حرکة السفن فی البحار آیة إلهیّة:

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 11
سورة یس / الآیة 41 ـ 44 سورة یس / الآیة 45 ـ 47

رغم أنّ بعض المفسّرین أمثال القرطبی اعتبر الآیة الاُولى من هذه الآیات من أعقد وأصعب آیات هذه السورة، إلاّ أنّه وبتدقیق النظر فی هذه الآیات وربطها بالآیات السابقة، یتّضح أن لیس هناک تعقید فی هذه الآیات، لأنّ الآیات السابقة تحدّثت عن دلالة قدرة الباری عزّوجلّ فی خلق الشمس والقمر واللیل والنهار وکذلک الأرض وبرکاتها، وفی هذه الآیات التی أمامنا یتحدّث الباری عزّوجلّ عن البحار وقسم من برکات ونعم ومواهب البحار، یعنی حرکة السفن التجاریة والسیاحیة على سطحها.

علاوةً على أنّ حرکة السفن فی خضمّ المحیطات لیست بعیدة فی الشبه عن حرکة الکواکب السماویة فی خضمّ المحیط الفضائی.

لذا فإنّ الآیات الکریمة تقول أوّلا: (وآیة لهم أنّا حملنا ذرّیتهم فی الفلک المشحون ).

الضمیر «لهم» لا یعود فقط على مشرکی مکّة، بل على جمیع العباد الذین أشارت لهم الآیات السابقة.

«ذرّیة»: کما یقول الراغب فی مفرداته، أصلها الصغار من الأولاد، وإن کان یقع على الصغار والکبار معاً عرفاً، ویستعمل للواحد والجمع.

وما تذکره الآیة من حمل ذریّاتهم ولیس هم ربّما لأنّ الأولاد هم أکثر حاجة لرکوب مثل ذلک المرکب السریع، بلحاظ أنّ الکبار أکثر إستعداداً للسیر على سواحل البحار وطی الطریق من هناک!!

فضلا عن أنّ هذا التعبیر أنسب لتحریک عواطفهم.

«مشحون» أی مملوء، إشارة إلى أنّ السفن لا تحملهم هم فقط، بل أموالهم وتجارتهم وأمتعتهم وما أهمّهم أیضاً.

وما قاله البعض من أنّ «الفلک» إشارة إلى سفینة نوح، و«ذریّة» بمعنى الآباء من مادّة «ذرأ» بمعنى خلق، فیبدو بعیداً، إلاّ إذا کان من قبیل ذکر المصداق البارز.

على کلّ حال فإنّ حرکة السفن والبواخر التی هی من أهمّ وأضخم وسائل الحمل والنقل البشری، وما یمکنها إنجازه یعادل آلاف الأضعاف لما تستطیعه المرکّبات الاُخرى، کلّ ذلک ناجم عن خصائص الماء ووزن الأجسام التی تصنع منها السفن، والطاقة التی تحرّکها، سواء کانت الریح أو البخار أو الطاقة النوویة. وکلّ هذه القوى والطاقات التی سخّرها الله للإنسان، کلّ واحدة منها وکلّها معاً آیة من آیات الله سبحانه وتعالى.

ولکی لا یتوهّم أنّ المرکب الذی أعطاه الله للإنسان هو السفینة فقط، تضیف الآیة التالیة قائلة: (وخلقنا لهم من مثله ما یرکبون ).

المراکب التی تسیر على الأرض، أو فی الهواء وتحمل البشر وأثقالهم.

ومع أنّ البعض فسّر هذه الآیة بخصوص «الجمل» الذی لقّب بـ «سفینة الصحراء»، والبعض الآخر ذهب إلى شمولیة الآیة لجمیع الحیوانات، والبعض فسّرها بالطائرات والسفن الفضائیة التی اخترعت فی عصرنا الحالی (تعبیر «خلقنا» یشملها بلحاظ أنّ موادّها ووسائل صنعها خلقت مسبقاً) ولکن إطلاق تعبیر الآیة یعطی مفهوماً واسعاً یشمل جمیع ما ذکر وکثیراً غیره.

فی بعض آیات القرآن الکریم ورد مراراً الإقتران بین «الأنعام» و«الفلک» مثل قوله تعالى: (وجعل لکم من الفلک والأنعام ما ترکبون ) زخرف ـ 12، وکذلک قوله تعالى: (وعلیها وعلى الفلک تحملون ) المؤمن ـ 80.

ولکن هذه الآیات أیضاً لا تنافی عمومیة مفهوم الآیة مورد البحث.

الآیة التالیة ـ لأجل توضیح هذه النعمة العظیمة ـ تتعرّض لذکر الحالة الناشئة من تغییر هذه النعمة فتقول: (وإن نشأ نغرقهم فلا صریخ لهم ولا هم ینقذون ).

فنصدّر أمرنا لموجة عظیمة فتقلب سفنهم، أو نأمر دوّامة بحریة واحدة ببلعهم، أو یتقاذفهم الطوفان بموجة فی کلّ إتّجاه بأمرنا، وإذا أردنا فنستطیع بسلبنا خاصّیة الماء ونظام

هبوب الریح وهدوء البحر وغیر ذلک أن نجعل الإضطراب صفة عامّة تؤدّی إلى تدمیر کلّ شیء، ولکنّنا نحفظ هذا النظام الموجود لیستفیدوا منه. وإذا وقعت بین الحین والحین حوادث من هذا القبیل فإنّ ذلک لینتبهوا إلى أهمیّة هذه النعمة الغامرة.

«صریخ» من مادّة «صرخ» بمعنى الصیاح. و«ینقذون» من مادّة «نقذ» بمعنى التخلیص من ورطة.

وأخیراً تضیف الآیة لتکمل الحدیث فتقول: (إلاّ رحمة منّا ومتاعاً إلى حین ).

نعم فهم لا یستطیعون النجاة بأیّة وسیلة إلاّ برحمتنا ولطفنا بهم.

«حین» بمعنى «وقت» وهی فی الآیة أعلاه إشارة إلى نهایة حیاة الإنسان وحلول أجله، وذهب البعض إلى أنّها تعنی نهایة العالم بأسره.

نعم، فالأشخاص الذین رکبوا السفن أیّاً کان نوعها وحجمها یدرکون عمق معنى هذه الآیة، فإنّ أعظم السفن فی العالم تکون کالقشّة حیال الأمواج البحریة الهائلة أو الطوفانات المفجعة للمحیطات، ولولا شمول الرحمة الإلهیّة فلا سبیل إلى نجاة أحد منهم إطلاقاً.

یرید الله سبحانه وتعالى بذلک الخیط الرفیع بین الموت والحیاة أن یظهر قدرته العظیمة للإنسان، فلعلّ الضالّین عن سبیل الحقّ یعودون إلى الحقّ ویتوجّهون إلى الله ویسلکون هذا الطریق.

سورة یس / الآیة 41 ـ 44 سورة یس / الآیة 45 ـ 47
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma