لاعجب من عدم إیمان:

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 11
سورة فاطر / الآیة 24 ـ 26 سورة فاطر / الآیة 27 ـ 28

توصّلنا فی الآیات السابقة إلى أنّ هناک أفراداً کالأموات والعمیان لا تترک مواعظ الأنبیاء فی قلوبهم أدنى أثر، وعلى ذلک فإنّ الآیات مورد البحث تقصد مواساة الرّسول (صلى الله علیه وآله)بهذا الخصوص وتخفیف آلامه لکی لا یغتمّ کثیراً.

أوّلا تقول الآیة الکریمة: (إنّا أرسلناک بالحقّ بشیراً ونذیراً وإن من اُمّة إلاّ خلا فیها نذیر ). فیکفیک من أداء وظیفتک أن لا تقصّر فیها، أوصل نداءک إلى مسامعهم، بشّرهم بثواب الله، وأنذرهم عقابه، سواء استجابوا أو لم یستجیبوا.

الملفت للنظر أنّه تعالى قال فی آخر آیة من الآیات السابقة مخاطباً الرّسول الأکرم (إن أنت إلاّ نذیر )، ولکنّه فی الآیة الاُولى من هذه الآیات یقول: (إنّا أرسلناک بالحقّ بشیراً ونذیراً ) إشارة إلى أنّ الرّسول (صلى الله علیه وآله) لا یقوم بهذا العمل من عند نفسه، وإنّما هو مأمور من قبل الله تعالى.

وإذا کانت الآیة السابقة قد رکّزت على الإنذار فقط، فلأنّ الحدیث کان حول الجاهلین المعاندین الذین هم کالأموات المقبورین الذین لا یتقبّلون أی حدیث، أمّا هذه الآیة فإنّها توضّح بشکل کامل، وظیفة الأنبیاء الثنائیة الهدف «البشارة»«الإنذار»، مؤکّدة فی آخرها من جدید على «الإنذار» لأنّ الإنذار هو القسم الأساس من دعوة الأنبیاء فی قبال المشرکین والظلمة.

«خلا»: من (الخلاء) وهو المکان الذی لا ساتر فیه من بناء ومساکن وغیرهما، والخُلُوُّ یستعمل فی الزمان والمکان، ولأنّ الزمان فی مرور، قیل عن الأزمنة الماضیة «الأزمنة الخالیة» لأنّه لا أثر منها، وقد خلت الدنیا منها.

وعلیه فإنّ جملة (وإن من اُمّة إلاّ خلا فیها نذیر ) بمعنى أنّ کلّ اُمّة من الاُمم السالفة کان لها نذیر.

والجدیر بالملاحظة، طبقاً للآیة أعلاه، أنّ کلّ الاُمم کان فیها نذیر إلهی، أی کان فیها نبی، مع أنّ البعض تلقّى ذلک بمعنى أوسع، بحیث یشمل العلماء والحکماء الذین ینذرون الناس أیضاً، ولکن هذا المعنى خلاف ظاهر الآیة.

على کلّ حال، فلیس معنى هذا الکلام أن یُبعث فی کلّ مدینة أو منطقة رسول، بل یکفی أن تبلّغ دعوة الرسل وکلامهم أسماع المجتمعات المختلفة، إذ إنّ القرآن یقول: (خلا فیها نذیر )ولم یقل «خلا منها نذیر».

وعلیه فلا منافاة بین هذه الآیة التی تقصد وصول دعوة الأنبیاء إلى الاُمم، مع الآیة 44 من سورة سبأ والتی تقول: (وما أرسلنا إلیهم قبلک من نذیر ) والتی یقصد منها کون المنذر منهم.

ویضیف تعالى فی الآیة التالیة: (وإن یکذّبوک ) فلا عجب من ذلک، ولا تحزن بسبب ذلک، لأنّه (فقد کذّب الذین من قبلهم جاءتهم رسلهم بالبیّنات وبالزبر وبالکتاب المنیر ).

فلست وحدک الذی أصبحت موضع تکذیب هؤلاء القوم الجاهلین بما عندک من معجزات وکتاب سماوی، فقد واجه الرسل السابقون هذه المشکلة أیضاً، لذا فلا تغتمّ وواصل سیرک بحزم، واعلم أنّ من کتبت له الهدایة فسوف یهتدی.

أمّا ما هو الفرق بین (البیّنات ـ والزبر ـ والکتاب المنیر)؟ المفسّرین أظهروا وجهات نظر مختلفة، أوضحها تفسیران:

«البیّنات» بمعنى الدلائل الواضحة والمعجزات التی تثبت حقّانیة النّبی، أمّا «الزبر» فجمع «زبور» بمعنى الکتب التی کتبت بإحکام (مثل الکتابة على الحجر وأمثالها) وهی کنایة عن إستحکام مطالبه (1) . وإشارة إلى الکتب النازلة قبل موسى (علیه السلام)، فی حین أنّ «الکتاب المنیر» إشارة إلى کتاب موسى (علیه السلام) والکتب السماویة الاُخرى التی نزلت بعده، (لأنّه وردت الإشارة فی القرآن المجید فی سورة المائدة ـ الآیات 44 و46 إلى التوراة والإنجیل على أنّهما (هدى ونور) وفی نفس السورة ـ الآیة 15 عبّر عن القرآن الکریم بالنور أیضاً).

المقصود بـ «الزبر» ذلک القسم من کتب الأنبیاء التی تحتوی على العبرة والموعظة والنصیحة والمناجاة (کزبور داود)، وأمّا «الکتاب المنیر» فتلک المجموعة من الکتب السماویة التی تحتوی على الأحکام والقوانین والتشریعات الاجتماعیة والفردیة المختلفة مثل التوراة والإنجیل والقرآن، ویبدو أنّ هذا التّفسیر أنسب.

تشیر الآیة الأخیرة من هذه الآیات إلى العقاب الألیم لتلک المجموعة فتقول: (ثمّ أخذت الذین کفروا ) (2) فهم لم یکونوا بمنأى عن العقاب الإلهی، وإن استطاعوا أن یستمروا بتکذیبهم إلى حین.

فبعض عاقبناهم بالطوفان، وبعض بالریح العاصفة المدمّرة، وآخرون بالصیحة والصاعقة والزلزلة.

أخیراً لتأکید وبیان شدّة وقسوة العقوبة علیهم یقول: (فکیف کان نکیر ) ذلک تماماً مثلما یقوم شخص بإنجاز عمل مهمّ ثمّ یسأل الحاضرین: کیف کان عملی؟ على أیّة حال فإنّ هذه الآیات تواسی وتطمئن من جانب کلّ سالکی طریق الله والقادة والزعماء المخلصین منهم بخاصّة، من کلّ اُمّة وفی أىّ عصر وزمان، لکی لا ییأسوا ولا یفقدوا الأمل عند سماعهم إستنکار المخالفین، ولکی یعلموا أنّ الدعوات الإلهیّة واجهت دائماً معارضة شدیدة من قبل المتعصّبین الجاحدین الظلمة، وفی نفس الوقت وقف المحبّون العاشقون المتولّهون إلى جنب دعاة الحقّ وفدوهم بأنفسهم أیضاً.

ومن جانب آخر فهی تهدید للمعاندین الجاحدین، لکی یعلموا أنّهم لن یستطیعوا إدامة أعمالهم التخریبیة القبیحة إلى الأبد، فعاجلا أو آجلا ستحیط بهم العقوبة الإلهیّة.


1. یقول الراغب فی مفرداته: زبرت الکتاب کتبته کتابة عظیمة، وکلّ کتاب غلیظ یقال له زبور.
2. «أخذت» من مادّة «أخذ» بمعنى حیازة الشیء وتحصیله، لکنّها هنا کنایة عن المجازاة، لأنّ الأخذ مقدّمة للعقاب.
سورة فاطر / الآیة 24 ـ 26 سورة فاطر / الآیة 27 ـ 28
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma