4ـ القرآن ومسألة المعاد

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 11
ب) برهان العدالة5ـ المعاد الجسمانی

تعتبر مسألة المعاد المسألة الثانیة بعد مسألة التوحید والتی تعتبر المسألة الأساس فی تعلیمات الأنبیاء بخصائصها وآثارها التربویة، لذا ففی بحوث القرآن الکریم نجد أنّ أکثر الآیات اختصّت ببحث مسألة المعاد، بعد الکثرة الکاثرة التی اختصّت ببحث مسألة التوحید.

والمباحث القرآنیة حول المعاد تارةً تکون بشکل إستدلالات منطقیة، واُخرى بشکل بحوث خطابیة وتلقینیة شدیدة الوقع بحیث إنّ سماعها فی بعض الأحیان یؤدّی إلى قشعریرة شدیدة فی البدن بأسره. والکلام الصادق ـ کالاستدلالات المنطقیة ـ ینفذ إلى أعماق الروح الإنسانیة.

فی القسم الأوّل، أی الاستدلالات المنطقیة، فإنّ القرآن الکریم یؤکّد کثیراً على موضوع إمکانیة المعاد، إذ إنّ منکری المعاد غالباً ما یتوهّمون إستحالته، ویعتقدون بعدم إمکانیة المعاد بصورة معاد جسمانی یستلزم عودة الأجسام المهترئة والتراب إلى الحیاة مرّة اُخرى.

ففی هذا القسم، یلج القرآن الکریم طرقاً متنوعة ومتفاوتة تلتقی کلّها فی نقطة واحدة، وهی مسألة «الإمکان العقلی للمعاد».

فتارةً یجسّد للإنسان النشأة الاُولى، وبعبارة وجیزة ومعبّرة واضحة تقول الآیة: (کما بدأکم تعودون ). (1)

وتارةً یجسّد حیاة وموت النبات، وبعثه الذی نراه باُمّ أعیننا کلّ عام، وفی الختام یقول إنّ بعثکم تماماً کالنبات: (ونزّلنا من السماء ماءً مبارکاً فأنبتنا به جنّات وحب الحصید * وأحیینا به بلدةً میتاً کذلک الخروج ). (2)

وفی موضع آخر یقول تعالى: (والله الذی أرسل الریاح فتثیر سحاباً فسقناه إلى بلد میت فأحیینا به الأرض بعد موتها کذلک النشور ). (3)

وحیناً یطرح مسألة قدرة الله سبحانه وتعالى على خلق السموات والأرض فیقول: (أو لم یروا أنّ الله الذی خلق السماوات والأرض ولم یعى بخلقهنّ بقادر على أن یحی الموتى بلى إنّه على کلّ شیء قدیر ). (4)

وحیناً آخر یعرض عملیة إنبعاث الطاقة وإشتعال الشجر الأخضر کنموذج على قدرته، وجعل النار فی قلب الماء فیقول: (الذی جعل لکم من الشجر الأخضر ناراً ). (5)

وتارةً یجسّد أمام ناظری الإنسان الحیاة الجنینیة فیقول: (یاأیّها الناس إن کنتم فی ریب من البعث فإنّا خلقناکم من تراب ثمّ من نطفة ثمّ من علقة ثمّ من مضغة مخلّقة وغیر مخلّقة لنبیّن لکم ونقرّ فی الأرحام ما نشاء إلى أجل مسمّى ثمّ نخرجکم طفلا ). (6)

وأخیراً فإنّ القرآن تارةً یدلّل على البعث بالنوم الطویل ـ النوم الذی هو قرین الموت وأخوه، بل إنّه الموت بعینه من بعض الجوانب ـ کنوم أصحاب الکهف الذی استمر ثلاثمائة وتسع سنین، وبعد تفصیل جمیل حول النوم والیقظة یقول: (وکذلک أعثرنا علیهم لیعلموا أنّ وعد الله حقّ وأنّ الساعة لا ریب فیها ). (7)

تلک هی الأسالیب الستّة المختلفة التی طرحتها آیات القرآن الکریم لبیان إمکانیة المعاد. علاوةً على قصّة إبراهیم (علیه السلام) والطیور الأربعة البقرة ـ 260 وقصّة عزیر البقرة ـ 259 وقصّة الشهادة من بنی إسرائیل البقرة ـ 73، والتی تشکّل کلّ واحدة منها نموذجاً تأریخیاً على هذه المسألة وهی من الشواهد والدلائل الاُخرى التی ذکرها القرآن بهذا الخصوص.

خلاصة القول، إنّ ما یعرضه القرآن الکریم عن المعاد ومظاهره المختلفة ومعلوماته ونتائجه، والدلائل الرفیعة التی یطرحها بهذا الخصوص، حیّة ومقنعة بحیث إنّ أیّ إنسان إذا کان لدیه ذرّة من الوجدان فإنّه یتأثّر بعمق ما یطرحه القرآن الکریم.

وعلى قول البعض: فإنّ ألفاً ومائتی آیة من القرآن الکریم تبحث فی مسألة المعاد، لو جمعت وفسّرت لأصبحت وحدها کتاباً ضخماً.


1. الأعراف، 29.
2. ق، 9 و11.
3. فاطر، 9.
4. الأحقاف، 33.
5. یس، 80.
6. الحجّ، 5.
7. الکهف، 21.
ب) برهان العدالة5ـ المعاد الجسمانی
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma