یستشف من الآیات المذکورة أعلاه، وجود نوع من الرابطة بین أهل الجنّة وأهل النار، فکأنّ أهل الجنّة ـ الذین هم فی مرتبة عُلیا ـ یرون أهل النار ـ الذین هم فی الأسفل ـ ]وقد استفید هنا من عبارة (فاطّلع) والتی تعنی الإشراف من الأعلى على الأسفل[.

وبالطبع فإنّ هذا لیس بدلیل على کون الفاصل الموجود بین الجنّة والنار قلیلا، فلربّما یمنحون قوّة نظر خارقة تغدو أمامها قضیّة المکان والفاصل معدومة.

وقد جاء فی کلمات بعض المفسّرین أنّ فی الجنّة کوّة ینظر منها أهل الجنّة إلى أهل النّار.

وآیات سورة الأعراف توضّح بصورة جیّدة الرابطة الموجودة بین الفریقین (ونادى أصحاب الجنّة أصحاب النار أن قد وجدنا ما وعدنا ربّنا حقّاً فهل وجدتم ما وعد ربّکم حقّاً قالوا نعم فأذّن مؤذّن بینهم أن لعنة الله على الظالمین )، (1) کما یمکن الاستفادة من الآیة 46 فی سورة الأعراف بهذا الشأن (وبینهما حجاب ) أی أنّ هناک حجاب بین أهل الجنّة وأهل النار.

وکلمة «نادى» یستخدمها ـ بصورة طبیعیة ـ المتکلّم من بعید، وتوضّح فی الآیة مکان ومرتبة الفریقین.

على أیّة حال، وکما ذکرنا عدّة مرّات، فإنّ أوضاع وأحوال یوم القیامة تختلف کثیراً عن أوضاع عالمنا الحالی، ونحن لا نستطیع تقییم الأوضاع هناک وفق معاییر عالمنا.

1. الأعراف، 44.