5ـ المعاد الجسمانی

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 11
4ـ القرآن ومسألة المعاد6ـ الجنّة والنار

المقصود من المعاد الجسمانی لیس إعادة الجسم وحده فی العالم الآخر، بل إنّ الهدف هو بعث الروح والجسم معاً، وبتعبیر آخر فإنّ عودة الروح أمر مسلّم به، والحدیث حول عودة الجسم.

جمع من الفلاسفة القدماء کانوا یعتقدون بالمعاد الروحی فقط، وینظرون إلى الجسد على أنّه مرکّب، یکون مع الإنسان فی هذه الدنیا فقط، وبعد الموت یصبح الإنسان غیر محتاج إلیه فینزل من الجسد ویندفع نحو عالم الأرواح.

ولکن العلماء المسلمین الکبار یعتقدون بأنّ المعاد یشمل الروح والجسم، وهنا لا یقیّد البعض بعودة الجسم السابق، ویقولون بأنّ الله قیّض للروح جسداً، ولکن شخصیّة الإنسان بروحه فإنّ هذا الجسد یعدّ جسده.

فی حال أنّ المحقّقین یعتقدون بأنّ هذا الجسد الذی یصبح تراباً ویتلاشى، یتلبّس بالحیاة مرّة اُخرى بأمر الله الذی یجمعه ویکسوه بالحیاة، هذه العقیدة نابعة من متون الآیات القرآنیة الکریمة.

إنّ الشواهد على المعاد الجسمانی فی الآیات القرآنیة الکریمة کثیرة جدّاً، بحیث یمکن القول قطعاً بأنّ الذین یعتقدون بإقتصار المعاد على المعاد الروحی فقط لا یملکون أدنى إطّلاع على الآیات العدیدة التی تبحث فی موضوع المعاد، وإلاّ فإنّ جسمانیة المعاد واضحة فی الآیات القرآنیة إلى درجة تنفی أدنى شکّ فی هذه المسألة.

فهذه الآیات التی قرأناها فی آخر سورة یس، توضّح هذه الحقیقة فحینما تساءل الإنسان: (قال من یحی العظام وهی رمیم ) أجابه القرآن بصراحة ووضوح: (قل یحییها الذی أنشأها أوّل مرّة ).

إنّ کلّ تعجّب المشرکین والمخالفین لمسألة المعاد هو هذه القضیّة، وهی کیف یمکن إحیاؤنا بعد الموت وبعد أن نصبح تراباً متناثراً وضائعاً فی هذه الأرض؟ (وقالوا أإذا ضللنا

فی الأرض أإنّا لفی خلق جدید ). (1)

إنّهم یقولون: (أیعدکم أنّکم إذا متم وکنتم تراباً وعظاماً أنّکم مخرجون ). (2)

وتعجّبوا من هذه المسألة إلى درجة أنّهم اعتبروا إظهارها دلیلا على الجنون أو الکذب على الله (قال الذین کفروا هل ندلّکم على رجل ینبئکم إذا مزّقتم کلّ ممزّق إنّکم لفی خلق جدید ). (3)

لهذا السبب فإنّ إستدلالات القرآن الکریم حول إمکانیة المعاد عموماً تدور حول هذا المحور وهو «المعاد الجسمانی» وما عرضناه فی الفصل السابق فی ستّة طرق کانت دلیلا وشاهداً على هذا الادّعاء.

علاوةً على أنّ القرآن الکریم یذکر مراراً وتکراراً بأنّکم ستخرجون یوم القیامة من قبورکم (4) والقبور مرتبطة بالمعاد الجسمانی.

والأوصاف التی یذکرها القرآن الکریم عن المواهب المادیة والمعنویة للجنّة، کلّها تدلّل على أنّ المعاد معاد جسمی ومعاد روحی أیضاً، وإلاّ فلا معنى للحور والقصور وأنواع الأغذیة والنعیم فی الجنّة إلى جنب المواهب المعنویة.

على کلّ حال، فلا یمکن أن یکون الإنسان على جانب یسیر من المنطق والثقافة القرآنیة وینکر المعاد الجسمانی. وبتعبیر آخر: فإنّ إنکار المعاد الجسمانی بنظر القرآن الکریم مساو لإنکار أصل المعاد.

علاوةً على هذه الأدلّة النقلیة، فإنّ هناک أدلّة عقلیة بهذا الخصوص لو أردنا إیرادها لاتّسع البحث کثیراً، لا شکّ أنّ الإعتقاد بالمعاد الجسمانی سیثیر أسئلة وإشکالات کثیرة، منها شبهة الآکل والمأکول والتی ردّ علیها العلماء الإسلامیون والتی أوردنا تفصیلا عنها بشکل مختصر عند تفسیر الآیة 260 من سورة البقرة.


1. السجدة، 10.
2. المؤمنون، 35.
3. سبأ، 7.
4. یس، 51; والقمر، 7.
4ـ القرآن ومسألة المعاد6ـ الجنّة والنار
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma