1ـ فلسفة وجود الشیطان

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 11
تکبّر الشیطان وطرده من رحمة الله!2ـ نیران الأنانیة والغرور تحرق رأسمال الوجود

هناک مسائل مهمّة تطرح بشأن الآیات المذکورة أعلاه، منها مسألة خلق الشیطان، وسبب سجود الملائکة لآدم، وسبب تفضیل آدم على الملائکة، والشیطان على من سیتسلّط، وما هی نتیجة التکبّر والغرور، وما المقصود من الطین وروح الله، ومسألة خلق آدم وخلقه المستقل فی مقابل فرضیات تکامل الأنواع؟ ومسائل اُخرى من هذا القبیل تمّ تناولها وبصورة مفصّلة فی هذا التّفسیر فی ذیل الآیة 34 من سورة البقرة، وفی ذیل الآیة 26 من سورة الحجر، وفی ذیل الآیة 11 من سورة الأعراف.

نعود مرّة اُخرى إلى السؤال الأوّل الخاصّ بشأن فلسفة خلق الشیطان، فالکثیر یتساءل إن کان الإنسان خلق من أجل التکامل ونیل السعادة عن طریق عبودیته لله، فما هی أسباب وجود الشیطان الذی هو موجود مدمّر یعمل ضدّ تکامل الإنسان؟ وهو فی نفس الوقت موجود ذکی، مکّار، یثیر العداوة والبغضاء. إلاّ أنّنا لو تفکّرنا قلیلا فسوف ندرک أنّ وجود هذا العدو عامل مساعد لدفع التکامل الإنسانی إلى الإمام وتقدّمه.

لا نذهب بعیداً، فقوّات المقاومة التی تدافع دائماً وبشدّة ضدّ العدوّ تزداد قوّة یوماً بعد آخر...

والقادة والجنود المدرّبون الأقویاء هم الأشخاص الذین یقاتلون الأعداء بعنف فی المعارک الکبیرة.

والسیاسی المحنّک القوی هو الذی یتمکّن فی الأزمات السیاسیّة الشدیدة أن یتصدّى للأعداء الأقویاء ویتغلّب علیهم.

وأبطال المصارعة الکبار هم الذین نازلوا مصارعین أقویاء أشدّاء، إذن فلم العجب من أنّ عباد الله الکبار بجهادهم المستمر المریر ضدّ الشیطان، یصبحون أقویاء یوماً بعد آخر.

فعلماء الیوم قالوا بشأن فلسفة وجود المیکروبات: لولا وجود هذه المیکروبات لکان جسم الإنسان ضعیفاً عدیم الإحساس، ویحتمل أیضاً توقّف نمو الإنسان بسرعة بحیث لا یتجاوز طوله الثمانین سنتیمتراً، ولکان جمیع البشر على شکل أقزام صغار، وبهذا الشکل فإنّ مبارزة جسم الإنسان للمیکروبات المهاجمة تعطیه قوّة وقدرة على النمو.

وکذلک الحال بالنسبة إلى روح الإنسان فی جهادها ضدّ الشیطان وهوى النفس.

وهذا لا یعنی أنّ الشیطان مکلّف بإغواء عباد الله، فالشیطان کان طاهراً فی بدایة خلقه، کبقیّة الموجودات، ولکن الإنحراف والإنحطاط والتعاسة التی اُصیب بها إنّما کان برغبته وإرادته، وبهذا فإنّ الباریء عزّوجلّ لم یخلق إبلیس منذ الیوم الأوّل شیطاناً، وإنّما إبلیس هو الذی أراد أن یکون شیطاناً، وفی نفس الوقت فإنّ ممارساته الشیطانیة لا تجلب الضرر لعباد الله المخلصین إطلاقاً، بل قد تکون سلّماً لرقیّهم وسموّهم.

سؤال: وفی النهایة یبقى هذا السؤال: لماذا تمّت الموافقة على طلبه فی البقاء حیّاً، ولماذا لم یُهلک فی تلک اللحظة؟

الجواب: جواب هذا السؤال هو ما ذکرناه أعلاه، وبعبارة اُخرى:

إنّ عالم الدنیا هذا هو ساحة للاختبار والامتحان (الاختبار الذی هو وسیلة لتربیة وتکامل الإنسان) وکما هو معروف فإنّ الاختبار لا یتمّ من دون مواجهة عدو شرس ومجابهة مختلف أنواع الأعاصیر والمشاکل.

وبالطبع، إن لم یکن هناک شیطان، فإنّ هوى النفس ووساوسها هی التی تضع الإنسان فی بودقة الإختبار، ولکن حرارة هذه البودقة تزداد بوجود الشیطان، لأنّ الشیطان سیکون فی هذه الحالة العامل الخارجی المؤثّر على الإنسان، وهوى النفس والوساوس ستکون العامل الداخلی.

تکبّر الشیطان وطرده من رحمة الله!2ـ نیران الأنانیة والغرور تحرق رأسمال الوجود
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma