هذا ما وُعِد به المتّقون:

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 11
سورة ص / الآیة 49 ـ 54 سورة ص / الآیة 55 ـ 61

آیات هذه السورة إنتقلت بنا إلى شکل آخر من الحدیث، إذ أخذت تقارن بین المتّقین والعصاة المتجبّرین، وتشرح مصیر کلّ منهما یوم القیامة، وهی بصورة عامّة تکمل بحوث الآیات السابقة.

فی البدایة، وکخلاصة لشرح حال الأنبیاء السابقین والنقاط المضیئة فی حیاتهم، تقول الآیة: (هذا ذکر ) (1) .

نعم، لم یکن الهدف من بیان مقاطع من تاریخ اُولئک الأنبیاء الرائع والمثیر سرد بعض القصص، وإنّما الهدف الذکر والتذکّر، کما أکّدت علیه بدایة هذه السورة (ص والقرآن ذی الذّکر ).

فالهدف هو إیقاظ الأفکار، ورفع المستوى العلمی، وزیادة قوّة المقاومة والصمود لدى المسلمین الذی نزلت إلیهم هذه الآیات (2) .

ثمّ أخرجت الاُمور من طابعها الخاصّ وبیان أوضاع وأحوال الأنبیاء، إلى طابعها العامّ، لتشرح بصورة عامّة مصیر المتّقین، إذ تقول: (وإنّ للمتّقین لحسن مآب ) (3) .

بعد هذه الآیة القصیرة ذات المعانی الخفیّة والتی توضّح تماماً حال المتّقین بصورة مختصرة، یعمد القرآن المجید مجدّداً إلى اتّباع اُسلوبه الخاص، وهو اُسلوب الإیجاز والتفصیل، لیشرح ما فاز به المتّقون (جنّات عدن مفتّحة لهم الأبواب ) (4) .

«جنّات» إشارة إلى حدائق الجنّة، و(عدن) تعنی الإستقرار والثبات، ولهذا اُطلق على المنجم الذی تحوی أعماقه أنواع الفلزات والمواد الثمینة کلمة (معدن).

وعلى أیّة حال فالعبارة هنا تشیر إلى خلود حدائق الجنّة.

وعبارة (مفتّحة لهم الأبواب ) إشارة إلى أنّهم لا یتکلّفون حتى بفتح أبواب الجنّة، إذ أنّها تنفتح بدون عناء لإستقبال أهل الجنّة، إذ إنّ الجنّة بإنتظارهم، وعندما تراهم تفتح لهم أبوابها وتدعوهم للدخول إلیها.

ثمّ تبیّن الهدوء والسکینة التی تحیط بأهل الجنّة، إذ تقول: (متّکئین فیها یدعون فیها بفاکهة کثیرة وشراب ) (5) . أی إنّهم متکئون على سرر فیها، وقد هیّئت لهم مختلف أنواع الفاکهة والأشربة، وإنّهم متى ما طلبوها فإنّها تأتیهم فی الحال.

سؤال: وهنا یطرح سؤال هو: هل أنّ هناک من یحمل تلک الفاکهة، والأشربة ویقدّمها لأهل الجنّة، أم أنّها تأتیهم من دون أن یحملها أحد إلیهم؟

الجواب: کلا الاحتمالین واردان.

والتأکید على «الفاکهة» و«الشراب» لعلّه إشارة إلى أنّ الفاکهة هی أکثر غذاء أهل الجنّة رغم وجود أنواع اُخرى من الغذاء ذکر فی بعض آیات القرآن المجید، کما هو الحال فی عالم الدنیا إذ إنّ الفاکهة تشکّل أفضل وأسلم غذاء للإنسان.

صفة (کثیرة) تشیر إلى وجود أنواع مختلفة من الفاکهة، وأنواع متعدّدة أیضاً من الشراب الطاهر الذی یتوفّر فی الجنّة، وذلک ما أشارت إلیه أیضاً آیات مختلفة فی القرآن المجید.

بعد هذا تتطرّق الآیات للزوجات الصالحات فی الجنّة، إذ تقول: (وعندهم قاصرات الطّرف أتراب ).

«الطرف» جفن العین، وأحیاناً یأتی بمعنى النظر، ووصف آخر نساء الجنّة بقاصرات الطرف (أی ذوات النظرات القصیرة) یشیر إلى إقتصار نظرهنّ على أزواجهنّ فقط، وحبّهن وعشقهنّ لهم وعدم تفکیرهم بسواهم، وهذه من أفضل مزایا وحسنات الزوجات.

وقال مفسّرون آخرون: إنّها تعنی التغطیة بالخمار الذی یضفی على العین جمالا.

ولا یوجد مانع یحول بین جمع المعنیین.

کلمة (أتراب) تعنی (الأقران)، وهو وصف لنساء الجنّة، فاقتران عمر الزوج والزوجة ـ أی تساویهما ـ یضاعف من المحبّة بین الزوجین، أو أنّه صفة لنساء أهل الجنّة، وإنّهنّ جمیعاً شابات وفی عمر واحد (6) .

الآیة الأخیرة فی هذا البحث تشیر إلى النعم السبع التی یغدقها الباریء عزّوجلّ على أهل الجنّة، والتی وردت فی الآیات السابقة، قال تعالى: (هذا ما توعدون لیوم الحساب ).

وعدٌ لا یُخلَف، ویبعث فی نفس الوقت على النشاط لمضاعفة الجهد، نعم إنّه وعد من الله العظیم.

وللتأکید على خلود هذه النعم، جاء فی قوله تعالى: (إنّ هذا لرزقنا ما له من نّفاد ) (7) .

أی أنّ النعم فی الجنان خالدة ولا تنفد ولا تزول کما فی الحیاة الدنیا، وأنّها تزداد دائماً من خزائن الله المملوءة وغیر المحدودة، ولا یظهر علیها أىّ نقص، لأنّ الله أراد ذلک.


1. قال بعض المفسّرین فی تفسیر هذه العبارة: إنّ المراد من الذکر الجمیل هم الأنبیاء السابقون.
2. مجموعة من المفسّرین إعتبرت (هذا ذکر ) إشارة إلى أنّ کلّ ما قیل بشأن الأنبیاء من ذکر خیر وثناء جمیل کان إشارة إلى اُولئک، فیما تستعرض الآیات التالیة مرتبتهم فی الآخرة، ولکن هذا المعنى مستبعد، وظاهر الآیات لا یتناسب مع ما ذکرناه أعلاه.
3. «مآب» تعنی المرجع، وإضافة (حسن) إلى (مآب) من قبیل إضافة الصفة إلى الموصوف.
4. «جنّات عدن» بدل أو عطف بیان (مآب).
5. الضمیر (فیها) یعود فی کلتا الحالتین على (جنّات عدن) ووصف الفاکهة بأنّها کثیرة دلیل على وصف (الشراب) بهذا الوصف. (متکئین) حال للضمیر (لهم).
6. «أتراب» جمع «ترب» على وزن (شعر).
7. «نفاد» تعنی (فناء) وإبادة، و(اللام) فی (لرزقنا) جاءت للتأکید.
سورة ص / الآیة 49 ـ 54 سورة ص / الآیة 55 ـ 61
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma