الاُمم الضالّة السابقة:

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 11
سورة الصافات / الآیة 71 ـ 74 سورة الصافات / الآیة 75 ـ 82

بما أنّ المسائل السابقة المتعلّقة بالمجرمین والضالّین لا تختّص بزمان ومکان معینین، فالقرآن یتوسّع فی الآیات التی تبحث بشکل مفصّل عن هذه المسائل، ویهیء الأرضیة فی عدّة آیات قصیرة ومختصرة لشرح اُمور کثیرة عن الاُمم السابقة، والتی بالإطلاع علیها تکون أدلّة ناطقة للبحوث السابقة. ومن تلک الاُمم أقوام نوح وإبراهیم وموسى وهارون ولوط ویونس وغیرهم، إذ یقول: (ولقد ضلّ قبلهم أکثر الأوّلین ).

فمشرکو مکّة لیسوا هم الوحیدین الذین ابتلوا بالضلال نتیجة سیرهم على نهج أجدادهم الأوّلین، وإنّما إبتلیت قبلهم الکثیر من الاُمم السابقة بنفس المصیر.

والتذکیر بهذا الأمر إنّما جاء لتسلیة رسول الله (صلى الله علیه وآله) والثلّة من أصحابه المؤمنین الذین کانوا فی مکّة ـ آنذاک ـ محاصرین من قبل العدو من کلّ الجوانب.

ثمّ یضیف القرآن المجید أنّ ضلالتهم لم تکن بسبب إفتقادهم القائد وعدم موعظتهم (ولقد أرسلنا فیهم منذرین ).

إذ أنّنا أرسلنا إلیهم أنبیاء لإنذارهم من خطر الشرک بالله والکفر به، والظلم والإعتداء، وتقلید الآخرین بصورة عمیاء، ولإطلاعهم على مسؤولیاتهم.

صحیح أنّ الرسل یحملون فی ید رسالة الإنذار، وفی الاُخرى رسالة البشارة، لکن الإنذار یشغل الجزء الأکبر من مواعظهم ونصائحهم، خاصّة بالنسبة لمثل تلک الاُمم الضالّة والعاصیة، ولهذا أکّد علیه هنا.

ثمّ یقول فی عبارة قصیرة ذات معان عمیقة (فانظر کیف کان عاقبة المنذرین ).

المخاطب فی لفظة (فانظر) من الممکن أن یکون رسول الله (صلى الله علیه وآله) أو أی شخص عاقل یقظ. وفی الحقیقة إنّ هذه الآیة المبارکة تشیر إلى نهایة أقوام سنستعرض أحوالها وأوضاعها بصورة مفصّلة فی الآیات القادمة.

أمّا آخر آیة فی بحثنا فإنّها تستثنی جماعة من العذاب الإلهی (إلاّ عباد الله المخلصین ).

الملاحظ أنّ هذه الآیة تشیر إلى عاقبة هذه الاُمم، وتدعو إلى التمعّن فی العذاب الألیم الذی ابتلوا به، والذی أهلکهم وأبادهم جمیعاً ما عدا عباد الله المؤمنین والمخلصین الذین نجوا من هذا العذاب (1) .

وجدیر بالذکر أنّ کلمة (المخلصین) ـ بفتح اللام ـ کرّرت خمس مرّات، وهذا بیان لعلو منزلتهم ومرتبتهم، وکما أشرنا سابقاً فإنّ عباد الله المخلصین هم الصفوة التی تسلّحت بالعلم والإیمان، وإنتصرت على النفس بعد مجاهدتها، وهم الذین أخلصهم الله لنفسه وأزال عنهم الشوائب لیجعلهم خالصین، ولهذا فإنّهم یمتلکون الحصانة الکاملة تجاه الإنحرافات والزلل.

والشیطان عاجز وآیس من النفوذ إلى داخلهم، إذ قطع علیه الطریق المؤدّی إلیهم منذ الیوم الأوّل، وإعترف هو بعجزه هذا.

کذلک فإنّ فتن المجتمع الذی یعیشون فیه ووساوس الغاوین، إضافة إلى وجود المتّبعین لنهج آبائهم وأجدادهم الأوّلین، والثقافة الخاطئة والطاغوتیة، لا تؤثّر أبداً على عباد الله المخلصین ولا تحرفهم عن مسیرتهم.

حقیقة الأمر، أنّ هذه الآیة هی خطاب إطمئنان لمؤمنی مکّة المقاومین والصامدین فی ذلک الوقت، وإنّها دعوة لمسلمی عالم الیوم الملیء بالفتن، تدعوهم إلى الإنفصال عن صفوف أعداء الله والإنضمام إلى عباد الله المخلصین.


1. هذه الجملة إستثناء من محذوف یفهم من المذکور، تقدیره هکذا: (فانظر کیف کان عاقبة المنذرین فإنّا أهلکناهم جمیعاً إلاّ عباد الله المخلصین).
سورة الصافات / الآیة 71 ـ 74 سورة الصافات / الآیة 75 ـ 82
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma