الحوار بین القادة والأتباع الضالّین:

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 11
سورة الصافات / الآیة 24 ـ 32 1ـ السؤال عن ولایة أمیر المؤمنین علی بن أبی طالب (علیه السلام)

الآیات السابقة إستعرضت کیفیة سوق ملائکة العذاب للظالمین ومن یعتقد إعتقادهم برفقة الأصنام والآلهة الکاذبة التی کانوا یعبدونها من دون الله، إلى مکان معیّن، ومن ثمّ هدایتهم إلى صراط الجحیم.

واستمراراً لهذا الإستعراض یقول القرآن: (وقفوهم إنّهم مسؤولون ) (1) .

نعم علیهم أن یتوقّفوا ویجیبوا على مختلف الأسئلة التی تطرح علیهم، ولکن عمّاذا یسألون؟

قال البعض: یسألون عن البدع التی اختلقوها.

وقال البعض الآخر: یسألون عن أعمالهم القبیحة وأخطائهم.

والبعض أضاف: إنّهم یسألون عن التوحید وقول لا إله إلاّ الله.

وذهب آخرون: إنّهم یسألون عن النعم التی اُنعمت علیهم، وعن شبابهم وصحّتهم وأعمارهم وأموالهم ونحوها، وهناک روایة یذکرها الشیعة والسنّة فی أنّهم یسألون عن ولایة أمیر المؤمنین علی بن أبی طالب (علیه السلام) (2) .

وبالطبع فإنّ هذه التفاسیر لا یوجد أی تناقض بینها، لأنّ فی ذلک الیوم یتمّ السؤال عن کلّ شیء، عن العقائد وعن التوحید والولایة، وعن الحدیث والعمل، وعن النعم والمواهب التی وضعها الله سبحانه وتعالى فی إختیار الإنسان.

وهنا یطرح هذا السؤال نفسه، وهو: کیف یساق اُولئک أوّلا إلى صراط الجحیم، ثمّ یؤمرون بالتوقّف لإستجوابهم؟

ألا ینبغی تقدیم عملیة إیقافهم ومساءلتهم على سوقهم إلى صراط الجحیم؟

هناک جوابان لهذا السؤال وهما:

أوّلا: کون اُولئک من أهل جهنّم أمر واضح للجمیع، وحتى لأنفسهم، وإستجوابهم إنّما یتمّ لإعلامهم بمقدار وحجم الذنوب والجرائم التی إقترفوها.

ثانیاً: طرح هذه الأسئلة علیهم لا لمحاکمتهم، وإنّما ذلک لتوبیخهم ومعاقبتهم نفسیاً.

وبالطبع فإنّ کلّ ذلک فی حالة کون الأسئلة متعلّقة بما أوردناه آنفاً، أمّا إذا إرتبط الحدیث بالآیة التالیة والتی تسألهم عن عدم نصرتهم بعضهم البعض، فهنا لا تبقى أیّة مشکلة فی تفسیر الآیة، ولکن هذا التّفسیر لا یتطابق مع ما جاء فی عدّة روایات بهذا الشأن، إلاّ إذا کان هذا السؤال جزء من أسئلة مختلفة.

على أیّة حال، فعندما یساق المجرمون إلى صراط الجحیم، تکون أیدیهم مقطوعة عن کلّ شیء وقاصرة عن تحصیل العون، ویقال لهم: أنتم الذین کان أحدکم یلجأ إلى الآخر فی المشکلات ویطلب العون منه، لِمَ لا ینصر بعضکم بعضاً الآن (ما لکم لا تناصرون ).

نعم، فکلّ الدعائم التی تصوّرتم انّها دعامات مطمئنة فی الدنیا اُزیلت عنکم، ولا یمکن أن یساعد بعضکم البعض، کما أنّ آلهتکم لیسوا بقادرین على تقدیم العون لکم، لأنّهم عاجزون ومنشغلون بأنفسهم.

یقال أنّ (أبا جهل) نادى یوم معرکة بدر «نحن جمیع منتصر»، والقرآن المجید أعاد تکرار قوله فی الآیة 44 من سورة القمر (أم یقولون نحن جمیع منتصر ) فیوم القیامة یسأل أبوجهل وأمثاله: لماذا لا یسعى بعضکم لمساعدة البعض الآخر؟ ولکن لا یمتلکون أی جواب لهذا السؤال، سوى سکوتهم الدالّ على ذلّتهم.

الآیة التی تلیها تضیف: إنّهم فی ذلک الیوم مستسلمون لأوامر الله وخاضعون له، ولا یمکنهم إظهار المخالفة أو الإعتراض (بل هم الیوم مستسلمون ) (3) .

وهنا یبدأ کلّ واحد منهم بلوم الآخر، ویسعى إلى إلقاء أوزاره على عاتق الآخر، والتابعون یعتبرون رؤساءهم وأئمّتهم هم المقصّرون، فیقابلونهم وجهاً لوجه، ویبدأ کلّ منهم بسؤال الآخر، کما تقول الآیة: (وأقبل بعضهم على بعض یتساءلون ).

وهنا یقول التابعون لمتبوعیهم: إنّکم شیاطین، إذ کنتم تأتوننا بعنوان النصیحة والهدایة والتوجیه وإرادة الخیر والسعادة لنا، ولکن لم یکن من وراء مجیئکم سوى المکر والضیاع (قالوا إنّکم کنتم تأتوننا عن الیمین ).

إذ أنّنا ـ بحکم فطرتنا ـ کنّا نسعى وراء الخیر والطهارة والسعادة، ولذا لبّینا دعوتکم، لکنّنا لم نکن نعلم أنّکم تخفون وراء وجوهکم الخیّرة ظاهراً، وجهاً آخر شیطانیاً وقبیحاً أوقعنا فی الخطیئة، نعم فکلّ الذنوب التی إرتکبناها أنتم مسؤولون عنها، لأنّنا لم نکن نملک شیئاً سوى حسن النیّة وطهارة القلب، وأنتم الشیاطین الکذّابون لم یکن لدیکم سوى الخداع والمکر.

کلمة «یمین» تعنی (الید الیمنى) أو (الجهة الیمنى) والعرب تعتبرها فی بعض الأحیان کنایة عن الخیر والبرکة والنصیحة، وکلّ ما یرد إلیهم من جهة الیمین یتفاءلون به، ولذا فإنّ الکثیر من المفسّرین یفسّرون (کنتم تأتوننا عن الیمین ) على أنّها تظهر الخیر والنصیحة کما ذکرنا ذلک أعلاه.

على أیّة حال، الثقافة العامّة تعتبر العضو الأیمن أو الطرف الأیمن شریفاً، والأیسر غیر شریف، ولهذا السبب تستعمل الیمین للإحسان وعمل الخیرات.

وقد ذکرت مجموعة من المفسّرین تفسیراً آخر وهو: إنّ المقصود هو أنّکم أتیتمونا بإعتمادکم على القدرة، لأنّ الجهة الیمنى تکون عادةً هی الأقوى، وبهذا الدلیل فإنّ أغلب الناس ینجزون أعمالهم المهمّة والصعبة بالید الیمنى، لذا فقد أصبح هذا التعبیر کنایة عن «القدرة».

وهناک تفسیرات اُخرى تعود إلى هذین التّفسیرین أعلاه، ولکن لا شکّ أنّ التّفسیر الأوّل أنسب.

وفی المقابل فإنّ المتبوعین والقادة لا یسکتون، بل یجیبون تابعیهم بالقول: (قالوا بل لم تکونوا مؤمنین ).

فلو لم تکن أهواؤکم منحرفة، ولو لم تکونوا من طلاّب الشرّ والشیطنة، لما اتّبعتمونا بإشارة واحدة، ولماذا لم تستجیبوا لدعوة الأنبیاء والصالحین؟ إذاً فالخلل فیکم أنتم، اذهبوا ولوموا أنفسکم وإلعنوها. ودلیلنا واضح، إذ لم تکن لنا أی سلطة علیکم، ولم نضغط علیکم ونجبرکم لعمل أی شیء (وما کان لنا علیکم من سلطان ).

إنّما أنتم قوم طغاة ومعتدون، وأخلاقکم وطبیعتکم الظالمة صارت سبب تعاستکم (بل کنتم قوماً طاغین ).

وکم هو مؤلم أن یرى الإنسان قائده وإمامه الذی کان قد إرتبط به قلبیّاً طوال عمره، قد تسبّب فی تعاسته وشقائه ثمّ یتبرّأ منه، ویلقی کلّ الذنوب على عاتقه؟

فی الحقیقة، إنّ کلتا المجموعتین صادقة فی قولها، فلا هؤلاء أبریاء ولا اُولئک، فالغوایة والشیطنة کانت من اُولئک، وتقبّل الغوایة والإستسلام کان من هؤلاء.

فجدالکم لا یؤدّی إلى نتیجة، وهنا یعترف أئمّة الضلال بهذه الحقیقة، ویقولون: بهذا الدلیل ثبت أمر الله علینا، وصدر حکم العذاب بحقّ الجمیع، وسینالنا جمیعاً عذاب الله (فحقّ علینا قول ربّنا إنّا لذائقون ).

إنّکم کنتم طاغین، وهذا هو مصیر الطغاة، أمّا نحن فقد کنّا ضالّین ومضلّین.

فنحن أضللناکم کما کنّا نحن أنفسنا ضالّین (فأغویناکم إنّا کنّا غاوین ).

بناء على ذلک ما الذی یثیر العجب فی أن نکون جمیعاً شرکاء فی هذه المصائب وهذا العذاب؟


1. «قفوهم» من مادّة «وقف» وأحیاناً تأتی بصورة فعل متعد وتعنی (التوقیف والحبس)، وأحیاناً اُخرى تأتی بصورة فعل لازم، وتعنی (التوقّف والوقوف) ومصدر الاُولى هو وقفة، ومصدر الثانیة وقوف.
2. الروایة هذه وردت فی (الصواعق) عن أبی سعید الخدری نقلا عن رسول الله (صلى الله علیه وآله) کما وردت عن الحاکم بن أبو القاسم الحسکانی فی (شواهد التنزیل) نقلا عن رسول الله، کذلک وردت فی عیون أخبار الرضا نقلا عن الإمام الرضا (علیه السلام).
3. «إستسلام» من مادّة «السلامة» ولکونها من باب (إستفعال) فهی بمعنى طلب السلامة والتی عادةً تکون ملازمة للإنقیاد والخضوع فی مقابل قوّة أعظم.
سورة الصافات / الآیة 24 ـ 32 1ـ السؤال عن ولایة أمیر المؤمنین علی بن أبی طالب (علیه السلام)
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma