الغفلة الدائمة:

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 11
سورة یس / الآیة 31 ـ 32 سورة یس / الآیة 33 ـ 36

تتحدّث هاتان الآیتان ـ استناداً إلى ما مرّ فی الآیات السابقة ـ عن الغفلة المستمرّة لمجموعة کبیرة من البشر فی هذا العالم على مرّ العصور والقرون، فتقول الآیة: (ألم یروا کم أهلکنا قبلهم من القرون ) (1) .

فهؤلاء الکفّار لیسوا بدعاً من الأمر، فقد کان قبلهم أقوام آخرون تمرّدوا على الحقّ مثلهم عاشوا فی هذه الدنیا، ومصائرهم الألیمة التی ملأت صفحات التاریخ، والآثار المعبّرة التی بقیت فی مدنهم المدمّرة، کلّها شاخصة أمام العیان، فهل یکفی ذلک المقدار لتحقّق العبرة والاعتبار؟

ولکن على من یعود ضمیر الجمع فی (ألم یروا

احتمل المفسّرون عدّة وجوه:

الأوّل: أنّه یعود على «أصحاب القریة» الذین تحدّثت الآیات السابقة حولهم.

والثانی: أنّه یعود على «أهل مکّة» الذین نزلت هذه الآیات لتنبیههم.

ولکن یُستدلّ من الآیة السابقة (یاحسرة على العباد... ) على أنّ المقصود هو جمیع البشر، إذ إنّ کلمة «العباد» فی الآیة المذکورة تشمل جمیع البشر على طول التاریخ، الذین ما إن جاءهم الأنبیاء حتى هبّوا لمخالفتهم وتکذیبهم والاستهزاء بهم، وعلى کلّ حال فهی دعوة لجمیع البشر بأن یتأمّلوا فی تأریخ القدماء، ویعتبروا من آثارهم التی خلّفوها، بفتح قلوبهم وبصائرهم.

فی آخر الآیة یضیف تعالى: (أنّهم إلیهم لا یرجعون ) (2) .

أی أنّ المصیبة الکبرى فی إستحالة رجوعهم إلى هذه الدنیا لجبران ما فاتهم وتبدیل ذنوبهم حسنات، لأنّهم دمّروا کلّ الجسور خلفهم، فلم یبق لهم سبیل للرجوع أبداً.

هذا التّفسیر یشبه بالضبط ما قاله أمیر المؤمنین علی بن أبی طالب (علیه أفضل الصلاة والسلام) حینما تحدّث فی أخذ العبرة من الموتى فقال: «لا عن قبیح یستطیعون إنتقالا ولا فی حسن یستطیعون إزدیاداً». (3)

وتضیف الآیة التالیة (وإن کلّ لمّا جمیع لدینا محضرون ) (4) .

أی أنّ المسألة لا تنتهی بهلاکهم وعدم استطاعتهم العودة إلى هذه الدنیا، کلاّ فانّ الموت فی الحقیقة بدایة الشوط ولیس نهایته، فعاجلا سیحضر الجمیع فی عرصة المحشر للحساب، ثمّ العقاب الإلهی المتلاحق والمستمر فی إنتظارهم.

إذا کانت الحال کذلک أفلا ینبغی علیهم الاعتبار من مصیر هؤلاء السابقین لهم، والاستفادة من الفرصة قبل الفوت للإبتعاد عن مواجهة ذلک المصیر المشؤوم.

نعم، فلو کان الموت خاتمة لکلّ شیء، لکان ممکناً أن یقولوا بأنّه بدایة راحتهم، ولکن یاحسرة!! وکما یقول الشاعر:

ولو أنّا إذا متنا ترکنا *** لکان الموت راحة کلّ حیٍّ

ولکنّا إذا متنا بعثنا *** ونُسأل بعده عن کلّ شیء


1. الإستفهام فی الآیة أعلاه إستفهام تقریری و «کم» خبریة، وهی هنا بمعنى الکثرة فی محلّ مفعول به للفعل (یروا) و (من القرون) توضیح لذلک. و«قرون» کما ذکرنا سابقاً تأتی بمعنى العصور وهی جمع (قرن) = مائة سنة أو بمعنى (الجیل) الذی یعیش فی زمان معیّن.
2. هذه الجملة بدل عن ( کم أهلکنا ) والتقدیر «ألم یروا أنّهم إلیهم لا یرجعون» البعض احتمل أیضاً أنّ الجملة حالیة (حال الهالکین).
3. نهج البلاغة، خطبة 188.
4. المعروف بین المفسّرین حول ترکیب هذه الآیة: «إن» نافیة. والبعض قال: إنّها مخفّفة لذا فإنّها لا تنصب ما بعدها، و «لمّا» بمعنى «إلاّ»، بلحاظ أنّ ذلک ورد فی کلام العرب، و (جمیع) بمعنى «مجموع» خبر «کلّ» (تنوین کل) بدل عن مضاف إلیه محذوف تقدیره «هم» والأصل «کلّهم») و «محضرون» إمّا خبر بعد خبر، أو صفة  لـ «جمیع» وعلى ذلک تکون الجملة فی التقدیر هکذا «وما کلّهم إلاّ مجموعون یوم القیامة محضرون لدینا».
سورة یس / الآیة 31 ـ 32 سورة یس / الآیة 33 ـ 36
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma