النّبی إلیاس ومواجهته للمشرکین:

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 11
سورة الصافات / الآیة 123 ـ 132 1ـ من هو إلیاس؟

القصّة الرابعة فی هذه السورة إستعرضت بصورة مختصرة حیاة نبی الله (إلیاس)، یقول تعالى: (وإنّ إلیاس لمن المرسلین ).

الحدیث حول «إلیاس» وخصوصیاته ونسبه وحیاته سیأتی لاحقاً فی آخر هذه الآیات ـ إن شاء الله.

ثمّ تبدأ الآیات بالتفصیل بعد الإجمال وتقول: واذکر عندما أنذر قومه (إذ قال لقومه ألا تتّقون ).

أی اتّقوا الله واجتنبوا الشرک وعبادة الأصنام وإرتکاب الذنوب والمظالم، وکلّ ما یؤدّی بالإنسان إلى الباطل والفساد.

أمّا الآیة التی تلتها فقد تحدّثت بصراحة أکثر (أتدعون بعلا وتذرون أحسن الخالقین ).

ومن هنا یتّضح أنّ قومه کانوا یعبدون صنماً اسمه (بعل) ویسجدون له، وأنّ هذا النّبی کان یدعوهم إلى ترک هذا العمل القبیح، والتوجّه إلى الله سبحانه وتعالى خالق هذا الکون العظیم وتوحیده وعبادته.

جمع من المفسّرین ذهبوا إلى أنّ إلیاس کان مبعوثاً إلى مدینة «بعلبک» إحدى مدن بلاد

الشام (1) لأنّ (بعل) هو اسم ذلک الصنم و(بک) تعنی مدینة، ومن ترکیب هاتین الکلمتین نحصل على کلمة (بعلبک) وقیل: إنّ الصنم (بعل) کان مصنوعاً من الذهب وطوله حوالی 20 ذراعاً وله أربعة أوجه، وخدمته کانوا 400 شخص (2) .

ولکن البعض ذهبوا إلى أنّ (بعل) لیس اسماً لصنم معیّن، بل یطلق بصورة عامّة على الأصنام، فیما قال البعض الآخر: إنّها تعنی (الربّ والمعبود)، وقال (الراغب) فی مفرداته: إنّ کلمة «بعل» تعنی (الزوج)، أمّا العرب فتطلقها على الأصنام التی تعبدها والتی بواسطتها یتقربون إلى الله سبحانه وتعالى على حدّ زعمهم.

وعبارة (أحسن الخالقین ) رغم أنّها تشیر إلى أنّ الله سبحانه وتعالى خالق هذا الکون ولا یوجد خالق سواه، فهی تشیر أیضاً حسب الظاهر إلى الأشیاء المصنوعة، أی التی یصنعها الإنسان بعد أن یغیّر شکل المواد الطبیعیة، ومن هنا سمّی بالخالق، رغم أنّه تعبیر مجازی.

على أیّة حال، فقد عمد إلیاس إلى توبیخ قومه بشدّة، وقال لهم: (الله ربّکم وربّ آبائکم الأوّلین ).

إذ إنّ الله مالککم ومربّیکم، وکلّ نعمة عندکم فهی منه، وأی مشکلة عندکم تتیسر بقدرته، فغیره، لا یعدّ مصدراً للخیر والبرکة، ولا یمکنه دفع الشرّ والبلاء عنکم.

الظاهر هنا أنّ المشرکین فی زمان إلیاس، قالوا ـ کما قال المشرکون فی زمان نبیّنا محمّد (صلى الله علیه وآله) ـ إنّنا نتّبع سنن أجدادنا الأوّلین، فأجابهم إلیاس (علیه السلام) بقوله: (الله ربّکم وربّ آبائکم الأوّلین ).

وإستخدام کلمة (ربّ) هنا أفضل منبّه للعقل والفکر، لأنّ أهمّ قضیّة فی حیاة الإنسان هی أن یعرف من الذی خلقه؟ ومن هو مالکه ومربّیه وولی نعمته الیوم؟

إلاّ أنّ قومه اللجوجین والمتکبّرین لم یعطوا اُذناً صاغیة لنصائحه ومواعظه، ولم یعبأوا بما یقوله لهدایتهم، وإنّما کذّبوه (فکذّبوه ).

ومقابل تصرفاتهم هذه توعّدهم الله سبحانه وتعالى بعذابه بعبارة قصیرة جاء فیها: إنّنا سنحضرهم إلى محکمة العدل الإلهی وسنعذّبهم فی جهنّم (فإنّهم لمحضرون ) لینالوا جزاء أعمالهم القبیحة والمنکرة.

ولکن یبدو أنّ هناک مجموعة من الأطهار المحسنین والمخلصین قد آمنوا بما جاء به إلیاس، ولکی لا یضیع حقّ هؤلاء، قال تعالى مباشرةً بعد تلک الآیة (إلاّ عباد الله المخلصین ) (3) .

الآیات الأخیرة من بحثنا إستعرضت نفس القضایا الأربعة التی وردت بحقّ الأنبیاء الماضین (نوح، وإبراهیم، وموسى، وهارون) ولأهمیّتها نستعرضها مرّة اُخرى.

قوله تعالى: (وترکنا علیه فی الآخرین ) أی إنّ الاُمم القادمة سوف لن تنسى الجهود الکبیرة التی بذلها الأنبیاء الکبار من أجل حفظ خطّ التوحید، وسقایة شجرة الإیمان، وما دامت الحیاة موجودة فی هذه الدنیا فإنّ رسالتهم ستبقى حیّة وخالدة.

وفی المرحلة الثانیة أثنى الله سبحانه وتعالى وبعث بتحیّاته إلى آل یاسین، قال تعالى: (سلام على إل یاسین ).

استخدام عبارة (الیاسین) بدلا عن (الیاس) إمّا لکونها من الناحیة اللغویة لفظاً لـ (إلیاس) واللتین لهما نفس المعنى، أو أنّها إشارة إلى (إلیاس) وأتباعه المؤمنین، فوردت بصورة الجمع (4) .

وفی المرحلة الثالثة، قال تعالى: (إنّا کذلک نجزی المحسنین ).

«الإحسان» هنا شمل، معنىً واسعاً وهو العمل بکلّ السنن والأوامر، ومن ثمّ الجهاد ضدّ کافّة أشکال الشرک والانحراف والذنوب والفساد.

أمّا المرحلة الرابعة فتطرح الإیمان کأمر أساسی یجب أن یتوفّر فی الأنبیاء الذین إستعرضتهم هذه السورة المبارکة فتقول الآیة هنا: (إنّه من عبادنا المؤمنین ).

«الإیمان» و«العبودیة» لله هما مصدر الإحسان، والإحسان یؤدّی إلى إنضمام المحسن لصفوف المخلصین الذین یشملهم سلام الله.


1. «بعلبک» الیوم جزء من لبنان وتقع قرب الحدود السوریة.
2. تفسیر روح المعانی، ذیل الآیات مورد البحث.
3. وفقاً لما ذکرناه أعلاه فإنّ هذا الإستثناء هو استثناء متّصل من (الواو) فی «کذّبوه»، وتعنی أنّ کلّ قومه کذّبوه وابتلوا بالعذاب الإلهی، عدا عباد الله المخلصین.
4. فی البدایة کانت «إلیاس» ثمّ نسبت إلیها یاء فأصبحت (الیاسیّ)، ثمّ جمعت فأصبحت، (الیاسیین) وعند تخفیفها أضحت (الیاسین).
سورة الصافات / الآیة 123 ـ 132 1ـ من هو إلیاس؟
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma