3ـ تنویع التعبیرات جزء من الفصاحة

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 11
2ـ هل أنّ الموتى واقعاً لا یدرکون؟سورة فاطر / الآیة 24 ـ 26

لوحظ فی التشبیهات الأربعة الواردة فی الآیات أعلاه، تعبیرات متفاوتة تماماً مثلا (أعمى ـ بصیر) و(ظلّ ـ حرور) جاءت بصورة المفرد فی حال أنّ (أحیاء ـ أموات) بصورة الجمع، وجاءت (ظلمات ـ نور) بصورة جمع والثانیة بصورة مفرد... هذا من جانب.

ومن جانب آخر فقد قدّمت التشبیهات ذات المنحى السلبی على غیرها فی التشبیه الأوّل والثانی (أعمى ـ ظلمات) فی حال قدّمت التشبیهات ذات المنحى الإیجابی فی التشبیه الثالث والرابع (ظلّ ـ أحیاء).

ومن جانب ثالث تکرّرت أداة النفی فی التشبیهات الثانی والثالث والرابع فی حین أنّها لم تتکرّر فی التشبیه الأوّل.

وأخیراً، فإنّ جملة (ما یستوی ) وردت فقط فی التشبیه الأوّل والأخیر، ولا أثر لها فی التشبیهات الاُخرى.

بعض المفسّرین علّلوا هذه الاختلافات بتعلیلات کثیرة بعضها جدیر بالإهتمام وبعضها الآخر مورد مساءلة.

و من ضمن التعلیلات اللطیفة أنّ جمع «الظلمات» وإفراد «النور» للتدلیل على أنّ الظلمة ـ التی تعنی الکفر ـ ذات تشعّبات کثیرة، بینما حقیقة «الإیمان» والتوحید واحدة لیس إلاّ، فالإیمان کالخطّ المستقیم الذی یوصل بین نقطتین لا وجود لسواه بینهما، فی حین أنّ ظلمة الکفر مثل آلاف الآلاف من الخطوط المتعرّجة المنحرفة التی یمکن إیجادها بین نقطتین.

کذلک فإنّ تقدیم التشبیهات ذات المنحى السلبی فی المثالین الأوّلیین إنّما هو للإشارة إلى الإسلام نقل الناس من الجاهلیة وظلمات الشرک إلى نور الهدایة.

وأمّا المثالان الأخیران فإشارة إلى المراحل الاُخرى التی أحکم الإسلام فیها جذوره فی القلوب، ووسّع المناحی الإیجابیة فی المجتمع.

وإذا تجاوزنا کلّ ذلک فإنّ التنوّع أصلا فی البیان یمنح الحدیث طراوة وروحاً خاصّة، ممّا یجعل ذلک مؤثّراً وجمیلا وجذّاباً، فی حال أنّ التکرار على نمط واحد یسلب الحدیث لطافته ـ إلاّ فی موارد استثنائیة ـ وبناءً على هذا فإنّ الفصحاء والبلغاء یسعون دائماً إلى تنویع تعبیراتهم وجعلها مؤثّرة، ونعلم أنّ القرآن على أعلى درجات الفصاحة والبلاغة.

وعلیه، فلو لم یکن غیر مراعاة الفصاحة أمر آخر لکفى، مع أنّ من الممکن أن یتوصّل غیرنا من الأجیال القادمة إلى کشف أسرار اُخرى غیر ما ذکرنا ممّا هو محجوب عنّا الآن.

2ـ هل أنّ الموتى واقعاً لا یدرکون؟سورة فاطر / الآیة 24 ـ 26
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma