الملائکة فی القرآن الکریم:

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 11
بحوثسورة فاطر / الآیة 4 ـ 7

تعرّض القرآن الکریم کثیراً لذکر الملائکة... فقد تحدّثت آیات عدیدة عن صفات، خصائص، مأموریات، ووظائف الملائکة. حتى أنّ القرآن الکریم جعل الإیمان بالملائکة مرادفاً للإیمان بالله والأنبیاء والکتب السماویة، ممّا یدلّل على أهمیّة هذه المسألة الأساسیة.

(آمن الرّسول بما اُنزل إلیه من ربّه والمؤمنون کلّ آمن بالله وملائکته وکتبه ورسله ). (1)

وممّا لا شکّ فیه أنّ وجود الملائکة من الاُمور الغیبیة التی لا یمکن إثباتها بتلک الصفات والخصائص إلاّ بالأدلّة النقلیة، ویجب الإیمان بها على أنّه إیمان بالغیب.

وبالجملة یطرح القرآن الکریم خصائص الملائکة کما یلی:

الملائکة موجودات عاقلة لها شعور، وهم عباد مکرمون من عباد الله (بل عباد مکرمون ) (2) .

مطیعون لأوامر الله ولا یعصونه أبداً: (لا یسبقونه بالقول وهم بأمره یعملون ). (3)

أنّ لهم وظائف مهمّة وکثیرة التنوّع کلّفوا بها من قبل الباری عزّوجلّ.

مجموعة تحمل العرش (والمَلَک على أرجائها ویحمل عرش ربّک فوقهم یومئذ ثمانیة ). (4)

مجموعة تدبّر الأمر (فالمدبّرات أمراً ) (5) .

واُخرى لقبض الأرواح (... حتى إذا جاءتهم رسلنا یتوفّونهم... ). (6)

وآخرون یراقبون أعمال البشر (وإنّ علیکم لحافظین * کراماً کاتبین * یعلمون ما تفعلون ). (7)

مجموعة تحفظ الإنسان من المخاطر والحوادث (وهو القاهر فوق عباده ویرسل علیکم حفظة حتى إذا جاء أحدکم الموت توفته رسلنا وهم لا یفرطون ). (8)

واُخرى مأمورة بإحلال العذاب والعقوبة على أقوام معیّنة (ولمّا جاءت رسلنا لوطاً سیء بهم وضاق بهم ذرعاً وقال هذا یوم عصیب ) (9) .

وآخرون یمدّون المؤمنین حال الحرب (یاأیّها الذین آمنوا اذکروا نعمة الله علیکم إذ جاءتکم جنود فأرسلنا علیهم ریحاً وجنوداً لم تروها وکان الله بما تعملون بصیراً ) (10) .

وأخیراً مجموعة لتبلیغ رسالات الوحی وإنزال الکتب السماویة للأنبیاء (یُنزّل الملائکة بالروح من أمره على من یشاء من عباده أن أنذروا أنّه لا إله إلاّ أنا فاتّقون ). (11)

ولو أردنا الإسترسال فی ذکر وظائف الملائکة لطال البحث واتّسع.

الملائکة دائمو التسبیح والتقدیس لله سبحانه وتعالى (والملائکة یسبّحون بحمد ربّهم ویستغفرون لمن فی الأرض ). (12)

وبناءً على أنّ الإنسان بحسب إستعداده للتکامل یمکنه أن یکون أعلى مقاماً وأشرف موضعاً من الملائکة. لهذا سجدت الملائکة بدون استثناء لخلق آدم، وعدّوا آدم معلّماً لهم «الآیات 30 ـ 34 سورة البقرة».

إنّ الملائکة یظهرون بصورة الإنسان للأنبیاء وغیر الأنبیاء، کما نقرأ فی الآیة 17 من سورة مریم: (فأرسلنا إلیها روحنا فتمثّل لها بشراً سویّاً ).

کذلک یذکر القرآن الکریم تجلّیهم بصورة إنسان لإبراهیم ولوط (هود ـ 69 و77) کما أنّه یستفاد من أواخر تلک الآیات أنّ قوم لوط أیضاً رأوهم بتلک الصورة الإنسانیة السویة (هود ـ 78).

فهل أنّ ذلک الظهور بالشکل الإنسانی، له واقع عینی، أم هو بصورة تمثّل وتصرّف فی قوّة الإدراک؟ ظاهر الآیات القرآنیة یشیر إلى المعنى الأوّل، وإن کان بعض من کبار المفسّرین قد إختار المعنى الثانی.

یستفاد من الروایات أنّ أعداد الملائکة کثیرة بحیث إنّه لا یمکن مقایسة أعدادهم بالبشر بأىّ شکل من الأشکال، فحینما سئل الإمام الصادق (علیه السلام): هل الملائکة أکثر أم بنو آدم؟ قال: «والذی نفسی بیده لملائکة الله فی السموات أکثر من عدد التراب فی الأرض، وما فی السماء موضع قدم إلاّ وفیها ملک یسبّحه ویقدّسه، ولا فی الأرض شجرة ولا مدر إلاّ وفیها ملک موکّل بها یأتی الله کلّ یوم بعملها والله أعلم بها، وما منهم أحد إلاّ ویتقرّب کلّ یوم إلى الله بولایتنا أهل البیت، ویستغفر لمحبّینا ویلعن أعداءنا، ویسأل الله أن یرسل علیهم العذاب إرسالا» (13) .

الملائکة لا یأکلون ولا یشربون، ولا یتزوجون، فقد ورد عن الإمام الصادق (علیه السلام) فی حدیث طویل قوله: «إنّ الملائکة لا یأکلون ولا یشربون ولا ینکحون، وإنّما یعیشون بنسیم العرش» (14) .

لا ینامون ولا یضعفون ولا یغفلون، ففی الحدیث عن أمیر المؤمنین علی بن أبی طالب علیه أفضل الصلاة والسلام «وملائکة خلقتهم وأسکنتهم سماواتک، فلیس فیهم فترة ولا عندهم غفلة، ولا فیهم معصیة هم أعلم خلقک بک،... ولا یغشاهم نوم العیون ولا سهو العقول، ولا فترة الأبدان، لم یسکنوا الأصلاب ولم تضمّهم الأرحام» الحدیث (15) .

10ـ إنّ لهم مقامات، ومراتب متفاوتة (ما منّا إلاّ له مقام معلوم * وإنّا لنحن الصافّون * وإنّا لنحن المسبّحون ) (16) .

وکذلک نقرأ فی الحدیث المذکور عن الإمام الصادق (علیه السلام): «وإنّ لله ملائکة رکعاً إلى یوم القیامة، وإنّ لله ملائکة سجداً إلى یوم القیامة» (17) .

ولمزید الإطلاع على أوصاف الملائکة وأصنافهم یراجع کتاب «السماء والعالم» من بحار الأنوار، أبواب الملائکة (المجلد 59 ـ الصفحات 144 ـ إلى 326) وکذلک نهج البلاغة الخطب (1 و91 ـ خطبة الأشباح ـ و109 و171).

هل أنّ الملائکة بتلک الأوصاف التی ذکرناها، موجودات مجردة أم مادیة؟

لا شکّ أنّ من غیر الممکن أن تکون الملائکة بهذه الأوصاف من هذه المادّة الکثیفة، ولکن لا مانع من أن تکون أجساماً لطیفة الخلق، أجساماً فوق هذه المادّة المألوفة لنا.

إثبات (التجرد المطلق) للملائکة من الزمان والمکان والجزئیة، لیس بالأمر الهیّن، والوصول إلى تلک النتیجة لیس وراءه کثیر فائدة، المهمّ هو أن نعرف الملائکة بالصفات التی وردت فی القرآن والروایات الثابتة. وأنّها من الموجودات العلویة الراقیة عند الله فی مقامها ومکانتها، ولا نعتقد لها بغیر مقام العبودیة لله سبحانه، وأن نعلم بأنّ الإعتقاد بأنّها شریکة مع الله فی أمر الخلق أو فی العبادة کفر محض وشرک بیّن.

نکتفی بهذا القدر من التفصیل حول الملائکة، ونوکّل التفاصیل الأکثر إلى الکتب التی کتبت بهذا الشأن.

ونرى فی الکثیر من عبارات «التوراة» لدى الحدیث عن الملائکة عبارة «الآلهة» وهو تعبیر مشرک ومن علائم تحریف التوراة الحالیة، ولکن القرآن الکریم نقی من هذه التعبیرات، لأنّه لا یرى لها سوى مقام العبودیة والعبادة لله تعالى وإطاعة أوامره، وحتى أنّ القرآن یصرّح فی بعض آیاته بتفوّق الإنسان الکامل على الملائکة فی المرتبة والمقام.


1. البقرة، 285.
2. الأنبیاء، 26.
3. الأنبیاء، 27.
4. الحاقة، 17.
5. النازعات، 5.
6. الأعراف، 37.
7. الإنفطار، 10 ـ 13.
8. الأنعام، 61.
9. هود، 77.
10. الأحزاب، 9.
11. النحل، 2.
12. الشورى، 5.
13. بحار الأنوار، ج 59، ص 176، ح 7.
14. المصدر السابق، ص 174، ح 4. وقد نقلت روایات متعدّدة فی هذا الشأن فراجع.
15. المصدر السابق، ص 175، ح 6.
16. الصافات، 164 ـ 166.
17. بحارالأنوار، ج 59، ص 174، ح 4.
بحوثسورة فاطر / الآیة 4 ـ 7
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma