2ـ أثر الإعتقاد بالمعاد على حیاة البشر

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 11
1ـ الإعتقاد بالمعاد أمر فطری3ـ الدلائل العقلیّة على المعاد

إنّ الإعتقاد بعالم ما بعد الموت وبقاء آثار الأعمال البشریة، وخلود الأعمال ـ سواء کانت خیراً أو شرّاً ـ یترک أثره العمیق على فکر وأعصاب وجسد الإنسان، ویمکنه أن یکون عاملا مؤثّراً فی التشجیع على الأعمال الحسنة.

إنّ تأثیر الإیمان بالحیاة بعد الموت فی إصلاح الأفراد الفاسدین والمنحرفین وتشجیع الأفراد المضحّین والمجاهدین، أکثر بکثیر من تأثیر المحاکم والعقوبات المعمول بها عادةً فی الدنیا، للمزایا التی یتمتّع بها ذلک الإیمان عن المحاکم العادیة، ففی محکمة المعاد لا وجود لإعادة النظر، ولا أثر للإضطهاد الفکری على صاحبها، ولا فائدة من إعطاء وثائق کاذبة ومزوّرة، ولا تستغرق ـ عبر روتینها ـ مدّة من الزمن.

القرآن الکریم یقول: (واتّقوا یوماً لا تجزی نفس عن نفس شیئاً ولا یقبل منها شفاعة ولا یؤخذ منها عدل ولا هم ینصرون ). (1)

کذلک یقول تعالى: (ولو أنّ لکلّ نفس ظلمت ما فی الأرض لأفتدت به وأسرّوا الندامة لمّا رأوا العذاب وقضی بینهم بالقسط وهم لا یظلمون ). (2)

کذلک قوله تعالى: (لیجزی الله کلّ نفس ما کسبت إنّ الله سریع الحساب ). (3)

وإنّ حسابه تعالى سریع وحاسم کما نقلت بعض الروایات: «إنّ الله تعالى یحاسب الخلائق کلّها فی مقدار لمح البصر» (4) .

ولهذا السبب فقد اعتبر القرآن الکریم أنّ سبب الکثیر من الذنوب هو نسیان یوم الجزاء، فقال تعالى: (فذوقوا بما نسیتم لقاء یومکم هذا ). (5)

حتى أنّه یستفاد من بعض الآیات أنّ الإنسان إذا کان معتقداً بالقیامة فإنّه یمتنع عن القیام بالکثیر من الأعمال المخالفة، فقد ورد فی وصفه تعالى للمطفّفین فی المیزان قوله تعالى: (ألا یظنّ اُولئک أنّهم مبعوثون * لیوم عظیم ). (6)

والحماسة الخالدة لمجاهدی الإسلام سابقاً وحاضراً فی میادین الجهاد، والتضحیة والفداء والإیثار الذی یظهره الکثیر من المسلمین فی الدفاع عن بلدان الإسلام وعن المحرومین والمستضعفین، یدلّل على أنّه بجمیعه إنعکاس لحالة الإعتقاد بالحیاة الخالدة فی الدار الآخرة، وقد دلّت الدراسات من قبل المفکّرین، والتجارب المختلفة على أنّ تلک المظاهر لا یمکن أن تکون ـ فی المقیاس الواسع الشامل ـ إلاّ عن طریق العقیدة بالحیاة بعد الموت.

فإنّ المجاهد الذی منطقه (قل هل تربّصون بنا إلاّ إحدى الحسنیین ). (7) أی الوصول إلى إحدى السعادتین، إمّا النصر أو الشهادة، هو قطعاً مجاهد لا یقبل الهزیمة.

إنّ الموت الذی یبعث على الوحشة لدى کثیر من الناس، وحتى أنّهم یحاذرون من ذکر إسمه أو کلّ ما یذکّر به، لیس موحشاً ولا قبیحاً قطّ بالنسبة إلى المعتقدین بالحیاة بعد الموت، بل إنّه بالنسبة إلیهم نافذة على عالم رحیب، وتحطّم القفص الدنیوی وکسر القیود المادّیة التی تأسر الروح، وبلوغ الحریّة المطلقة.

إنّ مسألة المعاد تعتبر الخطّ الفاصل بین الإلهیین والمادیّین، لوجود نظرتین مختلفتین هنا:

فالمادّی یرى الموت فناءً مطلقاً، ویفرّ منه بکلّ وجوده، لأنّ کلّ شیء سینتهی به.

والإلهی یرى الموت ولادة جدیدة، وولوجاً فی عالم واسع کبیر مشرق، والإنطلاق فی السماء اللامحدودة. ومن الطبیعی فإنّ المعتقدین بهذا المذهب لا یفسحون المجال للخوف والوحشة للدخول إلى أنفسهم عند سلوکهم طریق الموت والشهادة. بل إنّهم یستلهمون من قول أمیر المؤمنین علی بن أبی طالب (علیه أفضل الصلاة والسلام) «والله لابن أبی طالب آنس بالموت من الطفل بثدی اُمّه» (8) ویستقبلون الموت فی سبیل الهدف برحابة صدر. ولهذا فإنّ أمیر المؤمنین حینما تلقّى الضربة السامّة من اللعین الخاسر «عبدالرحمن بن ملجم» لم یقل سوى «فزت وربّ الکعبة».

خلاصة القول: فإنّ الإیمان بالمعاد یجعل من الإنسان الخائف الضائع، إنساناً شجاعاً شهماً هادفاً، تمتلىء حیاته بالحماسة والتضحیة والصدق والتقوى.


1. البقرة، 48.
2. یونس، 54.
3. إبراهیم، 51.
4. تفسیر مجمع البیان، ج 1، ص 298، سورة البقرة، ذیل الآیة 202.
5. السجدة، 14.
6. المطفّفین، 4 و5.
7. التوبة، 52.
8. نهج البلاغة، الخطبة 5.
1ـ الإعتقاد بالمعاد أمر فطری3ـ الدلائل العقلیّة على المعاد
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma