآیة مورد البحث لا تدلّ على أی من الاحتمالات التی ذکرناها، فهناک آیات عدیدة فی القرآن الکریم تؤکّد موت الجمیع فی آخر الزمان، لذا فإنّ بقاء یونس أو الحوت أحیاء حتى یوم القیامة غیر ممکن، وبهذا یعدّ الاحتمال الثالث أقرب الاحتمالات إلى الواقع (3) .

وهناک احتمال آخر یقول: إنّ هذه العبارة هی کنایة عن طول المدّة، وتعنی أنّه سیبقى لمدّة طویلة فی هذا السجن.

ولا ننسى أنّ هذه الاُمور کان یمکن أن تتحقّق لو أنّه کان قد ترک تسبیح الله والتوبة إلیه، ولکن الذی حدث أنّ تسبیحه وتوبته جعلاه مشمولا بالعفو الإلهی.

ویضیف القرآن، وقد ألقینا به فی منطقة جرداء خالیة من الأشجار والنباتات، وهو مریض (فنبذناه بالعراء وهو سقیم ).

فالحوت الضخم لفظ یونس ـ الذی لم یکن غذاءً صالحاً لذلک الحوت ـ على ساحل خال من الزرع والنبات، والواضح أنّ ذلک السجن العجیب أثّر على سلامة وصحّة جسم یونس، إذ أنّه تحرّر من هذا السجن وهو منهار ومعتل.

إنّنا لا نعلم کم أمضى یونس من الوقت فی بطن الحوت، فمن المسلّم به أنّه لا یمکن تجنّب المؤثّرات هناک مهما کانت الفترة الزمنیة التی قضاها فی بطن الحوت، صحیح أنّ الأمر الإلهی کان قد صدر فی أن لا یهضم یونس داخل بطن الحوت، ولکن هذا لا یعنی أن لا یتأثّر بعض الشیء بمؤثّرات ذلک السجن، لذا فقد کتب بعض المفسّرین أنّ یونس خرج من بطن الحوت وکأنّه فرخ دجاجة ضعیف وهزیل جدّاً لا یمتلک القدرة على الحرکة.

مرّة اُخرى شمله اللطف الإلهی، لأنّ جسمه کان مریضاً ومتعباً، وکلّ عضو من أعضاء جسمه کان مرهقاً وعاجزاً، وکانت حرارة الشمس تؤذیه، فیحتاج إلى ظلّ لطیف یظلّل جسده. والقرآن هنا یکشف عن هذا اللطف الإلهی بالقول، إنّنا أنبتنا علیه شجرة قرع لیستظلّ بأوراقها العریضة والرطبة (وأنبتنا علیه شجرة من یقطین ).

(الیقطین) تعنی ـ کما قال أصحاب اللغة والتّفسیر ـ کلّ نبات لا ساق له وله أوراق کبیرة، مثل نبات البطّیخ والقرع والخیار وما یشابهها. ولکن الکثیر من المفسّرین ورواة الحدیث أعلنوا بأنّ المقصود من (الیقطین) هو (القرع)، والذی یجب الإلتفات إلیه أنّ کلمة «الشجرة» فی اللغة العربیة تطلق على النباتات التی لها ساق وأغصان والتی لیس لها ساق وأغصان، وبعبارة اُخرى: تشمل کلّ الأشجار والنباتات، ونقلوا حدیثاً لرسول الله (صلى الله علیه وآله)، قالوا فیه: إنّ شخصاً سأل رسول الله (صلى الله علیه وآله): إنّک تحبّ القرع؟ فأجاب رسول الله (صلى الله علیه وآله): «أجل هی شجرة أخی یونس» (4) .

وقیل: إنّ أوراق شجرة القرع، إضافةً إلى أنّها کانت کبیرة ورطبة جدّاً ویمکن الاستفادة منها کظلّ جیّد، فإنّ الذباب لا یتجمّع حول هذه الأوراق، ولهذا فإنّ یونس (علیه السلام) التصق بتلک الأوراق کی یرتاح من حرقة الشمس ومن الحشرات فی نفس الوقت، إذ إنّ بقاءه فی داخل بطن الحوت أدّى إلى أن یصبح جلده رقیقاً جدّاً وحسّاساً، بحیث یتألّم إن استقرّت علیه حشرة.

ویحتمل أنّ الباری عزّوجلّ یرید من هذه المرحلة إکمال الدرس الذی أعطاه لیونس فی بطن الحوت، إذ کان علیه أن یحسّ بتأثیر حرارة الشمس على جلده الرقیق، کی یبذل جهداً وسعیاً أکثر ـ عندما یتسلّم القیادة فی المستقبل ـ لإنقاذ اُمّته من نار جهنّم، وقد ورد هذا المضمون فی روایات متعدّدة (5) .

نترک الحدیث عن یونس ونعود إلى قومه، فبعد أن ترک یونس قومه وهو غضبان، ظهرت لقومه دلائل تبیّن لهم قرب موعد الغضب الإلهی، هذه الدلائل هزّت عقولهم بقوّة وأعادتهم إلى رشدهم، ودفعتهم إلى اللجوء للشخص (العالم) الذی کان آمن بیونس وما زال موجوداً فی المدینة، واتّخاذه قائداً لهم لیرشدهم إلى طریق التوبة.

وورد فی روایات اُخرى أنّهم خرجوا إلى الصحراء، وفرّقوا بین المرأة وطفلها، وحتى بین الحیوانات وأطفالها، وجلسوا یبکون وینتحبون بأعلى أصواتهم، داعین الله سبحانه وتعالى بإخلاص أن یتقبّل توبتهم ویغفر ذنوبهم وتقصیرهم بعدم اتّباعهم نبی الله یونس.

وهنا أزاح الله عنهم سُحُب العذاب وأنزلها على الجبال، وهکذا نجا قوم یونس التائبون المؤمنون بلطف الله (6) .

بعد هذا عاد یونس إلى قومه لیرى ماذا صنع بهم العذاب الإلهی؟ ولکن ما إن عاد إلى قومه حتى فوجىء بأمر أثار عنده الدهشة والعجب، وهو أنّه ترک قومه فی ذلک الیوم یعبدون الأصنام، وهم الیوم یوحّدون الله سبحانه.

القرآن یقول هنا: (وأرسلناه إلى مائة الف أو یزیدون ) کانوا قد آمنوا بالله، واُغدقت علیهم النعم الإلهیّة المادیة والمعنویة لمدّة معیّنة، (فآمنوا فمتّعناهم إلى حین ).

وبالطبع فإنّهم بعد توبتهم کانوا یتمتّعون بإیمان بسیط، وقد إزداد بعد عودة یونس إلیهم، أی إزداد إیمانهم بالله وبرسوله یونس، وأخذوا ینفّذون تعلیماته وأوامره.

ویتبیّن من آیات القرآن الکریم أنّ یونس (علیه السلام) بعث من جدید إلى قومه السابقین، أمّا الذین قالوا: إنّه بعث إلى قوم آخرین، فقولهم لا یتناسب مع ظاهر الآیات.

لأنّنا نقرأ من جهة قوله تعالى: (فآمنوا فمتّعناهم إلى حین ) یعنی أنّ القوم الذین بعثنا إلیهم یونس کانوا قوماً مؤمنین، وأنّنا قد أغدقنا علیهم النعم لمدّة محدودة. ومن جهة اُخرى، فقد ورد نفس هذا التعبیر فی سورة یونس بشأن قومه السابقین، وذلک فی الآیة 98 (فلولا کانت قریة آمنت فنفعها إیمانها إلاّ قوم یونس لمّا آمنوا کشفنا عنهم عذاب الخزی فی الحیاة الدنیا ومتّعناهم إلى حین ).

ومن هنا یتّضح أنّ المراد من (إلى حین ) هو لفترة معیّنة، أی إلى نهایة حیاتهم وحلول أجلهم الطبیعی.

سؤال یطرح نفسه: لماذا قالت الآیة المذکورة أعلاه: (مائة ألف أو یزیدون )؟ وما المقصود من یزیدون على عدد المئة ألف؟ المفسّرون أعطوا تفسیرات مختلفة لها، ولکن الظاهر أنّ مثل هذه العبارات تأتی لتأکید شیء ما، وإعطائه هالة من العظمة، ولیس لخلق حالة من التردید والشکّ (7) .


1. تفسیر البرهان، ج 4، ص 35.
2. التفسیر الکبیر، ج 26، ص 165، کما ورد نفس المعنى مع إختلاف بسیط فی تفسیر البرهان، ج 4، ص 37.
3. الملفت للنظر أنّ المفسّر الکبیر العلاّمة الطبرسی الذی غالباً ما یجمع الآراء المختلفة فی ذیل الآیات، إقتنع هنا بإیراد احتمال واحد فقط، والذی یقول (لصار بطن الحوت قبراً له إلى یوم القیامة).
4. تفسیر روح المعانی، ج 7، ص 489.
5. تفسیر نور الثقلین، ج 4، ص 436، ح 116.
6. نقل صاحب تفسیر البرهان، ج 4، ص 35، هذا الحدیث عن الإمام الصادق (علیه السلام).
7. لهذا فإنّ (أو) هنا تأتی بمعنى، (بل). 
سورة الصافات / الآیة 139 ـ 148 1ـ عرض موجز لحیاة یونس (علیه السلام)
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma