العوامل المعنویة المؤثّرة فی طول العمر:

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 11
تأمّل الاُمور التالیة:سورة فاطر / الآیة 13 ـ 14

قام المفسّرون ببحوث مختلفة بما یتناسب مع البحث الوارد فی هذه الآیات حول إطالة وإقصار العمر بأمر الله، وذلک بما یتوافق مع الروایات الواردة فی هذا الخصوص.

طبیعی أنّ هناک سلسلة من العوامل الطبیعیة التی تؤثّر على طول أو قصر العمر، والتی أصبح أکثرها معروفاً عند الناس، کالتغذیة الصحیحة بعیداً عن الإفراط والتفریط، العمل وإدامة الحرکة، تحاشی المواد المخدّرة، والإدمانات الخطرة والمشروبات الکحولیة، الإبتعاد عن المهیّجات المستمرة، التمسّک بإیمان قوی یساعد الإنسان على العیش بإطمئنان وهدوء فی الملمّات، ویعطیه القدرة على مواجهة ذلک.

وإضافة إلى ذلک، فإنّ هناک عوامل اُخرى غیر واضحة الإرتباط ظاهراً بقضیّة طول العمر، ولکن الروایات أکّدت علیها، وکنموذج نورد الروایات التالیة:

أ) عن الرّسول (صلى الله علیه وآله) أنّه قال: «إنّ الصدقة وصلة الرحم تعمران الدیار وتزیدان فی الأعمار» (1) .

ب) وعنه (صلى الله علیه وآله) أنّه قال: «من سرّه أن یبسط فی رزقه وینسىء له فی أجله فلیصل رحمه» (2) .

ج) وفیما یخصّ بعض المعاصی مثل الزنا وأثرها فی تقصیر عمر الإنسان نقرأ فی الروایة المشهورة عن الرّسول (صلى الله علیه وآله): «یامعشر المسلمین إیّاکم والزنا فإنّ فیه ستّ خصال، ثلاث فی الدنیا وثلاث فی الآخرة، أمّا التی فی الدنیا فإنّه یذهب بالبهاء، ویورث الفقر، وینقص العمر» (3) .

د) عن الإمام الباقر (علیه السلام) أنّه قال: «البر وصدقة السرّ ینفیان الفقر ویزیدان فی العمر، ویدفعان عن سبعین میتة سوء» (4) .

کذلک فقد وردت الإشارة إلى المعاصی والذنوب الاُخرى کالظلم، بل مطلق المعاصی.

بعض المفسّرین الذین لم یتمکّنوا من التفریق بین «الأجل المحتوم» و«الأجل المعلّق» اعترضوا على مثل هذه الأحادیث واعتقدوا بأنّها مخالفة لنصّ القرآن وأنّ عمر الإنسان له حدّ ثابت لا یتغیّر. (5)

توضیح المسألة: ـ لا شکّ أنّ للإنسان أجلا محتوماً وأجلا معلّقاً.

الأجل المحتوم الذی هو نهایة استعداد الجسم للبقاء، وبحلوله ینتهی کلّ شیء بأمر الله.

الأجل المعلّق أو المخروم الذی ینتفی بانتفاء شرائطه، مثلا إنسان ینتحر فلو أنّه لم یقم بتلک الکبیرة فإنّه سیبقى لسنوات اُخرى یواصل حیاته، أو أنّه نتیجة تعاطی المشروبات الکحولیة والمواد المخدّرة وممارسة الشهوات بدون قید أو شرط، یفقد الجسم قدراته فی مدّة قصیرة. فی حال أنّه بالإبتعاد عن هذه الاُمور یستطیع أن یعیش لسنوات طویلة اُخرى.

هذه اُمور قابلة للإدراک والتجربة بالنسبة إلى الجمیع، ولا یستطیع أحد أن ینکر ذلک.

کذلک فإنّه فیما یخصّ الأقدار فإنّ هناک اُموراً ترتبط بالأجل المخروم، وهی أیضاً غیر قابلة للإنکار.

وعلیه فإذا ورد فی الروایات أنّ الإنفاق فی سبیل الله أو صلة الرحم تطیل العمر وتدفع أنواعاً من البلاء، فهی فی الحقیقة تقصد هذه العوامل.

وإذا لم نفصل بین الأجل المخروم والأجل المحتوم لا یمکننا إدراک کثیر من الاُمور المتعلّقة بالقضاء والقدر، وتأثیر الجهاد والسعی والعمل الدائب فی الحیاة، وسوف تبقى هذه الاُمور غیر قابلة للحلّ.

هذا البحث یمکن توضیحه بمثال واحد بسیط وهو:

لو اشترى أحدهم سیارة جدیدة بحیث یتوقّع من صناعتها أن تدوم عشرین عاماً، بشرط المحافظة علیها وصیانتها، وفی هذه الحالة فإنّ الأجل الحتمی لهذه السیارة هو عشرون عاماً، ولکن لو لم تتحقّق لها الصیانة المطلوبة وقام صاحبها بتسلیمها إلى أشخاص لا مبالین وغیر عارفین بقیادة السیارات، أو أن یحملها فوق طاقتها، أو أن یقودها بعنف فی طرق وعرة یومیاً، فإنّ أجلها المحتوم ذلک یمکن أن یهبط إلى النصف أو العشر، وذلک هو الأجل المخروم، ونحن نعجب کیف أنّ بعض المفسّرین لم یلتفتوا إلى هذه القضیة الواضحة.


1. تفسیر نورالثقلین، ج 4، ص 354 و355.
2. تفسیر نورالثقلین، ج 4، ص 354 و355.
3. المصدر السابق.
4. سفینة البحار، ج 2، ص 23، مادّة صدقة.
5. تفسیر روح المعانى، ج 22، ص 164، ذیل الآیات مورد البحث.
تأمّل الاُمور التالیة:سورة فاطر / الآیة 13 ـ 14
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma