فی الآیات المذکورة أعلاه، ورد الفساد فی الأرض فی مقابل الإیمان والعمل الصالح، والفجور (الذی یعنی تمزیق حجب الدین) فی مقابل التقوى والورع.
هل أنّ هذین الإثنین، یوضّحان حقیقة واحدة فی عبارتین، أم أنّهما یوضّحان موضوعین؟ من غیر المستبعد أن یکون الإثنان تأکیداً لمعنى واحد، لأنّ (المتّقین) هم المؤمنون أصحاب العمل الصالح و(الفجّار) هم المفسدون فی الأرض.
ویحتمل فی أن تکون الجملة الاُولى هی إشارة إلى الجوانب العملیة والعقائدیة لکلا الطرفین، إذ تقارن بین أصحاب العقائد الصحیحة والأعمال الصالحة وبین أصحاب العقائد الفاسدة والأعمال الخبیثة، فی حین أنّ الجملة الثانیة تشیر فقط إلى الجانب العملی.
ویحتمل أیضاً أنّ (التقوى والفجور) شاهدان على کمال ونقص الإنسان، والعمل الصالح والفساد فی الأرض شاهدان على الجوانب الاجتماعیة، ولکن التأکید أنسب.